كتابة "إذن" و 'إذا'

الموضوع في 'لسان العرب' بواسطة سفير اللغة و الأدب, بتاريخ ‏5 مايو 2011.

  1. [​IMG]

    تستخدم
    " إذَنْ " المنتهية بالنون إذا نَصَبتِ الفعل المضارع بعدها .
    مثال : [ سأزوركم إذَنْ سنكرمَك]
    و
    نستخدم " إذاً " المنتهية بألف إذا لم تَنصِب الفعل المضارع بعدها
    أو إذا لم يأتِ بعدها فعل مضارع .
    مثال : [ إنْ تُكثر من اللعب ، إذاً تُتّهمُ بالإهمال]
    مثال آخر : [ أنتَ كرمتني ، فأنا إذاً مدين لك ]
    ملاحظة : هذه بعض المعلومات جمعتها أتمنى أن تنتفع بها في هذا المقام :
    " كتابةُ ( إِذَنْ ) بالنون([1]) :
    نَقَلَ الجاربرديُّ ([2]) ، والسُّيوطيُّ ([3]) أنّ الزَّنجانيَّ يرى كتابةَ ( إِذَنْ ) بالنُّونِ .
    والنَّحويون قد اختلفوا في رَسْمِ ( إِذَنْ ) بالنُّونِ أو بالتَّنوينِ ، والوقفِ عليها على الآراء الآتية :
    الرأي الأول : وهو كتابتها بالألف ،
    ومن حججهم :
    1 . أنّها تشبهُ النونَ الخفيفةَ والتنوينَ ، في نحو : ﴿ لَنَسْفَعاً بِالنّاصِية ﴾
    2 . أنّها تُشْبِهُ نونَ ( لَدُن ) التي تُبْدَلُ أَلِفاً .
    3 . أنّ الوقفَ عليها يكونُ بالألفِ .
    4 . أنَّ رَسْمَ المصاحِفِ على كَتْبِها بالألف .
    قال به ابنُ قتيبة ([4])، وابن مالك في التسهيل ([5]) ، وابن هشام ([6]).
    ونُسِبَ هذا الرأيُ إلى المازنيّ ، كما نَقَلَهُ عنه أبو حيان في شرح التسهيل ([7]) ، ونَقَلَهُ عنه أيضاً المالقيُّ([8]). وفي نِسبته إليه اضطرابٌ سيأتي بيانُه.
    قال الرُّمانيُّ([9]) : وهو الاختيارُ عند البصريين .
    الرأي الثاني : وهو كتابتها بالنون ،
    ومن حججهم :
    1 . أنّ النونَ فيها أصليّةٌ كنونِ ( عَنْ ) و ( مَنْ ) و ( أَنْ ) .
    2 . أنّها في الأصلِ مركّبةٌ من ( إِذْ ) و ( أَنْ ) ، ونُونُ ( أَنْ ) لا تُبْدَلُ . وهو قولٌ عن الخليلِ([10]) .
    3 . أنّها حرفٌ ، والحروفُ لا يدخلها التنوينُ ،وهذه حُجَّةٌ قويَّة ؛ لأنّها حرفُ جوابٍ وجزاءٍ .
    قال به المبرّدُ ، ونُسِبَ إليهِ أنّه قالَ : ( أَشتهي أنْ أكوي يَدَ مَنْ يكتب ( إِذَنْ ) بالألف ) ([11]) .
    وقال به أيضاً ابنُ درستويه ([12])، والزَّنجانيّ وابنُ عُصفور .
    ونُسبَ هذا الرأي أيضاً إلى المازنيِّ كما نَقَلَهُ عنه الرَّضي ([13])، والمراديّ ([14]) ، وابنُ هشام([15]) .
    قال المرادي : وفي نِسبةِ هذا الرَّأي للمازنيّ نظرٌ ؛ لأنّه إذا كان يرى الوقفَ عليها بالنُّونِ كما نُقِلَ عنه فلا ينبغي أنْ يكتبها بالألفِ .
    قال الرُّمانيّ : وهو الاختيار عند الكوفيين .

    الرأي الثالث : أنّها إذا أُلغيت عن العملِ كُتِبَت بالألفِ ؛ لضعفِها . وإذا أُعملت ونَصَبتِ الفِعْلَ بعدَها كُتبت بالنونِ ؛ لقُوَّتِها .
    وهو رأيُ الفرّاء([16]) .
    الرأي الرابع : أنّها إنْ وُصلت في الكلامِ كُتِبَتْ بالنُّونِ ، عَمِلَت أم لم تَعْمَل ، كسائِرِ الحروف ، وإذا وُقِفَ عليها كُتِبَتْ بالألِفِ ؛ لأنّها إذ ذاك مُشَبَّهَةٌ بالأسماءِ المنقوصة في عَدَدِ حروفِها ، وأنّ النُّونَ فيها كالتنوينِ ، وأنّها لا تَعْمَلُ في الوقفِ مُطْلَقاً .
    وهو رأيُ المالقيّ واختيارُه ([17]) .
    والمتأمّل في عبارة الزّنجاني ([18]) يجد أنّه لم يُخَطِّئْ كتابَتَها بالألف ، بل أجازَ الوجهين ، وألزم من يريدُ كتابتها بالألف أنْ يُنوِّنَ بالشَّكْلِ .
    وقد وجدتُ الزّنجانيّ كَتَبَها بِخَطِّ يَدِهِ في ( الكافي ) غيرَ مَرَّةٍ بالألف ( إذاً ) ، ووَضَعَ لها تنويناً ، عِلْماً بأنّه قال : (( لكن الأَوْلى أن تُكْتَبَ بالنون ... )) ، فوافَقَ الكوفيين في رأيِهِ ، ووافَقَ البصريين في استخدامِهِ ، ولعلَّ سبب ذلك أنّه أراد مُجاراةَ كُتَّابِ عَصْرِهِ آنذاك ، إذ لاحظْتُ أنّه - في مسائل فصل الهجاء - يلتزمُ الكتابةَ الشّائعةَ المشهورةَ . والله أعلم .
    ([1]) يُنظر النص المحقق 546 .
    ([2]) شرح الشافية 374 .
    ([3]) همع الهوامع 2 : 232 .
    ([4]) أدب الكاتب 248 .
    ([5]) يُنظر همع الهوامع 2 : 232 .
    ([6]) المغني 31 .
    ([7]) يُنظر همع الهوامع 2 : 232 .
    ([8]) رصف المباني 155 .
    ([9]) يُنظر حروف المعاني للزجّاج 6 .
    ([10]) يُنظر الجنى الداني 363 .
    ([11]) يُنظر الجنى الداني366 .
    ([12]) كتاب الكِتَاب 90 .
    ([13]) شرح الشافية 3 : 318 .
    ([14]) الجنى الداني 365 .
    ([15]) المغني 31.
    ([16]) هكذا نقل عنه ابن قتيبة في أدب الكاتب 249 يقول : « قال الفرّاء : ينبغي لمن نصبَ بـ( إذن ) الفعلَ المستقبلَ أن يكتبها بالنون ، فإذا توسّطت الكلامَ ، وكانت لغوًا ، كتبت بالألف ». وعلى النقيض من ذلك ما نقله ابنُ هشام عن الفرّاء « أنّها إنْ عملت كتبت بالألف ، وإلّا كتبت بالنون؛ للفرق بينها وبين (إذا) الشرطية والفجائية ، وتبعه ابنُ خروف » . المغني 31 . ونلحظُ هنا تضارب النقل عن الفرّاء بين ابن قتيبة وابن هشام ، والله أعلم بالصواب .
    ([17]) رصف المباني 155 .
    ([18]) يُنظر النص المحقق 546 .
    منقول من كتاب ( الكافي في شرح الهادي للزنجاني - قسم التصريف / الدراسة ص 32 ) .
    - ( الكافي في شرح الهادي للزنجاني 660 هـ - قسم التصريف ) تح: أنس بن محمود فجال ، رسالة ماجستير من جامعة صنعاء ، كلية اللغات ، قسم اللغة العربية والترجمة ، 2005 م .


     
  2. خالد الإدريسي

    خالد الإدريسي عضو متميز

    [​IMG]
     
  3. معهد

    معهد عضو نشيط

مشاركة هذه الصفحة