هذا ما قد كتبته يوما براهيم

الموضوع في 'سوق عكاظ لإبداعات الأعضاء' بواسطة بحربرا, بتاريخ ‏20 نوفمبر 2010.

  1. بحربرا

    بحربرا عضو متميز

    هذا ما كتبته حين شعرت بالوحدة
    في يوم من الأيام
    ( هذه هي أيامي .....
    عندما أخلد إلى النوم و لكنني لا أنام إلا في بعض الأحيان تبدأ مسيرتي بسماع نباح الكلاب و مرور السيارات و الدراجات ،إن صوتها مزعج مع أصوات المصانع المدوي كل ليلة ،لم أكن أعرف هذا من قبل كنا نعيش في هدوء تام ،و مع مرور الوقت أسمع صوتا غريبا إنه صوت الهررة المتعاركة في منتصف اليل و كأنها تقيم دورة يومية للمصارعة و بعدها بقليل أسمع صياح الديكة إن صوتها جميل يشعرني بالصباح إلا أن الوقت لم يحن بعد على الفجر فأنام على وقع أنغامها ،ليوقظني صوت القطة و هي تدخل الغرفة لتنام،إنها قطة أليفة تحب العطف
    و مرات أخرج لأقف في الطريق أتأمل في خلوها من الحركات و الظجيج
    الذي تكون عليه في النهار الآن هي هادئة تماما و ساكنة تستطيع أن تمشي فيها بمأمن من نظرات الناس الساخرة و غوغائية الشباب المتلهفون نعم إنها ساعات هادئة في جوف الليل الساطع بالظلام فبعد أن أمل أعود أدراجي إلى المنزل لأجد نور الشموع إنه نور بديع يشعرني بالوحدة إلا أنه يأنسني في الظلام ثم أطفئ تلك الشموع لأعود إلى عالم الخيال إلى أن يوقظني صوت مألوف إنه صوت المشاة و هذا يعني أن الفجر قد حان و مرات أسمع صراخا من قد يجرء على هذا بالطبع إنه أبي كثير الصراخ و هذا شيء من طبعه فهو دائما هكذا و من ثم أسمع صوت فتح الباب الكبير "الكاراج" إنه أبي يريد إخراج السيارة لأنه وقت الذهاب إلى السوق فأمامه يوم شاق ،و بعدها بقليل أسمع صوت جارنا و هو يخرج من بيته آخذا أولاده إلى المدرسة "هيا أسرعوا" و تصيح زوجته إحذروا من السيارات ثم يفتح باب آخر إنه باب بيتنا من يخرج ؟ "عمر" إنه أخي الأصغر : أنا ذاهب الآن قد فاتني الوقت . هو دائما هكذا .
    بحذائه الأبيض الكبير الذي يظهر من على بعد خمسة أميال ...في الحقيقة لا أدري لمذا يحب الأحذية الكبيرة و سروال ضيق يلتسق مع رجليه النحيفتان و رداء عريض بلون أزرق قاتم يميل إلى السواد يظهر داخله كالشرطي حينما تهطل عليه الأمطار و هو يرتدي بزته الرسمية،مع كل ذلك هو سعيد يحب الحياة و لا يأبه لأي شيء،ما أظرف ذلك الفتى قبل كل هذا كان قد خرج محمد فهو يدرس في ثانوية بعيدة عن الحي،يرتدي ثيابا أظنها عادية مع أنه يحسبها موضة عصرية فهو يتباها كثيرا و يحب نفسه أكثر و هذا ما يجعله سعيدا فهو الشاب الذي لا يسخر منه أحد و ... و ..و
    أمي إنها جد حنونة و هذا ما يجعلني أغضب في بعض الأحيان نيتها الصافية تجعلها تصدق كل شيء إنها امرأة مثالية،في الصباح تعد القهوة و الشاي فهناك من لا يشرب القهوة،و ترعى مصالحها ثم تنام لبرهةفهي مرهقة بالطبع من كثرة العمل في اليوم السابق،مرات عديدة تبقى للعمل حتى يتأخر الوقت كثيرا،تحب أن تنام بعد الجميع فهي كذلك و تأخذني عيني لأنام في ذلك الصباح و ما ألذ النوم في الصباح مع طول الوقت الذي أسهره في الليل لا بد أن يكون كذلك،لتوقظني أختي بتلك الخرخشة التي تحدثها إنها أكبر مني سنا،تحب النظام و الإنضباط و كذلك تحب النظافة كثيرا فهي متعقلة ...تحلم بكثرة الأثاث في البيت و بأشياء لا أهتم لها فهي من ذلك النوع الذي يحب توضيب الأشياء و هذا يجعلني أحترمها بشكل ما .
    بعد أن أغير ملابسي أجد الشاي محضرا بشكل من الأشكال فأسخنه وأحظر الطاولة و في بعض المرات آخذه من دون طاولة و هذا ما يغضب أختي فتنعتني بالامبالاة متجها إلى الغرفة التي يوجد بها ذلك الصندوق أعني التلفاز أفتحه على أي قناة كانت و بعد انتهائي من الأكل و أكون قد شاهدت من الأكاذيب ما لا نهاية له أطفئ الصندوق لأنظر ما لدي من عمل في هذا اليوم،أصبحت لا آبه للعمل و لا لأي شيء أنا أعمل من أجل إضاعة الوقت فقط،لأن النهار و الليل عندي سواء فما يمر علي أحدهما إلا بشق الأنفس و كأنني أنتظر أحدا .
    فما إن أبدأ في عملي حتى يحين وقت الإفطار و يكون عمر قد خرج من المدرسة فلا أهتم لشأن الفطور.
    أجدني أشتغل في بعض الأشياء و ذهني بعيد عنها في مكان آخر،في حزن أو فرح لا يهم المهم أنني شارد الذهن بعد أن أنهي عملي و يكون ذلك مساءا يرهبني الفراغ الذي ينتظرني في الليل لأنني لن أنام باكرا،و عندها أسمع كلام الجيران و هم واقفون أمام المحلات و عند الجدران و في كل مكان ....صراخ...ضحك متصاعد ...وقع أقدام ...سيارات ...شاحنات... أصوات غريبة،تمتزج لتصبح ضجة عارمة و كم أكره ذلك الوقت من اليوم آه...قد نسيت حان وقت مجيء أخي الأكبر إلى البيت إنه يفوقني سنا خمس سنوات تقريبا إنه شخص غامض له سلوك جيد لا يتكلم كثيرا ثابت على آرائه مع كل هذا تحسبه صلبا كالحديد إلا أنه عكس ذلك تماما و ما عدا ذلك فهو متوسط القامة أقل مني طولا دائري الوجه أسمر البشرة يحب الألبسة الكلاسيكية لأنه يعمل في سلك القضاء و هو جد مقتصد لهذا قد يعرف كيف يتصرف،وبعده بقليل يأتي أخي "المختار" إنه أصغر منه سنا يدخل من دون إلقاء السلام مع أنه ملتزم و لكنه إنسان صادق حتى مع نفسه فهو يكره الإلتواء و التعرج،فبعد أن دخلوا جميعا كان علي أن أرى ما أفعله الليلة فأنا وحيد و لا أحديرغب في مصاحبتي لا أدري لما فكل ذلك يجعلني أحس بالأسى حيال نفسي .
    سإمت من كل شيء صرت آكل الطعام من غير ذوق و أنام من غير حس و أضحك من غير سعادة و لا فرح و أنا أشاهد الناس أمامي يضحكون و يمرحون و يتآخذون أطراف الحديث ..و لكن كيف ؟
    لا أدري كل ما أعلمه هو أنني كنت وحيدا طوال حياتي ولا زلت فبعد كل ذلك الوقت المرير الذي مر بي في النهار و الإستماع إلى ضجيج الناس آخذ إبريقا من الشاي الساخن بالخبز طبعا و في وقت متأخر إلى غرفتي "الصالة" و هناك و أنا أشرب الشاي أستمع إلى صوت يرن في داخلي رنينا أحب الإستماع إليه في ذلك الوقت و في نفسي شيء من الفرحو الحزن لعله شعور بالحياة يفرحني و لكنني لا أستطيع الوصول فيحزنني
    BAHR

     
  2. خالد الإدريسي

    خالد الإدريسي عضو متميز

    [​IMG]
     

مشاركة هذه الصفحة