تجارب عملية من الواقع التعليمي إعداد الأستاذ / خالد بن سليمان الغرير مقدمة الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيّماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ، وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنـه وسراجاً منيراً القائـل ( خـيركم من تعلم القرآن وعلمه ) "رواه البخاري عن عثمان رضي الله عنه " ، والقائل ( المـاهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ) . أما بعد .. فإنه حري بالمشتغلين بتعليم القرآن تطوير أساليبهم في تحفيظ أبناء المسلمين ومواكبة العصر بالاستفادة من منتجات العصر التقنية أو بالاستفادة من العلوم الإدارية خدمةً لكتاب الله تعالى ، وتنظيم العمل ووضع الخطط الطموحة المبرمجة زمنياً وحسب الإمكانات والطاقات المتاحة لتحقيق الهدف الأسمى في تحفيظ أبناء المسلمين كتاب الله الممتثلين أمر الله المتأسين برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان خُلُقه القرآن . وقد كانت لي تجربة في تطوير بطاقات الحفظ والمراجعة أيسر أداء وأثمر نتيجةً وأقوى متابعة حتى وصلت إلى هذا الحد وهي قابلة للتطوير والمناقشة ، ولكن حسبي بالفكرة ومضمونها . والبحث يتكون من خمسة عناصر :- 1. تصور عام عن التجربة . 2. العوامل التي أدت إلى نجاح التجربة . 3. المقومات التي واجهت التفوق ، وكيفية التغلب عليها . 4. أثر التجربة على الواقع التعليمي للحلقات . 5. إمكانية تعميم التجربة في مواقع أخرى . أولاً : تصور عام عن التجربة .... بدأت تجربة البطاقة المبرمجة منذ عام 1412هـ ، وبدأت كفكرة توثيق لدرجات حفظ الطلاب ، وإمكانية تقييم مستويات الطلاب من خلال معايير ومقاييس للأداء من خلال درجات للحفظ وأخرى للمراجعة ومحاسبة على الأخطاء اللفظية واللحنية والغياب عموماً ، وبعد تطبيق التجربة كانت هناك إضافات وتغييرات للمعدلات حتى أصبحت بالوضع الحالي . وبرمجت البطاقة ولائحتها على ما يناسب المدارس النسائية لدينا على حسب ظروفنا " انظر المرفقات ص ( 10 _ 11 ) " وكذلك لمدارس الموظفين " " انظر المرفقات ص ( 12 - 13 ) " . والفكرة باختصار هي جعل معايير للأداء من خلال الأرقام بالنسبة للحفظ والمراجعة وقوة الضبط والامتحانات ومعدلات الغياب والأنشطة والمشاركات . ثانياً : العوامل التي أدت إلى نجاح التجربة .... كان من مميزات هذا البرنامج كما أسلفت وجود المعايير التي من خلالها يستطيع مدرس الحلقة ومشرف المدرسة ورئاسة الإشراف الطلابي ، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية قياس الأداء وقياسه مع المخطط له ، والأهداف المحددة ووجود الانحراف بين المخطط والواقع . وهذا الانحراف إما صالح إيجابياً يحتاج لشكر وتشجيع ، وإما انحراف سلبي يحتاج لمساءلة وتقويم ومتابعة ، وهذا بدوره أدى إلى شعور المدرسين والمشرفين والإشراف بأن لديهم هدفاً أدنى يُسْعَى لتحقيقه ، وأن هناك معاييرَ تبين مدى إنتاجية كل مدرس ومشرف ، وأيضاً لا ننسى أن الطالب قد وضع له تصور عن الفكرة فهو كذلك أصبح أمامه حدود عليه أن يتجاوزها سواءاً بالحفظ أو بالمراجعة أو بالامتحانات أو بقوة الضبط والإتقان . ثالثاً : المعوقات التي واجهت التفوق ، وكيفية التغلب عليها .... لابد لكل تجربة من معوقات تحول دون تحقيق الهدف المرسوم ، والخطة المرنة ينبغي أن تواكب هذه المعوقات وتتعامل مع كل معوق بالأسلوب الذي يناسبه . والمعوقات لهذه التجربة عدة أمور :- أ - المدرس : 1. عدم شرح النظام للطلاب ، ومعرفة الواجب الفصلي عليهم في الحفظ والمراجعة والامتحانات . 2. الخطأ في التدوين في البطاقة الناتج عن عدم الفهم ، وذلك يكـون مع المدرس الجديد أكثر ( المعين ) ، وهذا الخطأ في التدوين ينسحب على نفس المدرس مما يؤدي لانحراف نتائجه مع أن أداء هذا المدرس متميزاً وظاهراً . 3. تضجر بعض المدرسين من كثرة التدوين وعدم القيام أحياناً برفع التقرير المطلوب منه نهاية الفصل . 4. عدم المبالاة من بعض المدرسين وجمودهم على البطاقات القديمة ، وعدم الرغبة في التجديد بل الخوف من الجديد . ب- مشرف المدرسة : كثير من الأشياء التي ذكرت في المدرس تنسحب أيضاً على المشرف ، بل قد يضاف إليه ما يحصل من خلط للطلاب - المتوسط مع الابتدائي - أي خلط الطلاب المطلوب منهم وجه مع طلاب المطلوب منهم نصف وجه ، مما يؤدي لخلل في المعايير . رابعاً : أثر التجربة على الواقع التعليمي للحلقات ... أدى تطبيق هذا النظام إلى معرفة مستويات الطلاب للمدرس الواحد ، ووضع مسيرتهم خلال فصل دراسي من جميع الجوانب سواء للحفظ أو المراجعة أو الامتحانات أو الغياب أو النشاط أو قوة الضبط للمحفوظ ، وذلك من خلال نموذج ( 1س ) أنظر صـ( 14 ) ، حيث إن النموذج يبين هذه الجوانب وعطاء مدرس الحلقة من خلال تلك المعايير . وبالإضافة لذلك أيضاً تبين تلك الجوانب للمدرسة عموماً مقدار جودة المشرف لمتابعة تلك الجوانب للمدرس ، وعطاء المدرسة عموماً . ومن خلال تلك المعايير نستطيع أن نعرف ونكرم المدرسين المتميزين ، وكذلك المدارس المتميزة ، وذلك من خلال نموذج ( 3س ) ص ( 16 ) الذي يبين مسيرة المدرسة خلال فصل ، وتشجيع المتميزين يشعل الحماس بين المدارس ومحاولة التفوق من خلال حفز الطلاب على الحفظ القوي المنضبط ، والمراجعة المطلوبة الجيدة ، وغير ذلك . خامساً : إمكانية تعميم التجربة في مواقع أخرى ... هذه التجربة المطبقة لدينا في جمعية تحفيظ القرآن الخيرية بالرس كانت الفكرة تراودني في تعميمها للجمعيات الأخرى ، وإبداء الرأي حولها مع استعدادي لشرحها وبيان الغامض منها . فجزى الله الأخوة في جمعية التحفيظ بالطائف على فكرة الدورات عموماً ، وعلى أسلوبهم الجديد هذه السنة بفكرة البحوث ، وقد اختصر هذا عليَّ الشيء الكثير في استغلال وجود الأخوة من جمعيات متعددة والاستفادة من أفكار الآخرين . فالفكرة سهلة التنفيذ بعد الشرح التفصيلي لها وتطبيقها على مراحل ؛ فيبدأ أولاً بتطبيقها على مدارس الطلاب ثم الطالبات ثم مدارس الموظفين ، وقد يكون هذا على مراحل داخل مرحلة ، فكلٌ له وضعه وظروفه ، المهم أن نبدأ ونحدد أساليبنا ووسائلنا ولا نتهيب الجديد ونسعى للتطوير والابتكار والتجديد . تحياتي ...