خلِّ الهوى... قصة هذه القصيدة أن رجلا ابتلى بالعشق في غير الحلال رغم مرور العمر فطلب نصيحة توقظ قلبه فجاءت النصيحــة : خلِّ الهوى، يا صريعَ الحبِّ والوَصَبِ **أضاعَ عُمْركَ بين اللَّهْوِ واللّعبِ راح الصبا، والتّصابي غيـرُ مرتحلٍ ** يعيشُ حُلماً من الأوهام والكذبِ عجبتُ والله ممـَّن عاش في لَعـِـبٍ ** والموتُ يطلبهُ قد جدَّ في الطلبِ ياعاشقاً جعَلَ الأحـداقَ سكْرتَـه **لم يلقَ منها سوى الخسْرانِ والنَّصَبِ ولاهياً دهرَه فــي سُكْر شهوتـِهِ ** والقـبرُ موئلـُهُ في المنزلِ الخَرِبِ ومُتعباً قلبـَهُ في حُسْـنِ فانيــةٍ ** هـلاَّ طلبـْتَ جمالَ الحورِ ياعجبي ما في الذنوبِ، وإن حُفَّتْ بزينتِهـا **غيرُ الشَّقاءِ، وغيرُ الحزْن والتَّعبِ فكنْ بعمْركَ بالطاعـاتِ منْشغـلاً ** أمامَك الخلدُ في الجنَّات والطربِ فيما التقاعسُ والأعمارُ مُسْرعـةً ** كأنما العمْـرُ مِرقـاةٌ إلى العَطبِ والنَّاس نحـو المنايـا سيرُ وجْهَتِهمْ ** ما بيــنَ منْطـرحٍ فيها ومُقتربِ تجيب داعيهـا بالحـقِّ في قــدرٍ ** وأيُّ عبـدٍ لداعي الموتِ لم يُجبِ فلا البروج من الآجال عاصمــة **ولا الطبيب،وما يُسقي من السَّببِ فخذْ لنفْسكَ زادا صالحاً بتقــىً ** ذخراً ليـومٍ عظيمِ الهولِ مضطربِ واجعل هُديتَ جهادَ الكفْرِ خاتمـةً ** مـن فازَ فيها علاَ في أرفعِ الرتبِ