تاريخ مازونة

الموضوع في 'تاريخ الجزائر' بواسطة أمة الرحمن الجزائرية, بتاريخ ‏23 فبراير 2010.

  1. أمة الرحمن الجزائرية

    أمة الرحمن الجزائرية طاقم الإدارة مشرف





    لقد عرفت الجزائر قديما و ككل دولة حياة بدائية اعتمدت على البساطة في العيش و عدم التكلف ،و بدات تتطور شيئا فشيئا حسب مقتضياتها و امكانيات اهلها الى ان وصلت الى ما هي عليه الان


    _ و هذه الحياة البدائية قبل ان تتطور تعرف الان بتاريخ المنطقة او الدولة و لمعرفة تاريخ المنطقة يجب تصفح سجل ماضيها و الاستفسار عنه من قبل أجدادنا و شيوخنا و نحن في بحثنا هذا ذهبنا الى تعداد عادات ومعتقدات منطقة مازونة تلك التي كانت تعرف بعاصمة بايلك الغرب قديما معتمدين على مراجع خاصة بتاريخها و استجواب بعض كبار شيوخ المنطقة راجين من الله عز وجل ان يوفقنا في سعينا ان شاء الله.
















    1- تاريخ تأسيس مازونة:


    مدينة مازونة من المدن التاريخية العريقة الاصيلة ، تعتبر قاعدة تاريخية هامة في قلب جبال الظهرة. كانت ملتقى العناصر المختلفة وحضارات متعددة وصفت منذ القديم بمدينة العلم و الثقافة وسميت ام الاحكام المكتوبة لقد امتدت بتاريخها الى جذور الحاضارات الفديمة فكانت منارة العلم ومنهل الحضارة أراضيها خصبة وغنية فهي ذات أنهار و بساتين خلابة و أسواق و مساكن جميلة.


    ونحن نتعرض لدراسة تاريخ مازونة فانه من الصعب تحديد تاريخ تاسيس نظرا لقلة المصادر وعدم اكتمال الوثائق التي تحدد تاريخ تأسيس المدن القديمة ولقد أدى هذا الى اختلاف بعض الباحثين في ضبط تاريخ تاسيس مدينة مازونة وعليه فانه ترى بعض النظريات أن المدينة قديمة الاصل وتعود الى العهد الروماني وقد ثبت ذلك بالعثور على أثار وقطع نقدية رومانية بالمدينة بالمنطقة حيث يذكر الرحالة الاسباني مرمول عندما قام بجولة عبر عندما قام بجولة عبر المغرب العربي خلال القرن 16 أن مازونة مدينة قديمة أسسها الرومان .


    ويشير الكاتب اللاتيني الذي عاش خلال القرن الاول من العهد المسيحسي قمح الظهرة و انتاج المنطقة للزيت(1).


    غير أن ابن خلدون عبد الرحمان يذكر أن مازونة اسست على يد عبد الرحمن أبو منديل زعيم مغراوة في القرن الثاني عشرة ميلادي(565هـ)(2) ...... وقد كتب شاو .... (3) الرحالة الانجليزي عن مازونة وذكر أنها أسست من طرف الأهالي باعتبارها أن بناياتها تشبه القلعة وهو يعارض مرمول الذي يرجعها الى العهد الروماني حيث يذكر أنه ينبغي بالضرورة وجود أثار وبنايات تعود الى هذا العهد. غير ان الادريسي (4) يحدد بعض التفاصيل حول المدينة ويذكر انها كانت موجودة من القدم قبل الاسلام بحوالي بضعة قرون. رغم كل هذه الاختلافات الا أنها تتفق في مضمونها ال ان المدينة ذات جذور قديمة ونحن نرجع أن المنطقة كانت معمورة منذ العهد النوميدي بدليل وجود القبائل البربرية بالمنطقة والتي تذكرها المصادر وهي فبيلة مغراوة و التي كان لها تاريخ طويل مع الدويلات التي قامت بالمغرب الاسلامي.














    موقع المدينة وأهميته الجغرافبة:


    مازونة مدينة تقع في قلب جبال الظهرة أثارت اعجاب كثير من الرحالة و الجغرافيين القدماء حيث يذكر الادريسي(هي على ستة أميال من البحر شرقي حوض فروخ ذات أنهار و مزارع و بساتين و اسواق عامرة و مساكن مِنقة من أحسن البلاد بقعة).


    ولقد جاء ذكر مازونة على لسان هنري ......... ( مازونة مدينة صغيرة تقع بين مستغانم وتنس كانت مقرا مانعا منذ بداية 1563م لبايلك الغرب)(14).






























    II- أصل تسمية المدينة:
    هناك اختلاف في تحديد حقيقة اسم المدينة حيث ورد في كتاب دليل الحيران لمحمد بن يوسف الزياني أن مازونة هي اسم لرئيس قبيلة زناتية تدعى ماسون المعروف ب رجيس ماسينغ جانيس[1] . و كما يذكر الدكتور مولاي بلحميسي فضلا عن مذكرات السيد لوكيل المازوني، الذي عاش ما بين 1884-1940 أن مازونة تستنبط اسمها من اسم ملكة كانت تملك كنزا كله نقودا يسمى موزونة، و في رواية ثانية أن ملكا يدعى ماتع جاء إلى عين المكان و كانت له بنت اسمها زونا و التي نسب إليها منبع الماء ماء زونة. و عبر تداول الأزمنة أصبح اسمها الحقيقي مازونة[2].
    3/-الصناعة و الحرف التقليدية:
    لقد اشتهرت صناعة الأدوات الجلدية و الأقمشة بمازونة حيث كان السكان يمتلكون أجهزة نسيجية لصناعة الملابس و الأقمشة و لقد تخصصوا في صناعة الحايك كما كانوا يمتلكون حرفة دباغة الجلود لصناعة الأحذية و السروج للخيل و الأحزمة.
    لقد كان النشاط الصناعي في تلك الفترة متواضعا لا يتعدى الصناعات المحلية اليدوية و هذه الصناعات استمدت تفاليدها من الماضي السحيق تعتمد في نشاطها على إرضاء متطلبات أسواق المدن و الأرياف من المصنوعات اليدوية كالأغطية الصوفية و البرانس و الحصير و الزرابي و الفخار و الأحذية وز مهن الحدادة و صناعة الفضة و هذا عبر مختلف مناطق المدينة و يرجع الفضل في المحافظة على هذه الصناعات المحلية إلى بعض الأسر من الحضر و الأندلسيين التي توارثت صناعتها و حافظت عليها.
    و كان مصدر المادة الأولية لهذه الصناعات الحيوانات التي كانت تربى آنذاك كالجلد و الصوف و الوبر و ما إلى غير ذلك.
    كما اشتهر اهل مازونة قديما بصناعة الاولني التي تصنع من الطين وعادة ما يكون هذا العمل لو هذه المهنة مرتبطة بالنساء خاصة المسنات منهن(العجائز)
    وكانت المادة الاولية (الطين) يؤتي به من لواء او عين الماء كواد يسمى (عين الصافي) او عين الذهب كما كان يطلق عليها قديما .
    و بعد ان عرفت النساء و اشتهرت بهذه الصناعة أصبحت بمثابة حرفة تسلهم في الدخل االيومي للعائلة و ذلك بعد ان أصبحت تباع في الاسواق الشعبية.
    4- التجارة وحركة الاسواق
    لقد أثارت المصادر الجغرافية إلى وجود أسواق حيث يذكر الإدريسي ( وهي مدينة كبيرة وعامرة اهلة سور و سوق ) وفي موضع آخر يذكر: '' ولسوقها يوم معلوم يجتمع اليه أضاف من البربر يضرب من الفواكه و الالبان و السمن و العسل''(1).
    زيادة على سوق مازونة فان المدينة و ماحولها كانت تشارك الاسواق الاخرى و تتحرك نحوها بسلعها ففي فترة 1846م كانت هناك عدة أسواق خاصة بحوض الشلف تتبادل فيه القبائل وبعض المدن تجارتها ومن ضمنها سوق الاحد الذي كان موجودا شمال سبخة بن زيان (شمال غليزان) وكان هذا السوق في مكان يدعى السعداوية وفي شمال غرب مرجة سيدي عابد كانت تحدث التبادلات التجارية الاربعاء وسوق واد ارهيو ......... ولازالت هذه التبادلات و المعاملات التجارية لحد الساعة.
    5- طابع الحياة الفكرية:
    اعتنى أهل مازونة بالعلوم الدينية ومختلف فروعها حيث كان الفقه أساسها. كما زاد الاهتمام بحفظ القران و الاحاديث و البحث في مسائل أصول الفقه واهتموا بالتفسير وحفظه. ورغم الحوادث التي مرت بها المدينة عبر العصور التي هزت استقراها الا انها لم تدع قط من عاداتها وخاصة في الجانب الديني وبقيت قبلة العلم ومقصدا لطلبة وقطب العلماء فساد التاليف مع صاحب الدرر المكنونة في نوازل مازونة ليحي بن ابي عمران المازوني، وعمل على ترجمته لعلماء وصلحاء المنطقة.... وعليه فان المدينة كانت مركز اشعاع حضاري ادى فيها العلماء دورا بارزا شكلوا مصدر الحياة العلمية و الثقافية بالمنطقة و اعطو النفس الطويل في التدريس والتاليف.
    6- وفود العلماء والرحالة الى مازونة:
    شكلت مازونة خلال الفترة الحديثة والوسطى محور العلم والتلاقح الثقافي حيث زخرت بمجالس العلم وقد اشارت بعض المصادر التي وصلت اليه احوال العلم بهذا البلد سواءا ما تعلق الامر بالرحلات او بتشجيع العلماء نحو هذا المركز العلمي و الثقافي و نظرا لاهمية المجالس شهدت مازونة استقطاب الكثير من العلماء اصبحت دار العلم و الثقافة ومن بين :
    -الشيخ ابو رأس المعسكري
    -الشيخ السنوسي
    - الشيخ محمد بالقندوزي المستغانمي
    - سيدي موسى بن شهيدة
    - سيدي عدة بن غلام الله

    7- المعالم الاثرية لمدينة مازونة:
    ان المعالم الاثرية لمدينة مازونة كثيرة ومتعددة توحي لنا بعمق اصالة هذه المدينة
    1)- المدرسة: هي مدرسة فقهية كانت متخصصة في العلوم الدينية الفقه واصوله تفسير القران علوم القران والحديث وغيرها شهدة للمدرسة تخريج علماء مقتدرين في تخصصات دينية حيث اسست سنة 1029هـ ومازالت هذه المدرسة تحتفظ على جزء من صحيح مسلم اهداه الباي عثمان سنة 1212هـ لشيخ المدرسة انذاك و المدرسة لايزال يوجد بها خزانة كاملة من الخطوطات البدوية في حالة جيدة ومنها ستة اجزاء كبيرة من شرح صحيح البخاري ومسلم، ولقد اشتهرت هذه المدرسة بانوار العلوم في الاقطار شرقا وغربا ويت العلوم و افادة العموم وصارت تشهد لها الرحال من جميع النواحي كتلمسان معسكر وندرومة ......


















    2)- بناء المساجد والزوايا ومراكز حفظ القران:
    - المساجد: نوفرت مازونة سنة 1833 م على مساجدين ومقهى وقد ذكرا هذين المسجدين في مذكرة TATAREAU ومن حملة المساجد التي تاسست منذ القدم فهي على التوالي.
    * مسجد سيدي محمد الغريب (تايسارت) بني عام 1000م.
    * مسجد سيدي عزوز بني عام 1100م.
    * مسجد الهدى بوذلول بني عام 1450م.
    * مسجد سيدي علي بن لحسن بوماتع بني عام 1400م.
    * مسجد سيدي عبد الحق القصبة بني عام 1600م.
    * مسجد سيدي محمد بن شارف بني عام 1700م .
    * مسجد مولاي بسويقا(بوعلوفة).
    * مسجد المدرسة أسسه امحمد بن الشارف عام 1029م.
    3)- الزوايا ومراكز حفظ القران: ان الزاوية قلعة من قلاع بث العلوم ونوعية العقول وتربية النفوس و الاخذ بيد الامة نحو السعادتين ودعوتها الى كل كمال ولذا كانت الزوايا منتشرة في مازونة و ماحولها من بينها:
    * زاوية سيدي بللوش في اولاد سلامة: شهدت هذه الزاوية بتخريج الكثير من الطلبة حفظة القران.
    * زاوية سيدي غلام الله: ولقد شهد لهذه الزاوية ايضا بتخريج عدد من الطلبة .












    4)- البيوت والاحياء القصديرية:
    كانت بنايت مازونة تاخذ الطابع العربي بدون هندسة معمارية أوربية وان اشكال البناء في أحياء المدينة بسيطة جدا وفقيرة اذا ما قورنت باحياء مدينة الجزائر والمنازل كانت ذات طابق واحد بها قرميد يعطي منظرا جميلا ومازال اليوم بمازونة أحياء وبيوت قصديرية قديمة وازقة ضيقة تشبه قصبة مدينةالجزائر نذكر منها: حي بوعلوفة والقصبة، بوماتع.
    5)- الاضرحة والقبب: الاضرحة و القبب منتشرة داخل مدين مازونة للاولياء والعلماء ومن بينها : سيدي بن شارف، قبة سيدي بوراس، قبة الشيخ سيدي بوطالب، قبة سيدي مبارك، وقبة سيدي عمر، قبة سيدي بلمهل، وقبة سيدي هني ........ وهذه القبب و الاضرحة للاولياء كانت تحضى ومازالت باحتفالات وزيارات خلال عيد الفطر و المنماسبات الاخرى وتعتبر هذه الزيارات في ايطار كونها عادات فن تقليدي يحاكي الاسلافو يكون الاحتفال بقدوم العديد من العائلات من مناطقمجاورة و بعيدة تاتي للاحتفال و رؤية الاهل و الاقارب و تبقى هذه العادة مظهرا من مظاهر الاتصال التقليدي.

    - مازونة في النظم النثري:
    يقول عنها الأستاذ كحلوش عبدالقادر رئيس جمعية الظهرة .. مازونة شرفة هادئة من الدنيا في غلالها الجمال و التاريخ، مازونة راس يهدي وقلب يحب وهي عرسة تعرسها في قلوب الفتيان من أبنائها ونقول لهم كانت قبلة العلماء من مشارق الارض و مغاربها وكانت عاصمة لبايلك الغرب وكانت ....

    الخاتمة:
    وبهذا نكون قد أعطينا السامع لمحة شاملة على منطقة مازونة ونامل ان نكون قد ذكرنا التعليل المفيد بدل الكثير المتيه لان منطقة مازونة منطقة غنية عن التعريف من الناحية الاجتماعية و الثقافية. كما نحمد المولى عز وجل على عونه لنا في اتمام هذا البحث .

    [1] محمد بن يوسف الزياني، دليل الحيران، ص 55

    [2]MOULAY BEL HAMISSI . Histoir de Mazouna-p 21
     
  2. المعتز بالله

    المعتز بالله عضو متميز

    بارك الله فيك أختي أمة الرحمن
    فعلا جميلة مازونة
    زرتها وأعجبتني
     
  3. أمة الرحمن الجزائرية

    أمة الرحمن الجزائرية طاقم الإدارة مشرف


    وفيك بارك الله اخي حمزة

    شكرا جزيلا على الحضور الطيب

    وفقك الله
     
  4. الأندلسي

    الأندلسي غفر الله له ولوالديه طاقم الإدارة

    بارك الله فيك أختاه على الموضوع

    جزاك الله خيرا
     
  5. أمة الرحمن الجزائرية

    أمة الرحمن الجزائرية طاقم الإدارة مشرف


    واياكم ان شاء الله

    شكرا على المرور الطيب

    بارك الله فيك
     

مشاركة هذه الصفحة