إسم القصيده : كيف تأتينا النظافة ؟ العِرافَةْ جُثَّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة بينَ سِجْنٍ وَقَرافَةْ . والحَصافَةْ غَفْوَةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة ! والصِّحافَةْ خِرَقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلافَةْ والرَّهافَةْ خَلْطَةٌ منْ أصدقِ الكِذْبِ ومنْ أفضَلِ أنواعِ السَّخَافَةْ . والمُذيعونَ ... خِرافٌ والإذاعاتُ .. خُرافَهْ وعُقولُ المُسْتَنيرينَ صناديقُ صِرافَهْ ! كيفَ تأتينا النَّظافةْ ؟! ** غَضِبَ اللهُ علينا وَدَهتْنَا ألفُ آفةْ مُنذُ أبدَلْنَا المَراحيضَ لدينا بِوِزاراتِ الثَّقافَةْ ! إسم القصيده : صاحبة الجهالة ..! مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ عَـن مآسي الا حتِـلا لْ عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ ! وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ ! ** قَلّبَ المَسئولُ أوراقـي، وَقالْ : إ جـتـَنـِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعـا ل مَثَـلاً : خَفّـفْ ( مآسـي ) لِـمَ لا تَكتُبَ ) ماسـي ( ؟ أو ) مُواسـي ( أو ) أماسـي ( شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي ! إ احذ ِفِ ) الأعـْزَلَ ( .. فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإ نعِـزا لْ ! إحـذ ِفِ ) المـدْ فَـعَ ( .. كي تَدْفَـعَ عنكَ الإ عتِقا لْ . نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ إ حـذ ِفِ ) الأربـابَ ( لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ ! إحـذ ِفِ ) الطّفْـلَ ( .. فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ إحـذ ِفِ ) الثّـورَةَ ( فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ ! إحـذِ فِ ) الثّرْوَةَ ( و ) الأشبـاهَ ( ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ ! قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس في هذا المجـالْ . قالّ لي : كانَ هُنـا .. لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ فاستَقَـالْ ! إسم القصيده : درسٌ في الرسم يَضَعُ إبني ألوانه أَمامي ويطلُبُ مني أن أرسمَ لهُ عُصْفُوراً.. أغطُّ الفرشاةَ باللون الرماديّْ وأرسُمُ له مربَّعاً عليه قِفْلٌ.. وقُضْبَانْ يقولُ لي إبني، والدَهْشَةُ تملأ عينيْه: ".. ولكنَّ هذا سِجْنٌ.. ألا تعرفُ ، يا أبي ، كيف ترسُمُ عُصْفُوراً؟؟" أقول له: يا وَلَدي.. لا تُؤاخذني فقد نسيتُ شكلَ العصافيرْ... 2 يَضَعُ إبني عُلْبَةَ أقلامِهِ أمامي ويطلُبُ منّي أن أرسمَ له بَحْراً.. آخُذُ قَلَمَ الرصاصْ، وأرسُمُ له دائرةً سَوْدَاءْ.. يقولُ لي إبني: "ولكنَّ هذه دائرةٌ سوداءُ، يا أبي.. ألا تعرفُ أن ترسمَ بحراً؟ ثم ألا تعرفُ أن لونَ البحر أزْرَقْ؟.." أقولُ له: يا وَلَدي. كنتُ في زماني شاطراً في رَسْم البِحارْ أما اليومَ.. فقد أخذُوا مني الصُنَّارةَ وقاربَ الصيد.. وَمَنَعُوني من الحوار مع اللون الأزرقْ.. واصطيادِ سَمَكِ الحرّية. 3 يَضَعُ إبني كرّاسَةَ الرَسْم أمامي.. ويطلبُ منّي أن أرسُمَ له سُنبُلَة قَمحْ. أُمْسِكُ القلم.. وأرسُمُ له مسدَّساً.. يسخرُ إبني من جهلي في فنّ الرسمْ ويقولُ مستغرباً: ألا تعرف يا أبي الفرقَ بين السُنْبُلَةِ .. والمُسدَّسْ؟ أقولُ يا وَلَدي.. كنتُ أعرف في الماضي شكْل السنبلَهْ وشَكْلَ الرغيفْ وشَكْلَ الوردَهْ.. أما في هذا الزمن المعدنيّ الذي انضمَّت فيه أشجارُ الغابة إلى رجال الميليشْيَاتْ وأصبحت فيه الوردةُ تلبس الملابسَ المُرقَّطَهْ.. في زمن السنابلِ المسلَّحهْ والعصافيرِ المسلَّحهْ والديانةِ المسلّحهْ.. فلا رغيفَ أشتريه.. إلا وأجدُ في داخله مسدَّساً ولا وردةً أقطفُها من الحقل إلا وترفع سلاحَها في وجهي ولا كتابَ أشتريه من المكتبهْ إلا وينفجر بين أصابعي... 4 يجلسُ إبني على طرف سريري ويطلُبُ مني أن أسمعَهُ قصيدَهْ تسْقُطُ مني دمعةٌ على الوسادَهْ فيلتقطها مذهولاً.. ويقول: " ولكنَّ هذه دمعةٌ ، يا أبي ، وليست قصيدَهْ". أقولُ له: عندما تكبُرُ يا وَلَدي.. وتقرأُ ديوانَ الشعر العربيّْ سوفَ تعرفُ أن الكلمةَ والدمعةَ شقيقتانْ وأن القصيدةَ العربيّهْ.. ليستْ سوى دمعةٍ تخرجُ من بين الأصابعْ.. 5 يضعُ إبني أقلامَهُ ، وعلبةَ ألوانه أمامي ويطلب منّي أن أرسمَ له وَطَناً.. تهتزُّ الفرْشَاةُ في يدي.. وأَسْقُطُباكياً... إسم القصيده : البيان الختامي لمؤتمر القمة لَيسَ مِنّا هؤلاءْ . هُمْ طُفَيْـليُّـونَ لَمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ وَلم يُفتَـحْ لَهُمْ بابُ عَـزاءْ . خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمـةِ النّاسِ فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريـدِ وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ . ثُمَّ لمّا رُصَّـتِ الأطباقُ لَبـَّـوا دَعوةَ الدّاعي وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ ! وَبأفـواهِ بِحـارٍ بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ . *** لَيسَ مِنّا هؤلاءْ . ألفُ كـلاّ هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ.. زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ ! وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..) وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ ر عيانٌ وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ ! ثُمَّ ساقُونا إلى ا لمَسْلخِ لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ ! *** ليسَ مِنّا هؤلاءْ . هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً دُونَ عَقـدٍ.. وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ . وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا.. وَلِطُـولِ الانحنـاءْ لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء ! وَنَزحْنا الذَّهـبَ الأسْودَ أعواماً وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا لأنّا فُقـراءْ ! ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ وَظَـلَّ الوَصْـفُ في حَوْزتنا للِجِسْم والرّوحِ رداءْ ! *** ليسَ مِنّا هؤلاءْ. لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ . حَسْبُنا، لو صَدَقوا، أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً فَهُمُ الدَاءُ ا لعَياءْ . كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى وَأقـوى عِلَّـةٍ في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ ! *** لَيسَ مِنّا هؤلاءْ . أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ . وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ ! أنتَ أو هُمْ مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا : فإذا بانَ لِهذا المنتهى كانَ بذاك الابتداءْ . مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ : أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ ! *** ليسَ منّا هؤلاء إنهم منكَ فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ . ليسَ في الأمرِ جَديدٌ نَحنُ نَدري أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً كانَ طبْعاً في الخَفاءْ ! وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ . شأنكُمْ هذا ولا شأنَ لَنا نَحنُ بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ ! *** ليسَ مِنَا هؤلاء . ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه أو باعُوهُ عَنّا.. لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ . فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ . وَلَنا صَفْقَتُنا : سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ ! *** أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ . وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ . وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى لَنا عِشرونَ دَرْساً ضَمَّها عِشرونَ طِر سا كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ سَوفَ نتلوها غَداً فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !
ماشاء الله مجموعة جميلة للشاعر احمد مطر .. بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك الله الخير كله .. تحياتي ..