إن غاية التعليم هو فهم للإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً،وغرس للعقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد للتلميذ بالقيم والتعاليم الإسلامية والمثل العليا,وإكساب له بالمعارف والمهارات العلمية والأدبية المختلفة، وتنمية للاتجاهات السلوكية البناءة،وتطوير للمجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً,وتهيئة للفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه.إذن التعليم تربية والتربية تعليم,أو يمكن أن نقول بأن كل واحد منهما مكمل للآخر. وهذه بعض النصائح والتوجيهات والملاحظات,أقدمها بين يدي كل أستاذ(أو معلم) يؤمن بالله واليوم الآخر, ويؤمن بأنه لا معنى لتعليم بدون تربية,وبأنه يعبد الله ويطيعه من خلال التربية والتعليم كما يعبده سبحانه وتعالى بالصلاة والصيام.أقدمها لنفسي أولا (أنا أُعلِّم الآن في ثانوية بميلة,وبدأت التعليم منذ سنة 1978 م) ثم لإخواني وآبائي وأبنائي القائمين على قطاع التربية والتعليم سواء في المدارس الابتدائية أو المتوسطات أو الثانويات بالدرجة الأولى ثم في الجامعات بالدرجة الثانية. وليس شرطا أن أطبق أنا أو كل معلم كلَّ ما ذُكر في هذه الرسالة من نصائح وتوجيهات,وإنما نجتهد من أجل تطبيق ما نقتنع به ثم ما نستطيعه من ذلك,فقد أطبِّق أنا البعضَ مما أقدرُ على تطبيقه منها ويطبقُ غيري البعضَ الآخر مما اقتنع به ويستطيع تنفيذَه منها.ولا يجوز أن ألوم أنا هذا الآخر ولا يجوز للآخر أن يلومني. أما أن أطبق أو يطبق غيري كلَّ ما ذُكِرَ فيكاد يكون ذلك أمرا مستحيلا. أقدمها بطريقة ارتجالية,وانطلاقا مما أعرفه من ديني ومما تعلمته من التجربة في مجال التعليم لمدة 24 سنة. وهذه التوجيهات متواضعة جدا لكنني أتمنى من الله أن ييسر الأمر لطبع هذه الرسالة ثم للإخوة القراء من أصحاب الاختصاص لمناقشة هذا الموضوع ولإثرائه تعميما للفائدة. وأقول مسبقا: إن أصبت فمن الله وحده,وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأستغفر الله على ذلك . 1- فرق كبير بين أستاذ يتعامل مع التلميذ على اعتبار أنه " أهله ": أي كأنه أخ أو أخت أو بن أو بنت, قبل أن يفكر في الأجر الدنيوي على تدريسه. فرق بين هذا وبين أستاذ يتجه إلى التعليم فقط على اعتبار أنه مصدر رزق ليس إلا,أي أن المهم عنده أن يقبض الأجر على عمله في نهاية الشهر ولا يُهِمُّه بعد ذلك أن يفهم التلميذ أم لا,أو أن يتعلم التلميذ أم لا,أو أن يستقيم التلميذ في سلوكه أم لا. إن الفرق بين هذا وذاك كالفرق بين النائحة(التي تقبض الأجر من أجل أن تتباكى على الميت)والثكلى(التي فقدت بالفعل واحدا من أهلها وهي تبكي حزنا عليه)!.وإذا أردت أيها المعلم أن تُحَبَّ (بعد محبة الله لك) من طرف التلميذ ووليه خصوصا ومن الناس عموما فيجب أن تُحِبَّ أنت أولا التلميذ من خلال حسن تعليمه والتفاني في تربيته. 2- حب اللعب والكلام والضحك،والنسيان وقلة التركيز,و..من المشاكل التي يعاني منها الكثير من تلاميذنا خاصة في المراحل الأولى للتعليم لا في بلادنا فقط بل في جل البلاد العربية.ومن أسباب ذلك: * دخول التلميذ المبكر للمدرسة قبل أن يأخذ نصيبه الكافي من اللعب الذي لا بد له منه. * الحجم الساعي الكبير المخصص للدراسة في كل يوم. * اكتضاض الأقسام بالتلاميذ . * كثرة المواد المقررة للدراسة وكثافة المعلومات المطلوب تقديمها للتلميذ. * المناهج الدراسية في عالمنا التي لا تعتبر جذّابة ولا مشوِّقة. * أسلوب التدريس في مدارسنا الذي لا يراعي حاجات صغارنا الأساسية،والذي يعتبر السلاسة واليسر واللعب والمرح والترفيه والاستمتاع"ترفًا"لا لزوم له. وإذا كانت وزارة التربية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن التغيير والإصلاح,لكنني أوجه الخطاب هنا للمعلم من أجل التقليل من حدة هذه المشاكل على حسب استطاعته وفي حدود إمكانه.وقبل ذلك على المعلم أن يتفهم الطفل بأن يتخيل نفسه في مكانه:طفل في السادسة من العمر يُزجّ به في المدرسة كل صباح حيث يُطلب منه الجلوس والهدوء والإنصات والاستماع والفهم والكتابة والقراءة والاستيعاب طوال اليوم الدراسي وحتى في فناء المدارس هناك قواعد ولوائح ونظم:لا للأصوات العالية لا للجري المتسرع…إلخ ،ثم في النهاية يرجع المسكين إلى المنزل ليلقى أبًا وأمًّا مبتسمين يعلنان له بأن وقت الواجب المدرسي في البيت قد حلّ ويلومانه على هبوط مستواه الدراسي ونسيانه للدفاتر والكتب وعدم استيعاب مادة الرياضيات أو دراسة الوسط أو... أما هو-ذلك الكائن المسكين-فما زال ابن ست أو سبع محبًّا للعب والجري والضحك،لا يفهم لماذا كل هذا العناء وكل هذه المسئوليات. ومما يمكن أن يراعيه المعلم هنا للإنقاص من حدة مشاكل اللعب والنسيان عند التلاميذ ما يلي: ا- محاولة تفهم طبيعة مرحلة الطفولة المبكرة. ب- التعامل مع موضوع النسيان بهدوء دون قسوة أو لوم أو عتاب،والانتباه إلى أن ذلك يَحدث رغمًا عن الصغير. ج- التركيز على بناء الشخصية السويّة التي تدرك بالتدريج أن عليها واجبات مثلما من حقها اللعب،فلا نـثـقل الصغير بما لا يستطيع بل نهتم بالقيام بواجباته ومشاركته في ذلك بالإشراف والتدعيم الإيجابي (شكرا,ممتاز,جيد,حاول أن تكمل هنا كما أكملت هناك الخ..)، ونغفل قليلاً الدرجات والنتائج والعلامات فبناء الشخصية السويّة أهم بكثير من ارتفاع الدرجات والنقاط والعلامات. د- عدم زجره حينما يلعب أو يتفرج على الصور المتحركة,بل محاولة استخدام هذا التوجه فيما نريد تحقيقه منه. هـ- القيام بمشاركته في ألعابه لنـتـقرب منه أكثر فأكثر،فهو بأمسّ الحاجة إلى من يشاركه اللعب,ومحاولة تحويل قواعد العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية مثلا وباقي المواد إلى مادة للّعب. و- محاولة معالجة موضوع النسيان بالتشجيع كلما تذكر حاجياته وواجباته وإظهار الإعجاب له بتقدمه وتحسنه في هذه الخصلة. 3- يمكن أن يشجِّع المعلمُ التلاميذ على ممارسة نشاطات ثقافية معينة داخل المؤسسة أو خارجها,والأفضل لو تتم هذه الممارسة تحت إشراف وتوجيه الوالدين أو المؤسسة التعليمية أو كبير مثقف له صلة بالتعليم ومتشبع بالمبادئ الإسلامية.ويجب أن ينبه التلميذ إلى أنه ليس كل نشاط ثقافي مقبولا وتربويا.إن المطالعة,والمسابقة الفكرية أو الرياضية, والرسم, والأناشيد ,والمسرحية الهادفة,والرياضة,والرحلة إلى البحر أو الغابة أو إلى مؤسسات وإدارات وشركات ومصانع ,وصنع أجهزة أو أدوات مختلفة,والمساهمة في كتابة مقالات في جريدة أو مجلة,وتعلم الكمبيوتر,والتفرج على أشياء نافعة من خلال التلفزيون أو الكمبيوتر أو الفيديو وغيرها,إن هذه كلها أنشطة ثقافية فيها من الخير ما فيها للتلميذ بدنيا ونفسيا وفكريا وروحيا,في مجال دراسته وفي حياته اليومية,حاضرا ومستقبلا.لكن على الضد يجب أن ينتبه التلميذ إلى أن النحت لصور حيوان أو إنسان,والموسيقى الصاخبة,والغناء الخليع , والقمار والميسر,والمسرحية الهابطة,والتفرج على أفلام أو برامج لا تليق من خلال التلفزيون أو الفيديو أو الكمبيوتر ,كلها أنشطة غير تربوية من جهة ومحرمة شرعا من جهة ثانية, والجهل هو الذي يدعو إليها وليس العلم .والمطلوب من المعلم أو الأستاذ أن يكون في ذلك قدوة صالحة فلا ينهى التلاميذ عن نشاط ويأتي هو مثلَه ! 4- مما يجب أن يُلفَت انتباه التلاميذ إليه: ا-هناك مواد تحتاج إلى قدر كبير من الحفظ (مع الفهم بطبيعة الحال) مثل الجغرافيا والتاريخ والعلوم الشرعية و.. ب- وهناك مواد أخرى مثل اللغات والأدب العربي تُعتبر فيها طريقة التلقين والحفظ بدون الفهم والإدراك سبب أساسي من أسباب ضعف تحصيل التلاميذ فيها. ج- وهناك مواد أخرى هي بحاجة إلى قدر كبير من الفهم والإدراك (مع الحفظ بطبيعة الحال ) مثل العلوم الفيزيائية والرياضيات. 5- على المعلمين والأساتذة أن يطالبوا الوزارة باستمرار بإنشاء كتب مدرسية خاصة بالمعلم وأخرى خاصة بالتلميذ.ومن جهة أخرى المطلوب إنشاء كتب مدرسية في كل المواد,إذ لا يصلح أبدا أن نطالب رجل التربية والتعليم بتقديم برنامج للتلاميذ ولم نعطه مما يعينه على هذا التقديم إلا عناوين المواضيع فقط.هذا غير مقبول وغير مستساغ.ومن جهة ثالثة المطلوب عند تغيير كتاب مدرسي يجب أن يكون التغيير تغييرا بالفعل وإلى الأحسن,ولا يجوز أن يكون التغيير شكليا مثلما يحدث في كثير من الأحيان حيث لا تغير الوزارة من الكتاب إلا الغلاف (تقريبا) أما المضمون فيـبقى كما هو أو يمكن أن يتحول إلى الأسوأ. 6- على المعلم أن يعلم بأن الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية وأنها سنة من سنن الله تعالى في خلقه،فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم فلا يوجد فردان متشابهان في استجابة كل منهما لموقف واحد.وهذا الاختلاف والتمايز بين الأفراد أعطى للحياة معنى وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد،وهذا يعني أنه لو تساوى جميع الأفراد في نسبة الذكاء-على سبيل المثال-فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا عن آخر،وبهذا لا يصلح جميع الأفراد إلا لمهنة واحدة. وتُعد ظاهرة الفروق الفردية من أهم حقائق الوجود الإنساني التي أوجدها الله في خلقه حيث يختلف الأفراد في مستوياتهم العقلية فمنهم العبقري والذكي جدا والذكي ومتوسط الذكاء ومنخفض الذكاء والأبله،هذا فضلا عن تمايز مواهبهم وسماتهم المختلفة,ولا تستقيم الحياة إلا بهذا الاختلاف"ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك,ولذلك خلقهم".وهذه مسألة يجب أن يلتفت إليها المربون بشكل عام سواء كانوا مُشرعين أو أولياء تلاميذ أو معلمين وأساتذة. 7- يستحسن أن يعطي الأستاذ للتلاميذ واجبات لتأديتها في المنزل (مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أو كل شهر أو أقل أو أكثر),ثم يأخذها الأستاذ من التلاميذ فيما بعد ويصححها ثم يرجعها إليهم.وعلى الأستاذ بموازاة ذلك أن يشجعهم على تجنب الغش في تأدية هذه الواجبات المنزلية,وإلا لم يبق لتلك الواجبات معنى كبير, فضلا عن أن التلميذ –بالغش-يخدع نفسه بالدرجة الأولى. 8- مطلوب من الأستاذ أن يتفانى في خدمة التلاميذ: تربية وتعليما,ومطلوب منه بنفس القدر أن يتشدد ما استطاع في مراقبة التلاميذ أثناء الامتحانات والفروض حتى لا يغشوا.إن الغش حرام شرعا أولا,وممنوع قانونا ثانيا.وحتى إذا تساهل الغيرُ في هذا الأمر,فإنه لا يجوز لك أنت أيها المُعلم المؤمن بالله أن تتساهل, ولتعلم أنه كما قال الله تعالى:"ولا تزر وازرة وزر أخرى".لا تسمح لهم بالغش أبدا مهما سمح به غيرُك,فكل مسؤول عن نفسه أولا بين يدي ربه يوم القيامة,وصدق رسول الله القائل:"من غشنا فليس منا",وأخطأ خطأ فاحشا وكذب على الرسول-ص-من قال من الصغار أو من الجاهلين أو من المنحلين:"من عسَّنا فليس منا"(أستغفر الله العظيم!).ولا تترك أيها الأستاذ لأي كان أن يضغط عليك بماله أو بجاهه أو.., بالترغيب أو بالترهيب أو..حتى تسمح له أو لغيره أن يغًشَّ.عليك أيها المربي أن لا تأخذك في الحق لومة لائم,وليرض من شاء بعد ذلك وليسخط من شاء.وعليك أن تبدأ بنفسك أنت أولا,فتمنع نفسَك من الغش ما حييتَ في مجال التدريس أو في غيره ولو مع أولادك وبناتك,وتربي أولادك على ذلك.وإلا فلا خير فيك وفيما تنصح به غيرَك,بل قد يكون علمُك عندئذ حجة عليك-والعياذ بالله-عوض أن يكون حجة لك. 9- يجب عليك-أيها المعلم-أن تُحسِّن علاقتك بالمعلمين أو الأساتذة وبالعمال والإداريين,وأن تتحمل أذاهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا,وأن تكون مع الجميع كالنخلة يرميها الناس بالحجر وهي ترميهم بالثمر.واذكر أن رسول الله-ص-قال:"الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".وإذا صح هذا مع كل الناس عموما فإنه يصح أكثر وأكثر مع قوم تربطنا بهم أكثر من رابطة:الدين ثم..ثم الزمالة في العمل والاشتراك في مهمة هي أعظم المهمات على الإطلاق:التربية والتعليم. 10- كما أن عليك أيها المعلم أن تُذكِّر الغير باستمرار بأنكم جميعا مربون قبل أن تكونوا معلمين,ولا معنى للتعليم بدون تربية,والذين يقولون بأن وظيفةَ المعلم تعليمُ فقط هم إما جهلة أو مخادعون أو حاقدون. 11- إن مما يُخفف على الأستاذ من وقع الأذى الذي يلاقيه في طريق التعليم,أن يتذكر أنه يسير على طريق الأنبياء والمرسلين,الذين كانوا جميعا معلِّمين:" إنما بعثت معلما"كما قال رسول الله-ص-. 12-على الأستاذ أن يتقرب من تلاميذه (خارج الحصص الرسمية حتى لا يُضيِّع الوقت) ليتعرف على آمالهم وآلامهم,وعليه أن يقدم لهم-بعد ذلك أو أثناء ذلك-النصح والتوجيه المناسبين,لأن ذلك أدنى أن يقوي الصلة بينه وبين تلاميذه وأن يزيد من المحبة بينه وبينهم. 13-المطلوب تشجيع التلاميذ على المشاركة في الدرس:سؤالا وإجابة وملاحظة ونقاشا و..وحوارا.إن ذلك من شأنه أن يخفف من العبء على الأستاذ وأن يزيد من انتفاع التلميذ,وأن يُحبِّب المادة والأستاذ للتلاميذ. 14-إن من أسوا ما يمكن أن يتصف به الأستاذ في تعامله مع تلاميذه:التمييز بينهم (لا بناء على سلوك أو اجتهاد في الدراسة,وهو التمييز المقبول أو المطلوب),الذي يعتبر من الظلم الذي حرمه الله ورسوله.ومن مظاهر هذا الظلم : أولا:- التمييز بين الغني والفقير. ثانيا:- التمييز بين القوي والضعيف. ثالثا:- التمييز بين بن المسؤول وبن المغمور. رابعا:- التمييز بين بن المنطقة والآتي من خارجها. خامسا:- التمييز بين الذكر والأنثى. 15- مهم استخدام الوسائل التعليمية المختلفة في كل المواد,والإكثار من التطبيقات في مواد معينة,وإجراء التجارب العلمية المتنوعة (مع التلاميذ) من طرف الأستاذ في مواد علمية تجريبية كالتكنولوجيا ودراسة الوسط والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية و.. في حدود الإمكانيات المادية والمعنوية والبشرية المـتاحة في المؤسسة,..مع التنبيه إلى أن هذه الوسائل وهذه التطبيقات وهذه التجارب هي التي تساعد على تبسيط المعلومات للتلاميذ وتزيد من تشويقهم للمادة ولأستاذ المادة بإذن الله. 16- على الأستاذ أن يحاول إشراك كل(أو جل)التلاميذ في تقديمه للدروس,وكذا في حل التمارين أو التطبيقات,وإن كان ذلك يختلف من مادة إلى أخرى. 17- عندما يُطرح السؤال على التلميذ,يجب أن تُعطى له المدة الكافية للتفكير في الإجابة,وإلا فلا معنى لتقديم السؤال. 18- لا تكن مع التلاميذ كما يقول المثل لينا فتُعصر, ولا يابسا فتُكسر,وكن وسطا لأن "خير الأمور أوسطها",واعلم أن علاقة الأستاذ بالتلاميذ يجب أن تكون علاقة حب من جهة (عن طريق المعاملة الطيبة) وعلاقة هيبة من جهة أخرى (عن طريق الحزم والجد والشخصية القوية),فإذا وُجد الحب وحده ركب التلاميذ على ظهر الأستاذ وما بقيت له سلطة عليهم,وإذا وُجدت الهيبة وحدها خاف التلاميذ من الأستاذ أولا ثم نفروا منه ومن مادته ثانيا. 19- لا يلجا المعلِّم (خاصة في المتوسط وكذا في الثانوي ) إلى الضرب غير المبرِّح إلا عند الضرورة,ومن باب" آخر الدواء الكي".ومعروف أن المبالغة في الضرب وما يصاحبها من إساءات كلامية فيها من الضرر ما فيها على نفسية التلميذ حاضرا ومستقبلا.ولقد حذرت باحثة أمريكية من مخاطر ضرب الأطفال وتوبيخهم لأن ذلك يؤثر سلبياً على سلوكهم الاجتماعي ويعرضهم لمشكلات طويلة الأجل،وأوضحت الدكتورة موراي ستراوس-الباحثة في جامعة نيوهامبشير الأمريكية-أن الضرب والتوبيخ أو إنزال العقوبات الجسدية على الأطفال لا يدخل ضمن إطار التربية المثالية,حيث يقود ذلك إلى إصابتهم بآثار سلبية وعكسية تتمثل في اكتسابهم للسلوك العدواني والعنيف وغيره من السلوكات السيئة كالكذب والعناد وكسر الأشياء الثمينة دون مبالاة وعدم الشعور بالأسف بعد أي تصرف سيئ والإهمال،ويولد لديهم شعوراً بالنقص وعدم الثقة بالنفس,إلى جانب زيادة خطر تعرضهم للسلوك العدواني في سنوات المراهقة وكذا التقصير والإهمال في السنوات اللاحقة من حياتهم.كما أكدت الدراسة أن الكثير من التوبيخ والضرب يزعزع حب الطفل لوالديه ( ويقاس على الوالدين:المعلمون والأساتذة)وثقته فيهما ويهدم الرابطة بينهم،مشيرة إلى أن الدفء والدعم الأبوي (وكذا معاملة المعلم الطيبة للتلميذ بعد ضربه) يقلل من آثارها،ولكن لا يلغيها. وجاء في دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن تأديب الأطفال ( والتلاميذ كذلك) ينبغي أن يتم عن طريق إثارة مشاعر المسؤولية لديهم وتحذيرهم من العواقب والآثار المترتبة على السلوك السيئ ومكافأتهم على السلوك الحسـن.ولكنني مضطر من جهة أخرى إلى أن أقول بأنه لا معنى للقانون الذي أصدرته وزارة التربية في بلدنا والذي يمنع الضرب منعا باتا مهما كان بسيطا وبسبب وجيه,ويعتبره منافيا للقواعد التربوية. لقد صدق اللهُ وصدق رسولُه (حين أجازا الضرب بشروطه المعروفة بطبيعة الحال),وكذب من خالفهما. 20- يا ليت معلم المدارس الابتدائية يبذل جهدا في التربية والتعليم أكبر من الجهد الذي يبذله غيره,لأنه هو-لا غيره-الذي يبني الأساس في تنشئة الطفل والتلميذ ليكون في المستقبل مواطنا صالحا ومصلحا في بلده وأمته,وأستاذ المتوسط يبني الجدران,ويبني السقف بعد ذلك أستاذ التعليم الثانوي.فإذا صلح الأساس صلح ما يُبنى عليه وإذا فسد الأساس فسد ما يُبنى عليه.وأجد نفسي هنا مضطرا لأُذكِّر بأن دولة عظيمة كاليابان تعيِّن حَمَلة الشهادات العليا ليُعلِّموا أولى حلقات التعليم (في المدارس الابتدائية) مع صرف مرتباتهم على أساس شهاداتهم العليا،وهذا ما انعكس إيجابا على المخطط البياني لذكاء الطفل الياباني المكتسب واتجاهه نحو الأعلى باضطراد. 21-أحسن يا أستاذ الظن بالتلاميذ,ولا تتهمهم بناء على ظن أو على شك أو على وهم.واعلم أنه كما أخبرنا رسول الله-ص-:"لأن نخطئ في العفو خير لنا عند الله من أن نخطئ في العقوبة" أو كما قال رسول الله-ص-. 22-عامل التلميذ بصفته أحد أبنائك واحترمه يبادلك الاحترام بإذن الله,كما يبادلك أهله كذلك الاحترام. 23-لا تستهن بأية مشكلة تواجه تلميذا من تلاميذك مهما تكن صغيرة,بل حاول تلمس الحل المناسب لها,واستعن بالله على ذلك. 24- قدّر أي جهد يقوم به الطالب ولا تحتقره ولا تستهزئ به.ولا بأس أن تمدحه بين الحين والآخر في الوقت والظرف المناسبين مدحا يشجعه ولا يفسده. 25- يجب أن يكون للمعلم إلمام ولو بسيط بعلم النفس التربوي.وعليه أن يدرس نفسيات الطلاب ثم يعاملهم بناء على ذلك,واعلم-أيها المعلم-أن تلميذا تكفيه نظرة،وآخرا يحتاج إلى كلمة،وثالثا يفيده النصح المنفرد، وآخرا يوقظه التأنيب داخل الفصل,وخامسا لا ينفع معه إلا الضرب غير المبرح,وهكذا ... 26-لا تقتطع أي جزء من حصص التلاميذ الرسمية,وكن أمينا ما استطعت,وليكن شعارك الحديث:"اليد العليا خير من اليد السفلى"والذي من معانيه الأساسية أن اليد التي تعطي خير من التي تأخذ.ومن هنا فإذا استطعت أن تقدم للتلاميذ دروسا إضافية تطوعية فافعل تكبر استفادتهم بإذن الله ويعظم أجرك عند الله. 27- كذلك لا تقتطع أيَّ جزء من وقت راحة التلاميذ أو من حصصهم في مواد أخرى,لأن لكل مادة وقتها الخاص,وكما أن التلميذ من واجبه أن يدرس في وقت الدراسة فإن من حقه أن يرتاح في وقت الراحة.وعلى المعلِّم أن يكون قدوة لطلابه في كل شيء ولا سيما في احترام الوقت وتنظيمه. 28- مهم–في حدود الإمكان-أن يطرح المعلم على التلاميذ في بداية كل درس أسئلة متعلقة بالدرس الماضي للتأكد من مدى استيعاب التلاميذ للدرس الماضي,وحتى يُبني الدرسُ الحالي على أساس سليم. 29-عندما تُعِد أسئلة اختبار حاول أن تكون هذه الأسئلة من واقع ما دار في الفصل ومما تدرب عليه التلاميذ ومن صميم البرنامج,ولا تطرح عليهم أسئلة خارجة عن هذا المجال. 30- اربط تلاميذك-أيها المعلم- بالواقع والبيئة المحيطة به. 31- إذا اشتكيت-أيها المعلم-من عدم قدرتك على إدارة الصف فلتفتش في دخيلة نفسك،ولتبحث في أدوات عملك,فربما يكون هناك مكمن الخلل,أي ربما يكون الخلل فيك لا في التلاميذ. 32- أعدَّ درسَك إعدادا جيدا ووسِّع أفقَك بالقراءة والاطلاع بشكل دائم ومستمر من خلال الكتب والمجلات والجرائد والتلفزيون والفيديو والكمبيوتر والأنترنت و...ولتكن المطالعة والسماع هواية من هواياتك الأساسية لأنها هواية كل مثقف. 33- يمكن أن تسأل بين الحين والآخر أستاذا (أو معلما) عما لم تفهمه,مما يتعلق بمادة التدريس,واعلم أنه ليس في ذلك أي عيب,بل العيب كله في أن لا نفهم ولا نسأل.والأستاذ-كأي بشر-مهما علِم أشياء فإن أشياء أخرى سوف تغيبُ عنه بكل تأكيد. 34- إذا لم تكن متأكدا من الجواب على سؤال طرحه عليك تلميذ فلتؤجل الجواب إلى حين تتأكد منه,ولو كان ذلك إلى حصة مقبلة.واعلم: ا-أنه ليس في ذلك أي عيب كما قلتُ قبل قليل,كما أنه ليس عيبا أن تخطئ ثم تعترف بالخطأ ولو أمام التلاميذ إذا لم يتكرر الخطأ كثيرا,بل العيب في أن تقول للتلاميذ ما لست متأكدا من صحته,أو في أن تعرف أنك مخطئ ثم تصر على الخطأ. ب-أن من قال:" لا أدري"فقد أجاب. 35- يوصي المعلمُ أو الأستاذُ تلاميذَه باستمرار بما يلي : ا-أن يراجعوا دروسهم أولاً بأول من أول يوم دارسي. ب-أنَّ تغيب الواحد منهم عن المدرسة ولو ليوم واحد سيؤخر تحصيله الدراسي. ج-أن ينـتبهوا لشرح المعلم جيداً أثناء الدرس. د-أن لا يخجل أحدهم من السؤال عن أية معلومة لم يستوعبها أو يفهمها. هـ-أنه لا يجوز أن يجعلوا للقلق والخوف طريقاً إلى أنفسهم أبدا:"ومن يتوكل على الله فهو حسبه" وأنهم إذا فعلوا ذلك فسيكون النجاح حليفَهم بإذن الله تعالى. 36- يوصي الأستاذُ تلاميذَه بمراعاة ما يلي أثناء مراجعة دروسهم وفي فترات تحضيرهم للفروض والامتحانات والمسابقات: أولا: قراءة البعض من آيات القرآن الكريم (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). ثانيا : التمسك بالحكمة التي تقول"لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد". ثالثا : المراجعة أولا بأول والتلخيص ( إن أمكن ) أثناء المراجعة. رابعا : الراحة النفسية والهدوء,وتقديم البكور على السهر الطويل:"بورك لأمتي في بكورها". خامسا : الاستفادة من الوقت لأن الوقت هو الحياة. سادسا : الاهتمام بالصحة والتغذية الجيدة. سابعا : عدم الإجهاد في المذاكرة وتخصيص وقت للراحة بين فترة وأخرى. 37-لا يُقبل من المعلم أبدا أن يتكلم مع التلاميذ أو أمامهم (بل حتى ولو كان بعيدا عنهم وفي غابة ليس فيها إنسان) بكلام بذيء أو فاحش,أو بقول تُشم منه رائحة الكفر أو الفسق والفجور.إن هذا التصرف مرفوض منه شرعا وقانونا وعرفا و.. وذوقا. وإياك-أيها المعلم-أن تشتم تلميذا مهما كان السبب أو تلعنه(خاصة مع استعمال الكلام البذيء والفاحش) ,واعلم أن التلميذ عندما يرى أن معلمه قد نزل إلى هذا المستوى الوضيع فإنه يفقد احترامه للمعلم ويبدأ في المعاناة التي قد لا تظهر إلا عندما يكبر هذا التلميذ ويصبح رجلا,فضلا عن أن سلوك هذا المعلم قد يؤثر سلبا على مردود التلميذ الدراسي. 38-النظر إلى التلميذ (في القسم) من طرف الأستاذ,وكذا مناداته باسمه الخاص (عوض: أنتَ ) مهمان جدا ولهما الأثر الطيب في نفسية التلميذ,كما أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقوية الصلة بين الأستاذ والتلميذ بإذن الله. 39-إيالاك أيها المعلم أن تنه تلاميذك عن خلق وتأتي مثله:" كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". 40- يجب على المعلم أن يعرف أن الطريقة السابقة والقديمة في التعليم هي طريقة الإلقاء،وفيها يكون المعلم هو الملقي والمرسِل للمعلومة والتلميذ هو المستقبل،والمعلم هو الذي يبحث عن المعلومة بين طيات الكتب حتى يوصلها للتلاميذ,ولكن هذه الطريقة أثبتت فشلها وعدم إيفائها بالغرض من التعلم،حيث أن المعلومة سرعان ما تتبدد لأن الطالب أخذها عن طريق التلقي دون أن يبذل فيها جهداً و عناءً.وأفضل طريقة للتعلم هي الطريقة الحوارية التي يكون فيها الطالب أو المتعلم هو المصدر،يبحث عن المعلومة وما على المعلم سوى الاستماع وإدارة النقاش والتصحيح إذا وجدت بعض الأخطاء,ويكون دوره إدارة الحوار والمناقشة بين أفراد المجموعة الواحدة في الفصل،حتى يتم الانتهاء من الدرس.وتكون بعد ذلك الحلقة متصلة ومترابطة ومشوقة ينتظرها المتعلم بفارغ الصبر في الحلقة القادمة.صحيح أن هذا الكلام نظري أكثر منه عملي, بمعنى أنه كلام جميل لكن يصعب تطبيقه في الواقع نظرا لكثرة المثبطات ولقلة الإمكانيات ول..لكن المطلوب من المعلم أن يحاول,وأن يبذل ما يستطيع,وأن يُسدِّد ويقارب,والله الموفق أولا وأخيرا. 41- وحتى إذا أضيفت نقطة أو نقطتان أو ثلاث نقاط في الفرض للتلميذ في مقابل سلوك جيد ومشاركة في القسم وواجبات منزلية ومحروسة و..يجب أن نبقي على نقطة الاختبار كما هي. 42-لا يجوز أن يشتريك-أيها المعلم-غني أو قوي من أجل أن تزيد ولو نصف نقطة لابنه أو ابنته تحت ضغط التهديد أو الوعيد أو باسم الترغيب أو الترهيب أو انطلاقا من الطمع في الولي أو الخوف منه.إن ذلك حرام شرعا أولا وممنوع قانونا ثانيا. 43- يستحب للمعلم أو الأستاذ –مهما كانت المادة التي يُدرسها-أن يبدأ حصته مع التلاميذ بكتابة"بسم الله " أو"بسم الله الرحمان الرحيم" على السبورة أو كتابة ما يرادفها بالفرنسية أو بالإنجليزية,ليربي تلاميذه باستمرار على ما أخبر به رسول الله-ص-من أن كلَّ عمل لم يُبدأ فيه ب"بسم الله" فهو أبتر(مقطوع,لا بركة فيه). 44- يمكن كتابة التاريخ الهجري والميلادي (على السبورة في بداية كل حصة),وإعطاء التلاميذ معلومة واضحة عن الفرق بينهما,وأننا-نحن المسلمين-نعتز بالتاريخ الهجري,وعلينا أن نبين للتلاميذ أن هذا التاريخ هو منذ هجرة الرسول-ص-من مكة إلى المدينة.وهي معلومة عليهم معرفتها بشكل جيد. 45- يجب كتابة عنوان الدرس بخط واضح على السبورة,وعلى المدرس تعويد نفسه على ذلك.ولا تهمل هذه الخطوة تحت أي ظرف من الظروف.ويجب أن تكون السبورة عنوانا للترتيب والنظام,وأن تكون خطوات الدرس وأهم الأفكار والحقائق والقوانين مبينة عليها.كما يستحب استخدام الألوان كذلك عند الكتابة على السبورة.إن السبورة هي ما يقتدي به التلميذ في كراسه.والمُدرِّس الذي يرى كراسات تلاميذه غير مرتبة ومهملة عليه أولا أن ينظر إلى نفسه وإلى سبورة فصله قبل أن يلوم التلميذ. 46- على المعلم أن يجعل مخافة الله وتقواه نصب عينيه وأن يجاهد في سبيل أداء أمانة التربية والتعليم كاملة غير منقوصة كما يحب الله ورسوله,وأن لا يتراخى في ذلك لحظة واحدة مهما كانت حقوق المعلم مهضومة ومهما كانت المثبطات والعوائق والأشواك على الطريق كبيرة خاصة في هذا الزمان وخاصة في بلادنا,كما يجب أن يكون المعلم محركاً لمواهب وقدرات التلاميذ محبباً إياهم في الحضور والانتظام والاجتهاد والمثابرة داخل المدرسة والمتوسطة والثانوية. 47- وعليه كذلك أن يأخذ تعليمات مديره ورؤسائه (المشروعة والقانونية) في المؤسسة وفي مديرية التربية وفي الوزارة على محمل الجد وأن يكون مثالاً يحتذى في كل ما يتعلق بالعلم وآدابه وأمانته. 48- يمكن للمعلم أن يضيف للتلميذ في نهاية كل فصل دراسي (ثلاثي) نقطة أو نقطتين أو أقل إلى نقطة الفرض كمكافأة للتلميذ على سلوكه الطيب في القسم وفي المؤسسة,بشرط مراعاة الموضوعية والحياد وتجنب التمييز لاعتبارات لا شرعية ولا قانونية.وعلى الضد من ذلك,فإنني أرى-والله أعلم بالصواب-أن الأفضل للمعلم أن لا يُنقص للتلميذ ولو نصف نقطة بسبب أنه سيئ السلوك. 49-على المعلم أن يقوي صلته بأولياء تلاميذه سواء من خلال الاتصال بهم داخل المؤسسة أو خارجها, بطريقة أو بأخرى ليُعرِّف الوليَّ بابنه أكثر وليتعرف على التلميذ أكثر من خلال ما يسمعه من الولي,وذلك حتى يكون مردود العملية التعليمية والتربوية أكبر وأكمل بإذن الله. 50-على المعلم أن يعوِّد تلاميذه على الحوار ثم الحوار فيما بينه وبينهم سواء تعلق الأمر بمادة التدريس أو بسلوك الأستاذ أو بسلوكات التلاميذ. 51- يمكن للمعلم أن يطلب من التلاميذ أن يكتبوا له في بداية السنة نصائح تتعلق بما يحبه التلميذ(خاصة في الثانوية) في الأستاذ:من حيث السلوك أو من حيث طريقة التدريس.وليس صحيحا-في رأيي-ما يقال من أن التلميذ لا يعرف شيئا,إذن لا يجوز أن نستشيره أو أن نطلب منه النصيحة!. صحيح أن التلميذ لا يعرف الكثير لكنه يعرف بالتأكيد أشياء يمكن للأستاذ أن يستفيد منها.وليس شرطا بطبيعة الحال أن يأخذ المعلم من التلميذ كل ما يقوله بل يأخذ منه ما يراه مناسبا ويرد غير ذلك. 52-على المعلم أن يوصي الوالدين(أو أي ولي أمر للتلميذ) متى أتيحت له الفرصة,يوصي بتعليم الولد أو البنت كيفية تنظيم الأوقات للقيام بالواجبات المدرسية على اعتبار أن ذلك سر من أسرار النجاح،وكيف يصبر الولد ويثابر ويبذل كل طاقة لديه للانتقال دوما إلى الأحسن. 53-على المعلم أن ينصح التلاميذ باستمرار بما يساعدهم على المثابرة والعمل الجاد والتحديد الجيد للأوقات المناسبة للمراجعة وكذا بما يساعدهم على تعلم فقه الأولويات في مجال دراستهم. 54- كما أن على المعلم أن يوجه التلاميذ إلى ما من شأنه أن يعطيهم مع الوقت القدرة على مواجهة المواقف الصعبة دونما ارتباك سواء في مجال الدراسة أو في حياتهم العملية,وكذا ما من شأنه أن يُكوِّن عندهم الثقةَ بالنفس بعد تمام التوكل على الله. 55-على المعلم أن يكون قدوة في نظافة ملبسه وهندامه وفي حسن تنظيم وترتيب أدواته أمام التلاميذ. 56- إياك والكذب مع التلاميذ , فإنه صفة مذمومة شرعا وممنوعة قانونا ومستهجنة عرفا, من أي إنسان وخاصة من المعلم أو الأستاذ. 57- مطلوب من المعلم أن ينصح التلاميذ ويوجههم إلى أن أحسن أوقات المراجعة هو ما قبل الصبح وما بعده,وإلى أنه مما ثبت بالتجربة أهمية المراجعة كذلك قبل النوم مباشرة بشرط أن لا يكون التلميذ في ذلك الوقت مُتعبا إلى درجة يصبح معها لا يستوعب شيئا مما يراجع. 58- يربي المعلم تلميذَه على احترام التعليم والمعلمين وعلى أن ذلك عبادة من العبادات وعلى أن الإسلام كما أمرنا أن نحسن إلى الوالدين وأن نحترمهما وأن نقدرهما أمرنا أن نفعل نفس الشيء مع المعلم الذي قال عنه الشاعر قولته المشهورة والصادقة: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ورحم الله زمانا (عندما كنا تلاميذ صغارا )كان التلميذ إذا رأى المعلمَ يمشي على طريق بدَّل وغير طريقه حتى لا يراه المعلم مجرد رؤية خارج المدرسة,طبعا حياء منه وأدبا معه!. 59-على المعلم أن يُظهر الاهتمام والحماس لجهود تلاميذه,كما أن عليه إظهار الإعجاب تجاه أدنى تقدم يحرزه التلميذ وكذا تشجيع كافة الجهود المعادة والمتكررة من طرفه لتحسين مستواه،وتجاهل كافة المحاولات غير الموفقة أو الفاشلة.ولو قام المعلم بتشجيع التلاميذ على هذا النحو،فإنه بذلك سيلاحظ أنهم يتجهون بإذن الله من الحسن إلى الأحسن أو من السيئ إلى الحسن. 60- يجب أن يعلم الأستاذ أن الهدف من التدريس ليس تحقيق التلميذ لأعلى الدرجات وتفوقه الدراسي فحسب ولكن الهدف يجب أن يكون أبعد من ذلك:أَلاَ وهو بناء شخصية متكاملة عندها القدرة على مجابهة الحياة وإثبات ذاتها والتميز في حياتها العامة.على المعلم (وكذا الوالدين)أن يخفف من اهتمامه بالنتائج المباشرة للامتحانات والفروض،وأن يركز على قيمة"العمل"وليس على الدرجات،ويعطي للعمل الأولوية الحقيقية.إنه بمجرد أن يصبح العمل الجاد عادةً راسخة لدى أبنائنا التلاميذ،فإن بقية الخصال الطيبة سوف تتحقق تلقائيًّا من كسب المهارة في تلقي العلم إلى زرع الثقة في النفس إلى..فليس المطلوب إذن التركيز على النقاط أو العلامات،بل على"بذل المجهود"والتشجيع والاهتمام بأي مجهود مهما صغُر. 61-هناك سبب آخر لإخفاق الآباء والمعلمين في تربية الأولاد وتعليمهم،وذلك يكمن في رؤية هؤلاء لمفهوم الموهبة مقابل العمل الجاد.لقد أظهرت الدراسات أن عددًا لا بأس به من الآباء ما يزالون يرون"الموهبة" والقدرات الشخصية هي المسئولة عن سوء أداء أبنائهم،وما يحتاجه الآباء فعلاً-ومعهم المعلمون والأساتذة-هو إعلاء قيمة العمل الجاد بدلاً من الموهبة.إن التلميذ قد لا تكون له موهبة أصلا ومع ذلك فإنه بالاجتهاد والمثابرة والعمل المتواصل يمكن أن يكون في النهاية من التلاميذ المتفوقين والممتازين والناجحين بإذن الله. 62- على المعلم أن يكون متمكنا ومتقنا للمادة التي يُدرسها, وإلا ناله عتاب الله له,واستياء التلاميذ وأوليائهم منه.وإذا كان المعلم غير متمكن فلا يصلح أن يتحدث مع التلاميذ في دين لأن حديثه هذا قد يأتي بالثمار المعاكسة,بمعنى أنه قد يُنفر من الإسلام عوض أن يجلبَ إليه. 63-إذا وجد الأستاذ بأن تلميذا له مشكلة نفسية يمكن أن يوجهه إلى المرشد المدرسي أو إلى المستشار التربوي.وإذا وجد تلميذا محتاجا ماديا وقدر على تقديم العون له ( أقول إن قدِرَ لأنني واحد من المعلمين وأعرف ظروفَ المعلمين المادية بشكل عام خاصة في بلد متخلف وعلامة تخلفه وضع الدولة للمعلم في آخر اهتماماتها) فليفعل,ولا بأس أن ينصح من يقدر على إعانته بإعانته,مع الاستعانة على هذا الأمر بالكتمان حتى نرفع الحرج عن التلميذ. 64-احرصي أيتها الأستاذة (في المتوسط وفي الثانوية)على أن تنصح التلميذات بارتداء الحجاب على اعتبار أنه واجب شرعي فرضه الله على كل فتاة بلغت المحيض. وكذلك عليك أن تنصحهن بالابتعاد عن مخالطة الذكور , وبتجنب التبرج الحرام و.. بالأسلوب الحسن الذي يُرغب ولا يُنفر,وبعيدا عن الاصطدام بولي التلميذة أو بالإدارة التي يُفترض فيها أن تكون هي المطبقة الأولى للقانون الوضعي الذي يوجب عندنا في الجزائر على التلميذة أن لا تلبس ما يخالف العادات وأن لا تلبس إلا لباسا محتشما. 65
65--على الأستاذ أن ينصح التلاميذ بأن يراعوا ما يلي في قاعة الاختبار,مثل شهادة التأهيل للانتقال إلى السنة السابعة أساسي أو شهادة التعليم الأساسي أو شهادة البكالوريا : * قراءة الأسئلة جيداً وفهمها قبل الحل. * تقسيم الوقت المخصص للإجابة عن الأسئلة بشكل عاجل آخذاً في الاعتبار الدرجات المخصصة لكل سؤال. * الإجابة على الأسئلة أولا على ورقة أوساخ إذا لم يكن التلميذ متأكدا من صحة الإجابات. * البدء بالإجابة على الأسئلة السهلة وترك ما يصعب من الأسئلة إلى فترة لاحقة. * محاولة الإجابة على كل الأسئلة. * عدم تسليم ورقة الاختبار قبل مراجعتها مراجعة جيدة,وذلك بقراءة الأسئلة والإجابة عليها بشكل مقبول. 66- من بين متطلبات وجود الإنسان في الحياة : الثقافة الجنسية التي يحث عليها الإسلام كما يحث علي أية ثقافة,بشرط أن تتم بقدر فهم الفتى والفتاة لهذه الأمور وفي إطار المبادئ الإسلامية وبما لا يتناقض مع روح الإسلام العامة.ويجب أن ننتبه إلى أن هذه الثقافة إذا أهملت سيُحدث الجهلُ بها آثاراً ضارة وإذا أبيحت على الإطلاق ستحول المجتمع إلى مجتمع غربي أو أمريكي,وهذا لا يناسبُ ديننا وآدابنا وتقاليدنا على الإطلاق. ومن هنا يجب على المعلم أن يهتم بتعليم التلاميذ بعض الأمور الخاصة بأحكام الأسرة,والوضوء والغسل والختان,والحيض والنفاس,والودي والمذي والمني,وعورة الرجل وعورة المرأة,وما يباح إظهاره من جسد كل واحد منهما للآخر,وما يجوز فعله بين الرجل والمرأة الأجنبية وما لا يجوز,وميل قلب كل منهما للآخر, وحقيقة الحب بين الجنسين وحدوده الشرعية,و..وكل ذلك بأسلوب سهل ونظيف وبعيدا عن الإثارة,مع التأكيد للتلاميذ على أن السعادة الحقيقة للإنسان لن تتحقق في الدنيا وقبل الآخرة إلا بالوقوف عند حدود الله ورسوله وعدم التعدي عليها.والأفضل أن لا يتم تدريس الثقافة الجنسية كمادة منفصلة،لأن ذلك سيلفت الانتباه ويتضمن لوناً من الإثارة للتلاميذ في العنوان ذاته,ولكن يمكن تدريس الثقافة الجنسية في إطار مادة العلوم الطبيعية حتى لا يتم التركيز على جزئية التمتع والإثارة وإشباع الرغبات وإهمال باقى أجهزة الجسم.كما يمكن تدريسها في إطار مادة العلوم الإسلامية ( التي نتمنى أن لا تحذف من المنهاج الدراسي من طرف أعداء العربية والدين عندنا في الجزائر بل نتمنى أن تصبح مادة أساسية في كل أطوار الدراسة).كما يمكن أن تقسم إلى جزء يدرس ضمن الدين وهو ما يتصل بفقه الطهارة والغسل والفقه و.. ،وجزء يدخل في مادة العلوم وهو ما يتصل بوظائف الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة و...أما إذا تجاوزنا الحد الأدنى من هذه الثقافة,فإنني أخاف أن يصبح الأمر دعوة لتفتيح الأذهان ونشرًا لما لا يحمد عقباه في أوساط التلاميذ من الجنسين والعياذ بالله تعالى.لا بد من تأهيل الأستاذ والأستاذة لتدريس هذه المادة من طرف الدولة إذا أرادت بالنشء خيرا,وإلا فعلى الأستاذ تقع مهمة تأهيل نفسه بنفسه لتدريس هذه المادة,لأن دور الأستاذ في هذا المجال مهم جدًا وخطير جدا.ومن جهة أخرى لابد أن يكون الأستاذ الذي يتحدث مع التلاميذ عن الثقافة الجنسية على خلق ودين حتى لا يضِل ولا يكون سببا في الإضلال.وأنبه مع كل ما قلت سابقا إلى أن التثقيف الجنسي فائدته ستكون أعظم إذا تم في إطار الأسرة,أما إذا تم في المؤسسة التعليمية فأخشى أن يساء استخدامه. 67- يمكن للأستاذ أن يستغل البعض مما يراه في القسم أو ما يسمعه لينصح التلاميذ وليوجههم إلى ما فيه خيرهم :دينا ودنيا,حاضرا ومستقبلا,ما تعلق بدراستهم وما تعلق بالحياة العامة,مع مراعاة الاقتصاد والاختصار وعدم تضييع وقت الدراسة على التلاميذ . يفعل الأستاذ هذا مهما كانت المادة التي يُدرِّسها. 68- يجب على كل معلم وأستاذ أن يعلم بأن فرنسا عندما خرجت من الجزائر مكرهة عام 1962 م بعد استعمار دام 132 سنة أكلت فرنسا خلالها من خيرات الجزائر ما أكلت وحاربت الإسلام خلالها ما حاربت ,إن فرنسا عندما خرجت تركت للأسف الشديد أولادها من"حزب فرنسا"ومن"الشيوعيين"ومن"العلمانيين" الذين أفرغوا-أو كادوا-المنظومة التربوية من عروبتها وإسلامها طيلة ال 40 سنة الماضية,وإنهم يبذلون في السنوات القليلة الأخيرة الجهود الجبارة من أجل القضاء على ما تبقى من رائحة العروبة والإسلام في هذه "المظلومة" التربوية مدعين كذبا وزورا وبهتانا بأن العربية والإسلام هما السبب الأساسي من وراء التطرف والتزمت والتعصب"كبرت كلمة تخرج من أفواههم,إن يقولون إلا كذبا". والمطلوب إذن الانتباه ثم الانتباه والحذر ثم الحذر,ولنكن على يقين من أن الدين منتصر لا محالة بنا أو بغيرنا,نسأل الله أن ينصره بنا-آمين-. 69-المراهَقة هي قفزة قوية من عالم الطفولة إلى ما بعده,والمراهق يُرهق من حوله في فهم الطريقة التي يتعاملون بها معه قبل أن يُرهق نفسه في إدراك ما يصبو إليه.بالفعل قد يرهقك هذا الصغير ذو الفكر المتعنت (سواء كان تلميذا في ثانوية أو في متوسطة)فإن أنت وبخـته ولمته وعاتبته أو ضربته ازداد-في بعض الأحيان -تمنعا وعصيانا وانسياقا وراء شهواته وأهوائه ووراء أحضان السوء التي تتلقفه خارج المنزل والمدرسة,وإن أنت كلمته بالعقل والسياسة والهدوء وكلمت فيه الإنسان الواعي والناضج قد يسكت وقد يطرق في سكون مثير للشك لأنه لا يوحي بالرفض ولا بالإيجاب وقد يركب على ظهرك ويناقشك ويتجرأ على المساس بكرامتك وشخصك وينعتك بأقسى النعوت و..فتقع-أيها الأستاذ-في حيرة من أمرك:أتعرض عنه فيستبيح حماك مرات ومرات أم تضربه أو تلومه فيزداد الشرخ في جسده وفكره؟!.والأستاذ الحكيم والكيس الفطن يعرف غالبا كيفية اتخاذ الأسلوب المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب وفي الظرف المناسب,وذلك بعد أن يأخذ نصيبا ولو بسيطا من العلم بنفسية الطفل المراهق ذكرا كان أم أنثى.والبعض يرى أن المراهق كقنينة الوقود التي تنتظر شرارة الفراغ لتنفجر,لذلك لا بد من إشغال وقت فراغ هذا الإنسان التائه وتثقيفه دينيا ومعرفيا وشغل وقت فراغه من طرف الأسرة أولا ثم المعلم والأستاذ ثانيا.وعلى الأستاذ أن يحذر من المبالغة في فرض السلطة على التلميذ المراهق وأمره بفعل كذا أو كذا بالقوة لأنه يمكن أن يأنف من تنفيذ الأوامر ويمضي إلى مخالفتها جملة وتفصيلا. 70- حقيقة يجب أن نعترف بها ونقرها:أبناؤنا يتعرضون للضغوط النفسية الآتية من البيت ومن الشارع ومن وسائل الإعلام ومن...وحتى نحسن فهمها ونجيد التعامل معها لابد أن ننتبه إلى جملة أمور منها أن الأستاذ يجب أن لا يكون مصدراً جديداً لتلك الضغوط.يجب أن نحسن التعامل مع تلاميذنا:بهدوء وبعيداً عن الانفعال والتعجل,كما يجب أن يتحمل الأستاذ ما يعانيه من بيته ومن إدارته ومن المجتمع بشكل عام ويستعين بالله أولا على ذلك,ويذهب إلى القسم وهو هادئ ما استطاع إلى ذلك سبيلا,محاولا تجنب تعنيف التلاميذ تحت تأثير مشاكله الشخصية التي لا دخل للتلميذ فيها وتجنب إضاعة وقت التلاميذ (مهما كان قصيرا) في حديثه معهم عن مشاكله الشخصية. 71- مشكلة كبيرة تنشأ عندما يتدخل بعض الأساتذة والمعلمين لفرض رغباتهم,بل وأذواقهم على التلاميذ ,أو عندما ترتفع أصواتهم مطالبين التلاميذ بقائمة طويلة من الأوامر المعقولة وغير المعقولة والتي هي من اختصاصه ومن غير اختصاصه.وإن حاول التلاميذ التعبير عن رغباتهم وأذواقهم الخاصة،يتعرضون لأنواع مختلفة من الزجر باسم أن الأستاذ كبير وأن التلميذ صغير!!إننا جميعاً نحب ونتمنى أن يظهر تلاميذنا في أحسن صورة وأن يتفوقوا ويحتلوا أفضل المناصب,لكن ذلك لا يجوز أن يكون مبرراً للقسوة عليهم،أو بمعنى آخر لا يجوز أن يسمح لنا ذلك بتجاهل رغباتهم وأذواقهم ودفعهم نحو ما نريد بالقوة وبلا إقناع.ولنكن على يقين دائم أنه ليس في مقدور أي إنسان أن يصقل شخصية إنسان آخر إذا لم يكن الطرف الآخر مقتنعا بما يراد منه،فكل ما علينا القيام به هو أن نساعد تلاميذنا لاكتشاف ذواتهم وبالتالي سوف يصلون إلى ما هو الأصلح لهم ولإمكانياتهم.ويجب أن ننتبه إلى الفرق بين التشجيع والإجبار نحو تحقيق هدف ما،فالتشجيع يرفع من معنويات التلاميذ وهو شيء إيجابي،أما الإصرار والإجبار على القيام بعمل ما فإنه يحط من احترامهم لأنفسهم وهو شيء سلبي.صحيح أن هذه الملاحظة تُهم الأسرة والبيت والوالدين بالدرجة الأولى,لكنها مهمة كذلك للمدرسة والمتوسطة والثانوية والمعلم. 72- فضول التلاميذ وأسئلتهم المزعجة والمحيرة والمحرجة أحيانا قد تنم عن ذكاء خارق.هذا ما تؤكده دراسة جديدة نشرت حديثاً.ومن هنا يجب أن يُشجَّع التلميذُ على كثرة الأسئلة بشرط أن لا تكون خارجة عن الموضوع وأن لا تكون على حساب الدرس وأن لا يضيع معها ومع الأجوبة عليها وقتٌ كبيرٌ ولينتبه المعلم إلى أن التلميذ الذي يُكثر من السؤال يكون عادة ذكيا,ويفيد بأسئلته نفسه وغيره من التلاميذ,بل يفيدُ المعلمَ كذلك حين ينبهه إلى ما لم يكن منتبها له ويدفعه إلى زيادة المطالعة والقراءة والبحث ليلبي أكثر احتياجات التلاميذ المتزايدة. 73- صحيح أن ضرب التلميذ وسيلة من وسائل التربية الصحيحة التي قد نضطر إليها من باب"آخر الدواء الكي",لكن صحيح كذلك أن المعاملة القاسية من المعلم للتلميذ وكذا العقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ والمبالغة في اللوم والعتاب,كل ذلك يمكن جدا أن يؤدي إلى توقف نمو ثقته بنفسه ويملأه بالخوف والتردد ويُكوِّن عنده الخجل(المذموم)من أي شيء يفكر في القيام به كما يُصبح معه عرضة للمعاناة النفسية. ومن هنا فإن على المعلم أن ينتبه إلى ذلك. 74- مما يجب أن ينتبه إليه المعلم:محاولة التوفيق بين مهمة التعليم وتبعاته,والاهتمام بالشغل الآخر(إن وُجدَ) أو الوظيفة الأخرى.نَعَم من حق الأستاذ أن يعيش-إن استطاع– ميسور الحال من الناحية المادية (خاصة مع حرمان الدولة له مع سبق الإصرار,ومع تقديم الدولة للقوة عليه ثم .. تقديمها للفنان والرياضي عليه ثم..ويأتي المعلم في المراتب الأخيرة لأنه عنصر غير منتج أو لأنه يقوم بمهمة الأنبياء أو لأنه سبب نشأة الإرهاب في البلاد أو لأنه هو الذي علمهم حتى وصلوا إلى المراتب العليا في الحكم!!!),ولكن من واجبه كذلك شرعا وقانونا أن يهتم بالتلميذ كما يجب,وأن لا يسمح لوظيفته الأخرى أن تؤثر سلبا على مردوده التعليمي: ا-حتى يكون مرتبه (على التعليم)حلالا بإذن الله. ب-وحتى لا يُظلَم التلميذُ لأنه لا ذنب له ولا دخل له في ظروف الأستاذ المادية الصعبة. 75- يمكن أن تضاف لتلميذ بعض النقاط في فرض لسبب موضوعي,والمعلم ليس ملزما أن يذكر السبب للتلميذ أو لأحد زملائه.وعلى الضد من ذلك لا يجوز أن يُنقص الأستاذ ولو نصف نقطة للتلميذ إلا بعد إقناعه بالسبب الموضوعي لهذا الخصم. 76- يستحب أن يُخصص الأستاذ-في حدود الإمكان-وقتا بين الحين والحين للجلوس مع التلميذ(في كل مرة مع تلميذ) ليسمع منه ولينصحه ويوجهه وليشاركه آماله وآلامه المتعلقة بالدراسة خصوصا أو بالحياة العامة عموما,هذا مع أخذ الحذر الزائد واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع تلميذة. 77- في بعض الدول حذرت"جمعيات المعلمين"من أن المعلمين والمدرسين لا يمكنهم أن يصلحوا الخلل الذي يصيب العلاقات والقيم العائلية كما لا يمكنهم أن يتحملوا نتائج هذا الخلل وآثاره على حياة التلاميذ وأدائهم الدراسي،وطالبت هذه الجمعيات الآباء بتولي مسؤولية تعليم أبنائهم وتربيتهم باعتبارهم المربين الأساسيين للأطفال.ويقول الخبراء بأن التعليم الذي يلقاه الأبناء على أيدي آبائهم وأمهاتهم يعتبر من العوامل الجوهرية لتطورهم,لأن الآباء والأمهات يحتكون بهم لفترة أطول وفي أوقات ومراحل مهمة،وإن دورهم ومسؤولياتهم تجاه تعليم أبنائهم يجب أن يحظى بالاهتمام الذي يستحقه.ومن هنا فعلى المعلمين أن ينبهوا أولياء أمور التلاميذ باستمرار-متى أتيحت لهم الفرصة-إلى هذا الأمر,حتى يقوموا بواجبهم اتجاه أولادهم كما ينبغي,وحتى يبني المعلم على أساس ما بناه الولي.هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المعلم قد يجد في هذا بعض العزاء حتى لا يلوم نفسه كثيرا إذا تعب مع التلميذ ولم يقطف الثمرة المرجوة كما انتظرها,لأن اللوم الحقيقي على الأسرة التي لم تقم بدورها كما ينبغي. 78- لقد حرصت وزارة التربية على تقديم بعض الخدمات لأبنائنا التلاميذ,وذلك لدراسة المشكلات التي تكتنفهم وتحيط بهم رغبةً منها في تذليل البعض من الصعوبات التي يتعرضون لها.ومن هذا المنطلق أنشأت ما يسمى بمنصب"المستشار التربوي".وقد حرصت أن تعين في كل ثانوية أو متوسطة مرشدا يقوم بدراسة أحوال التلاميذ-خاصة منها النفسية-,لكن الملاحظ أن الطريقة الحالية في الإرشاد في المتوسطات والثانويات قاصرة عن تقديم المطلوب والمؤمل ولم توافق تطلعات الوزارة والمواطنين المؤمنين في خدمة التلاميذ وإنشاء أفراد صالحين.ومما يمكن أن يُقترح لتحسين عملية الإرشاد,إن كانت الوزارة مستعدة للسماع وقبول النصيحة: ا- عدم فصل الإرشاد عن التدريس لأن المدرس هو أقدر وأجدر إنسان يقوم بعملية الإرشاد وخاصة إذا كان يؤدي جزءا من عمله في التدريس والجزء الآخر في الإرشاد,وإلا يجب أن يكون المرشد قد علَّم من قبل خلال على الأقل 7 أو 8 سنوات حافلة بالعطاء والتميز وفق التقارير المكتوبة عنه وله مشاركات في إرشاد التلاميذ أثناء عمله في التدريس. ب- اختيار المعلم الأكثر كفاءة في التدريس والمتميز في مادته الدراسية,والمنتظم في عمله ودوامه,والقدوة في أخلاقه ودينه وأدبه وأمانته ومعاملته,والذي له القدرة على المناقشة والحوار الهادف البناء,والذي يكون سليما من الضغوط النفسية والعصبية. ج- إعداد دورات في الإرشاد الطلابي خارج وقت الدوام الرسمي للتلاميذ,يحصل فيها المتدرب على (شهادة التوجيه والإرشاد أو سمِّها كما تشاء),وهذا يعتبر تدريباً أثناء العمل. د- تعميم هذا الإرشاد المتخصص على جميع المؤسسات التعليمية في كل أطوار التعليم بما فيها الابتدائي ,لأن لكل مرحلة من التعليم مشاكلها الخاصة بها. 79- يجب أن نتصارح نحن-القائمون على التربية والمعلمون والأساتذة-بأننا في كثير من الأحيان لا نقبل أي خطأ أو عيب في تلاميذنا,بل ومعظم الأخطاء والعيوب-حتى البسيطة منها-هي عندنا على درجة واحدة من السوء أو عدم القبول.وإذا سألت أي معلم:"ما العيب الذي يمكن أن تتقبله من تلميذك,باعتبار أن كل ابن آدم خطاء؟"لن يكون الرد بالطبع:"لا أحب ولا أقبل منه أي خطأ أو عيب"لأن هذا الرد لن يكون مقبولا على مستوى الواقع والمنطق لأنه يخالف الطبيعة البشرية,وإنما سيكون الرد أنه يقبل منه أي عيب إلا العيب الموجود بالتلميذ فعلا.ومن هنا فإنني أنصح كل معلم أن يكون واقعيا في تعليمه وتربيته وأن لا يطلب الكمال في تلاميذه لأن الكمال لله وحده ولأن العصمة للأنبياء-ص-وحدهم,كما أن على المعلم أن يكون قدوة لتلميذه بحيث لا ينهى التلميذ عن خلق ويأتي مثله. 80- يجب أن يهتم المعلم بالتلميذ ككيان له وجود وليس مجرد شيء في مدرسة،كما يجب عليه أن يفخر به وأن يعتز به وأن يمدحه بين الحين والآخر بدون مبالغة لأن المديح من شأنه أن يرفع معنويات التلميذ ويقويه. 81- كما أن على المعلم أن يزن التلميذ بميزان الحسنات والسيئات لا بميزان السيئات فقط,فإذا غلبت حسناتُ التلميذ سيئاتِه كان أمر التلميذ خيرا,وإذا كان العكس هو الصحيح وجب الاهتمام بعلاج المشكلة بالحكمة والروية والتأني.ولننـتبه إلى أن هناك قاعدة تربوية تقول:" إننا كلما ركزنا على الجانب الإيجابي في أي إنسان تقلص بل وزال بإذن الله الجانب السلبي فيه". 82- لو قمنا مع بداية السنة الدراسية بأخذ عينة من التلاميذ من جميع الصفوف ومن مختلف المستويات الابتدائية والمتوسطة والثانوية وطلبنا منهم-بدون سابق إنذار أو إعلام-حل أسئلة مشابهة لأسئلة اختبار الثلاثي الثالث من السنة الدراسية الماضية,ثم نأخذ نتائج هذا الاختبار ونقارنها بنـتائج اختبار الثلاثي الثالث.إننا سنجد حتما أن نتائج اختبار الثلاثي الثالث أحسن بكثير من نتائج هذا الاختبار.قد تتعدد الأسباب,لكن المؤكد هو أن هناك سببا أساسيا في هذا الاختلاف ويتمثل في أن التلميذ استعد لاختبار الثلاثي الثالث ثم ما لبث أن نسي ما درسه ولم يستعد لاختبار بداية السنة.إن التلميذ يتعلم غالبا للأسف الشديد من أجل الاختبار وليس للتعلم,وهذه حقيقة يعلمها الجميع ويجب أن نواجهها بشجاعة.نواجهها بجملة خطوات من أهمها: ا- تربية التلميذ على أن طلب العلم عبادة سواء كان دينيا أو دنيويا,إذا كان الغرض منه رضا الله تبارك وتعالى. ب- تنبيه التلميذ باستمرار إلى أن نجاحه الأول مع نهاية كل سنة مرهون بالمراجعة الدائمة لا بالمراجعة قبيل الفروض والاختبارات,وإلى أن نجاحه الثاني في المستقبل في مهنته ووظيفته وشغله لن يكون كاملا وتاما إلا باجتهاده السابق من أجل التعلم لا من أجل الاختبارات والامتحانات. 83- تعودنا مع نهاية كل سنة دراسية على أن نسجل ملاحظاتنا كأساتذة ومعلمين,وكذا اقتراحاتنا من أجل تحسين مستوى التربية والتعليم لتلاميذنا وفي بلادنا,لكن الملاحظ للأسف الشديد–لسبب أو آخر-أن ملاحظاتنا واقتراحاتنا لا يكاد يُنفَّد منها شيء وكأنها تُرمى بعد قراءتها أو حتى بدون قراءتها في سلة المهملات أو المحذوفات.وهذه البعض مما يمكن أن يلاحظ أو يقترح على مديرية التربية أو الوزارة أو الحكومة: ا- توفير المؤسسات التعليمية الكافية لأن عدد التلاميذ يزيد وعدد المؤسسات يكاد يكون ثابتا. ب- توفير جميع الإمكانات المادية في المدرسة والمتوسطة والثانوية. ج- تقليص عدد الطلاب في القسم الواحد،ليسهل على المعلم المتابعة والتوجيه. د- التقليل من المناهج الدراسية وكذا من الكم الهائل من المعلومات التي نُدرِّسها للتلميذ بدون أن يستفيد منها والتقليل من الحجم الساعي للتلميذ وللمعلم على حد سواء وزيادة سنة رابعة للتعليم المتوسط عوض 3 سنوات فقط. هـ- توفير الإمكانات المادية والمعنوية المساعدة للمعلم من أجل أن يعيش موفور الكرامة ومن أجل أن يؤدي دوره في التربية والتعليم على أكمل وجه. و- التعاون الوثيق جدا والاتصال المستمر والدائم بين البيت والأسرة من جهة وبين المؤسسة التعليمية والإدارة والتلاميذ من جهة أخرى. ي- استبعاد الرشوة والغش والتزوير والبيروقراطية والمحسوبية وغيرها من كل ساحة التربية والتعليم. 84- يجب أن ينتبه المعلم إلى أهمية التنويع في طرح الأسئلة خاصة في مواد معينة مثل دراسة الوسط والتكنولوجيا والعلوم الفيزيائية,وخاصة في الفروض إذا لم يكن ذلك ممكنا أثناء الاختبارات. ومن الأمثلة على الأسئلة التي يمكن أن تطرح: ا- صحيح أم خطأ مع التعليل إن أمكن. ب-الخيارات المتعددة. ج-املأ الفراغ. د- الإجابات القصيرة. هـ-علل ما يلي. و-عرف ما يلي. ي- الأسئلة المقالية خاصة في الفلسفة. * أسئلة الصحيح والخطأ والخيارات المتعددة عادة ما تكون هي الأسهل,لذا على التلميذ أن يقوم بحل هذه الأجزاء من الاختبار أولا إن أمكنه ذلك,وربما ساعدته هذه الأسئلة على تذكّر إجابات"املأ الفراغ". * إجابة تخمينية جيدة أفضل من ترك الورقة بيضاء.وقد يحصل التلميذ منها على بعض النقاط. * مطلوب كتابة الإجابات القصيرة في جمل بسيطة وواضحة.وتضمن ورقة الاختبار على الإجابة والمعلومة الصحيحة أهم من الرونق الأدبي. * الأسئلة المقالية تمتحنُ قدرةَ الطالب على التفكير والربط بين الأفكار في الموضوع الواحد. والمعلومات الصحيحة مهمة ولكن تقديمها في إطار منظم ومترابط مهم أيضا.وعلى التلميذ أن يركز على النقاط الرئيسية في إجابته وأن يستخدم النقاط الرئيسية ليـبدأ الجملة وأن لا يُضمّن أكثر من نقطة في الجملة الواحدة وأن يستخدم أدوات الربط أو الترقيم لتنسيق أفكاره وعليه أن ينهي إجاباته الكتابية بخاتمة متينة كما يمكنه إعادة كتابة فكرته الرئيسية وشرح سبب أهميتها.وعليه في النهاية أن يراجع ورقته لتصحيح الأخطاء الإملائية وليتأكد من أنها سهلة القراءة. 85- على المعلم أن ينصح التلميذ بأن يلقي نظرة سريعة على الامتحان كاملا قبل بدء الإجابة,وليُفهمه بأن ذلك سيساعده على تحديد الوقت,وعلى معرفة من أين يبدأ في الإجابة وأين ينتهي؟وأين هو السهل وأين هو الصعب؟وأين هو السؤال الإجباري وأين هو الاختياري؟وهكذا ...وعلى التلميذ أن يتجاوز أي سؤال تواجهه به مشاكل,ويمكنه الرجوع إليه لاحقا,بل ربما تساعده الأسئلة التالية على تذكّر الإجابة على سؤال سابق. 86- يجب على المعلم أن يحرص على أن يصحح ورقة التلميذ لا سلوكه.يمكن أن يحب تلميذا معينا لسبب أو آخر,ولكن لا يجوز له أن يُدخل هذه المحبة في تنقيط الفرض أو الاختبار"اللهم هذا قسمي فيما أملك, فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك" أو كما قال رسول الله-ص-. 87-على المعلم أن ينتبه وينبه التلاميذ كذلك إلى أن لكل علم أدلته وقد لا تصلح أدلة علم لعلم آخر.مثلا الدليل على العلوم الفيزيائية والطب والبيولوجيا والعلوم الطبيعية و.. هو التجربة,والدليل في الرياضيات وغيرها من العلوم التجريدية هو البرهان العقلي والمنطقي,والدليل في القضاء والمحاماة و..هو المواد القانونية,والدليل على علم الغيب مثل الجنة والنار والملائكة والشياطين والميزان والصراط و..هو الوحي (كتابا وسنة),وهكذا.. 88- كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ساعة في اليوم معرضون لأن يكونوا عنيفين في المستقبل.وقد وجدت الدراسة علاقة قوية بين العدوانية ومشاهدة التلفزيون بين الذكور في مرحلة المراهقة وبين الإناث في المراحل الأولى للبلوغ.ومنه فإن على المعلم (وإن كان الأمر بيد الأسرة أولا لا بيد المؤسسة التعليمية)أن ينصح تلاميذه بالتقليل من التفرج على التلفزيون خاصة أفلام العنف والرياضات العنيفة وأخبار الحروب والقتال وسفك الدماء و..وأن يمتنعوا نهائيا عن التفرج على ما لا يجوز التفرج عليه شرعا من عورات النساء ومناظر الجنس الحرام. 89- في الحقيقة ليس هدف العلم والمعرفة هو الغرض الرئيسي من كل أسئلة التلاميذ.ربما يكون في الكثير من الأحيان أحدَ الأسباب ولكن يجب على المعلم أن ينتبه إلى أنه يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى ربما تكون أهم: ا- منها لفت الانتباه،فالتلميذ يريد في بعض الأحيان أن يقول لمعلمه ولمن يسأله منهم:"أنا هنا،أرجوك أن تهتم بي".والطفل هنا لا تهمه الإجابة في حد ذاتها بقدر ما يهمه إحساسه بأن معنى الإجابة أن معلمه الذي يجيـبه قد اهتم به وبسؤاله,لذا فإن إظهار الاهتمام بالطفل هو جزء من الإجابة على أي سؤال يسأله،وقد يغنيه حتى عن سماع الإجابة. ب- ومنها رغبة التلميذ في إظهار قدراته اللغوية أو العلمية أو غيرها، إنه يريد أن يجرب نفسه في القدرة على طرح السؤال وعلى إجادة هذه العملية وإتقانها وعلى استعراض قدرته في فعل ذلك،لذا فربما يكون السؤال غير مقصود في ذاته والمقصود هو إعلام المعلم أن التلميذ يستطيع أن يسأل ويستطيع أن يطوّع اللغة، أو أن لديه معلومات تمكنه من السؤال بهذه الطريقة المعينة.لذا فإن الثناء على السؤال أو السائل أو تعليم التلميذ كيف يسأل أو تغيير المعلِّم لطريقة السؤال قد يكون كل ذلك هو الجواب المناسب على السؤال وليس السؤال نفسه . وقد تكون الرغبة في المعرفة هي الغرض من السؤال,والمفروض أن يكون هذا هو الغالب.والتلميذ هنا يريد معلومة جديدة,متفقة مع السؤال,صادقة,تحترم عقله ولا تستهين به,قد تُقدَّم مختصرة وقد تقدَّم مفصلة.وإذا لم يكن المعلم قادرا على الجواب في الحين أجَّل الجوابَ إلى وقت لاحق,ولا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يقمع التلميذ أو يتحايل في الإجابة تحايلا مفضوحا أو يُقدِّم–عمدا-للتلميذ جوابا خاطئا أو معلومة بعيدة عن الصواب. 90- إن رسالة التدريس تحتاج إلى أن يكون الذي يختارها على قدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والقدرة على تحمل المشاق والمثابرة التي تتطلبها,وأن يكون اختياره لها عن رغبة وإيمان بأنها من أنبل وأشرف المهن كما قلت من قبل,وأن يكون عنده اعتقاد وإيمان بأنه مثاب عليها من الله سبحانه وتعالى وأن أي مكافأة يأخذها-مهما بلغت قيمتها-لا تعادل لا من قريب ولا من بعيد ما يقدمه من عطاء وما يكابده من متاعب إذا أخلص في عمله.إن مهمة التدريس تحتاج إلى الضمير الحي والإنسان الذي عنده روح التضحية والبذل والعطاء دون توقف أو فتور,وإلا فقد يقل أداء المدرس عما يجب حتى يصبح تعليمه مع الوقت مهنة كسائر المهن الأخرى. 91- قد يكون من طبيعة بعض المدرسين القوة والشدة والغلظة التي تستعمل في غير محلها,وهذا ما ينتج عنه كره التلاميذ لمن تكون تلك صفاته,فيا أيها المعلم لا تكن فظا غليظ القلب فينصرف التلاميذ عنك وعن دروسك فيصبحون حاضرين عندك بأجسادهم غائبين بعقولهم وقلوبهم.وصدق الله العظيم حين يقول:" فبما رحمة من الله لنت لهم,ولو كنت فظا غليظَ القلب لانفضوا من حولك,فاعف عنهم واستغفر لهم". 92- عند إرجاع أوراق الفرض أو الاختبار للتلاميذ يحرص المعلم على أن يكون عادلا ما استطاع فلا يظلم تلميذا ولو في نصف نقطة,ولينتبه إلى أن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما. 93- ينبه المعلم أولياء أمور التلاميذ–عندما تتاح له الفرصة المناسبة-إلى المتابعة المستمرة لأحوال أولادهم من خلال الاتصال الدوري بالإدارة أو بالمعلمين والأساتذة حتى تتعاون الأسرة والمدرسة على تحقيق مصالح التلميذ,وعدم ترك المتابعة لآخر لحظة مع نهاية السنة عندما يحصل التلاميذ على نتائج سيئة حيث يكون أوان المراقبة والمتابعة قد فات,ويندم التلميذ ووليه من حيث لا ينفع الندم. 94- حذِّر أيها المعلم تلاميذك باستمرار من اليأس والقنوط من النجاح والتفوق لأنه" لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون",وحذرهم كذلك من الغرور والإعجاب بالنفس لأنه مُحبطٌ لكل عمل ومدمرٌ لكل طاقة وعلامةٌ سوداء على جبين التلميذ مهما كان مجتهدا. 95- إذا أردت-أيها المعلم-أن تقدم ملاحظة أو نصيحة شخصية متعلقة بسلوك تلميذ,أن تقدمها لهذا التلميذ,فاعلم أن الأصل في تقديم النصيحة هو الانفراد.ولا تلجأ إلى الفضيحة إلا عند الضرورة. 96- شكرُ الناس من شكر الله وهو من مكارم الأخلاق ودلالة على الاعتراف بالجميل.عن رسول الله-ص-أنه قال:"من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل".ومنه فعلى المعلم أن يُعود التلميذ على أن يقول "شكرا" لكل من أحسن إليه من الناس,وعلى رأس المحسنين إلى التلميذ والأحق بأن يُشكروا باستمرار: والداه ثم معلموه وأساتذته. 97- إذا غاب المعلم بعذر عن التدريس لمدة معينة وأتيحت له الفرصة-قانونيا-للتعويض,وجب عليه أن يعوِّض حتى ولو قدر على التحايل على الإدارة,وذلك تبرئة لذمته أمام الله ثم أمام القانون وحتى لا يهضم حق التلاميذ الذين لا ذنب لهم.هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يعمل المعلم ما استطاع على أن لا يغيب إلا لعذر قاهر,لأنه إذا غاب يمكن أن نقول بأنه من الصعب جدا أن يعوض للتلاميذ بالفعل ما فاتهم كما لو أنه لم يغب نهائيا,مثله مثل الذي لم ينم في الليل ويريد أن يُعوض ما فاته في النهار!.ويلاحظ بالمناسبة أنه لا يجوز (بمعنى يحرم ) للمعلم أن يغيب عن التدريس لغير مرض ثم يأتي بشهادة طبية تـثبت بأنه كان مريضا.لقد قال العلماء بأن ذلك حرام,وهو نوع من أنواع التزوير. 98- يلاحظ على أغلب تلاميذنا ضعفهم في مادتي اللغة الأجنبية الأولى والثانية:الأنجليزية والفرنسية.وهذه المشكلة تكاد تكون عامة.ومُدرِّس اللغة الأجنبية يجب أن يعلم بعض الحقائق الأساسية الخاصة بعملية تعليم اللغة–أي لغة أجنبية–والتي ترتكز على أربع مهارات أساسية:الكتابة،القراءة،الاستماع،والتعبير.وللأسف تهتم عملية تعليم اللغات في عالمنا العربي عموما وفي بلدنا خصوصا بمهارة واحدة هي الكتابة,وفي بعض المدارس المتميزة تهتم بمهارتين:الكتابة والقراءة,ولكن إغفال مهارتي الاستماع والتعبير يرجع إلى أسلوب التدريس وإلى النقص الكبير في توافر مدرسين مهرة متدربين تدريبًا جيدًا على إدخال المهارات الأربع في عملية التدريس.وتظهر آثار هذا النقص بصورة واضحة في استمرار المشكلة بالرغم من الاستعانة بمنهج أجنبي حديث يراعي كافة المهارات في بعض المدارس.ومما يدعم هذا الاتجاه,أي اتجاه التركيز على مهارتي الكتابة والقراءة فقط دون غيرهما أن أسلوب الاختبارات المتبع في مدارسنا يعتمد على قدرة التلميذ على حفظ المفردات وكتابتها وقراءة الفقرات والأسئلة المكتوبة أمامه ولا يعتمد بالقدر نفسه على قدرة الطالب على التعبير الشفهي الحر ولا على قدرته لفهم اللغة "المسموعة".فإذا ما طُلِب من تلميذ في متوسطة أو ثانوية سماعُ نشرة أخبار مثلا من إذاعة أو قناة تلفزيونية أجنبية وترجمتُها لوقف التلميذُ حائرًا مرتبكًا فاشلا في فهم أول فقرة من النشرة.وباختصار فإن تدني مستوى تعليم اللغات الأجنبية يرجع إلى فشل العملية التعليمية في استخدام المهارات التفاعلية (مهارتي الاستماع والتعبير)،واهتمامها بصورة أساسية على مهارتي الاستقبال (الكتابة والقراءة فقط),فلينتبه المعلمون إلى ذلك. 99- على المعلم أن يحترم الاختلافات الفردية بين تلاميذه فلا يقحم الجميع في مستوى واحد ويطلب منهم جميعاً أن يصبحوا نسخة واحدة كلها إيجابيات لأن هذا ضرب من المستحيل،فلكل تلميذ قدراته الاستيعابية وأسلوبه الخاص ولا يمكن أن يصبحوا ممتازين على جميع المستويات.اعلم أيها المعلم أن لكلٍ قدراته الخاصة جداً ومهاراته في نواح معينة من المعرفة الإنسانية,فساعد كل واحد على الاستفادة من قدراته بأقصى الإمكانات المتاحـة.ولا يجوز أن يكون المطلوب من التلميذ "الفلاني"أن يكون متفوقا مثل"علان"ولا أن يكون في مثل مرتبته ولا أن يأخذ نفس العلامة التي أخذها لأن ذلك ضد منطق الأشياء,إنما المطلوب من التلميذ أن يبذل الجهد الذي يقدر على بذله ثم يُسلم أمره لله لأن العبد مطلوب منه تقديم الأسباب أما النـتائج فعلى الله وحده.ومنه فإن التلميذ لا يُلام لأنه لم يأخذ مثلما أخذ فلان,بل يلام لأنه لم يبذل الجهد الذي يقدر على بذله. 100
- حافظ أيها المعلم على ابتسامتك وهدوء أعصابك واعلم أن غياب ابتسامتك يعني غياب أجمل وأرق وأقوى وسيلة اتصال بينك وبين تلميذك.ويلاحظ للأسف الشديد أن بعض المعلمين يفقدون أعصابهم لأتفه الأسباب،فيخرج الواحد منهم من القسم منهك القوى وكأنه خارج من معركة حامية الوطيس(مع أنني أُسلم بالمتاعب الضخمة التي يعاني منها المعلم أثناء أدائه لدوره التعليمي والتربوي).وأنا أوصي المعلم أن يلتزم الهدوء وأن يدرب نفسه على ذلك تدريجياً وأن لا ينفعل لأي حادث يحدث من التلميذ.وعليه أن يعلم بأن هدوء الأعصاب يُنـتج تعقلاً وروحاً مرحة جذابة وقادرة بإذن الله على إذابة جليد المشكلات والأزمات، وقد أوصى بذلك المصطفى-ص-:"لا تغضب..لا تغضب..لا تغضب تدخل الجنة".وبالمناسبة أقول بأن هناك بعض الأساتذة والمعلمين يشتاق التلاميذ طيلة السنة الدراسية إلى ابتسامة واحدة منهم فلا يظفرون بها,وقد يكون السبب هو التأثر المبالغ فيه للأستاذ بمشاكل التعليم والتلاميذ مهما كانت بسيطة وقد يكون السبب هو طبع خاص (جفاء وبرودة وثقل ظل ) عند الأستاذ جاء معه من صغره.وإذا عاش التلاميذ مع أستاذ من هذا النوع فلا لوم عليهم إذا كرهوا مع الوقت المادةَ التي يُدرسُها هذا الأستاذ وكرهوا كذلك أستاذَ هذه المادة. 101-النظرة الدونية أو التحتية إلى الشعب الأدبية في المرحلة الثانوية وكأنه لا قيمة لها وكأن التلاميذ الذين يدرسون في الفروع الأدبية أغبياء,هذه النظرة مبنية على فراغ وهي لا تستند لا على منطق ولا علم ولا على شرع ولا على قانون ولا على..إن الله خلق الإنسان على أحسن تقويم وخلق البشر مختلفين لحِكم هو يعلمها سبحانه وتعالى والتي يمكن أن يكون منها التكامل بينهم.إن الأدبي ذكي في شيء والعلمي ذكي في شيء آخر,والوطن محتاج للجميع وفي كل خير.وإذا صح أن نقول بأن المرأة أحسن من الرجل أو أن الرجل أحسن من المرأة يمكن أن يصح عندئذ القول بأن العلمي أحسن من الأدبي!فلينتبه الأساتذة إلى هذا الأمر, ولينبهوا التلاميذ والأولياء إلى ذلك,وليراعوا هذه الملاحظة عند إرادة توجيه التلاميذ في نهاية السنة الأولى ثانوي على سبيل المثال. 102- القراءة عادة نسيناها في حين ورثها عنا الغربيون فأحسنوا رعايتها حتى جنوا ثمارها تقدما علميا مذهلا لا ينكره إلا جاحد,في حين بقينا نحن نبحث عن البدائل اليسيرة للقراءة على التلفزيون والإذاعة والفيديو و...فألفنا الكسل واستسغنا اللقم الباردة وأصبحت أدمغتنا أوعية حفظ محددة الصلاحية,ضعيفة ومتعبة.والقراءة عادة تبذر في تربة النشء الخصبة لتورق فكرا قويما وتثمر نجاحات باهرة في مستقبل الأيام فأين القراءة من نشئنا وأين منا النجاح؟.إن على المعلم (وكذلك على الوالدين) مسؤولية كبيرة في تحبيب القراءة والمطالعة للتلميذ بالطرق والوسائل المختلفة.يـجب أن يعرف التلميذ أن المطالعة هي شرط لا بد منه للنجاح في أي سن وفي أية مادة وفي أي مستوى وفي أية شعبة,كما يجب عليه أن يعلم بأن الوسائل الأخرى للتعلم مهما كانت مهمة كالتلفزيون والإذاعة والفيديو والكمبيوتر و.. لا يجوز أبدا أن تكون بديلا عن المطالعة في كتاب أو مجلة أو جريدة أو..يجب أن يتوفر في كل مكان مكتبات:في البيت وفي المؤسسة التعليمية وفي البلدية وفي ..ويجب أن يُشجِّعُ المعلمُ تلاميذَه على القراءة والمطالعة في كل مكان سواء في موضوعات تتعلق بدراستهم أو بدينهم أو بالثقافة العامة الواسعة. 103- وليكن المعلم قدوة صالحة لهم في هذا الذي يطلبه منهم,أي أنه يجب عليه أن يطالع باستمرار ليتعلم المزيد وليقدم للتلاميذ باستمرار الجديد.ولا يجوز له أبدا أن يحتج بكونه كبير ومثقف وواعي وصاحب شهادة عالية وتجربة طويلة وواسعة,ولذا فلا يحتاج إلى زيادة معرفة وعلم!.إن هذه الحجة تدل على الجهل لا على العلم وتدل على الاستكبار لا على التواضع.إن المعلم يجب أن يكون شعاره ما دام حيا شعار رسول الله-ص-"رب زدني علما",وما زال العبد بخير ما دام يرى أنه يعرف شيئا وتغيب عنه أشياء,وأخطر الناس على الإطلاق رجل لا يعلم وهو لا يعلم بأنه لا يعلم.نسأل الله العافية. 104-اشرح- أيها المعلم-الدرس –أيا كانت طبيعته وفي أي طور من أطوار التعليم-بطريقة سهلة وواضحة ومبسطة. 105-اضرب الأمثلة من الواقع-في حدود الإمكان-لتسهيل مهمة الفهم على التلاميذ,ولتنتبه إلى أن ضرب الأمثلة عامل مساعد مهم جدا يزيد من إمكانية استيعاب التلاميذ للدروس ومن تعلقهم بمن يقدم هذه الدروس. 106-عليك أن تترك الفرصة الكافية للتلميذ حتى يفكر في حل التمرين أو الإجابة عن السؤال,واترك المبادرة في الجواب له هو بالدرجة الأولى وتول أنت التوجيه فقط. 107-عندما تكلف التلميذ بالصعود للسبورة قلل من التدخل–ما استطعت-في حل التمرين مع التلميذ,حتى يكون انتفاع التلميذ بالحل أعظم.صحيح أن الوقت بهذه الطريقة يمكن أن يضيع بدون أن ننتبه ويضيع على حساب التلاميذ,لكن على المعلم أن يحاول التوفيق بين المحافظة على الوقت من جهة وترك مبادرة الجواب والحل للتلميذ من جهة أخرى. 108-إذا أخطأ التلميذ فصَحِّح له الخطأ بدون تجريح ولا سخرية,واعلم أن المؤمن لا يجوز أن يكون سبابا ولا لعانا.وكلمات من المعلم مثل" أنت حمار"و"أنت حيوان"و"أنت غبي وأحمق" و"من الذي لا يعرف أن يجيب على ما عجزت أنت عنه ؟!"و"الذي لم يدخل المدرسة نهائيا هو بكل تأكيد أعلمُ منك" و..غيرها كثير,كل هذه الكلمات لا يجوز أن تقال سواء من الناحية الشرعية أو القانونية أو حتى من ناحية الذوق السليم. 109- قال رسول الله –ص-:"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ.فطوبى للغرباء",وغربة الإسلام في زماننا هي غربة متعددة الأوجه,والتي منها غربة المناهج التعليمية.إذا نصح المعلمُ أو الأستاذ تلاميذَه بأن يعيشوا مسلمين,وبأن يكون شعارُهم دوما هو قول الله عز وجل:"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين.لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين"قيل له في الكثير من الأحيان تلميحا أو تصريحا,بالترغيب أو بالترهيب: - أنت تعتبر نفسك المتدين الوحيد وتعتبر الناس كلهم كأنهم كفار! - أنت أستاذ في مادة كذا ولا دخل لك في الإسلام! - أنت معلم ولا علاقة لك بالتربية! - أنت لست نبيا ولا وصيا على التلاميذ! - أنت فوضوي ومشوش وإرهابي وأصولي,وقديما "أنت خوانجي"!. - أنت تُفسد عقول التلاميذ وتُكوِّن منهم متشددين ومتعصبين ومتزمتين وإرهابيين ! - أنت تستعمل الدين لأغراض سياسية !وهكذا… وأنا أنصح ثم أنصح المعلمَ من جهة أن يكون معلما معتدلا لا متعصبا ولا متزمتا,ومن جهة أخرى أن لا يستسلم للإرهاب الحقيقي ولا يخاف إلا الله,وعليه أن يعلم أنه بتربيته لتلاميذه يؤدي واجبا فرضه الله عليه وهو مأجور عليه بإذن الله,وهو كذلك يتصرف تصرفا يحميه قانون وزارة التربية في بلادنا مهما كان في هذا القانون من عوج.إننا نقول ونتأسف جدا لما نقول,بأن وضع التعليم في بلادنا لا يوجد له مثيل في جميع بلاد العالم إلا في بلادنا العربية والإسلامية,حيث أن التعليم في كل بلاد العالم حتى في بلاد "الواق واق"هو وسيلة لصياغة عقل الأمة ولبناء شخصيتها وإدراك هويتها بحيث تـتمشى فلسفته ومناهجه بل وطرق تدريسه، تتمشى مع الرؤية المهيمنة لهذه الأمة لأنه أداة صنع مستقبل الأمم من خلال صياغة عقول أبنائه.أما في بلادنا التائهة الباحثة عن هويتها والتي لا تكاد تجدها,فإن التعليم هو أشد الأمور تعبيرًا عن هذا الضياع الذي نعيشه,فنرى أشكالاً وألوانًا للتعليم وصوره: * منها ما هو إسلامي ولكنه يقع في التناقض بين ما يحاول أن يربي عليه تلامذته وبين واقع المجتمع البعيد تمامًا عما يسمعه ويراه هؤلاء التلاميذ،فيقع هؤلاء في التناقض إذا ما خرجوا للمجتمع. * ومنها ما هو لائكي علماني يُبعد الدين عن التعليم كما يبعده عن السياسة,وفي ذلك من الشر ما فيه.وفي هذا الإطار يحاول حاليا"حزب فرنسا"أن يلغي مثلا التربية الإسلامية من مناهج التربية والتعليم في بلادنا لأنه يرى أنها السبب في تخلفنا وفي نشأة ما يسمى بالإرهاب في الجزائر وفي العالم.يحدث هذا في الوقت الذي كنا ننتظر أن يُزاد من الحجم الساعي المخصص للعلوم الإسلامية في كل المستويات وفي كل الشعب وأن يُرفع معامل هذه المادة في المتوسط والثانوي.كما يحاول هذا الحزب أن يقدم تدريس اللغة الفرنسية إلى السنة الثانية كخطوة أولى بطبيعة الحال في انتظار تقديمها إلى السنة الأولى بعد ذلك جنبا إلى جنب مع أختها العربية!.وفيما بعد يمكن(ولِمَ لا ؟!)أن تقدم الفرنسية على العربية على اعتبار أن العربية لغة التخلف وأن الفرنسية-لا الإنجليزية-هي لغة التقدم وهي لغة العلم والتكنولوجيا حاليا!. 110- حاول أيها الأستاذ أن لا تنظر إلى الكراس أو الكتاب أثناء تقديم الدروس داخل القسم وأمام التلاميذ, إلا إذا اضطررت إلى ذلك.وليكن اعتمادك على الله أولا ثم على نفسك وفهمك. 111- يمكن للأستاذ في المتوسط أو الثانوي أن يراقب كراريس التلاميذ بين الحين والآخر,إن وجد الوقت الكافي.وعليه أن يعطي على ذلك علامات خاصة للتلاميذ,ويجازي من أحسن الاهتمام بالكراريس ويعاقب بالطريقة المناسبة من أساء. 112- لا يجوز للمعلمة أن تميز بالتنقيط بين تلميذة متحجبة وأخرى متبرجة,وذلك تحقيقا للعدل بين التلاميذ ما أمكن من جهة,وحتى يُلبَس الحجابُ من جهة أخرى لوجه الله أولا وأخيرا لا من أجل المعلمة أو من أجل علامة. والله الموفق والهادي لما فيه الخير. نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما-اللهم آمين وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه-. نصائح للمعلم والأستاذ أو إلى من كاد أن يكون رسولا