بغيَة الطلب في تاريخ حَلب

الموضوع في 'تاريخ الإسلام والعالم' بواسطة باسم محمد, بتاريخ ‏2 مايو 2009.

  1. باسم محمد

    باسم محمد عضو وفيّ

    ابن العديم وكتابه بغيَة الطلب في تاريخ حَلب ـــ د. سهيل زكار
    عرفت ابن العديم للمرة الأولى عام 1961، وكنت آنئذ طالباً في قسم التاريخ في جامعة دمشق، وقد عرفته آنذاك من خلال كتابه "زبدة الحلب من تاريخ حلب"، ثم مرت الأيام فأوفدت لتحضير الدكتوراه في جامعة لندن، وهناك جعلت موضوع أطروحتي البحث في تاريخ إمارة حلب خلال القرن الخامس للهجرة /الحادي عشر للميلاد، ولدى شروعي بالعمل وجدت أن أهم مصادري المتوفرة هو كتاب "زبدة الحلب"، وعدت إلى هذا الكتاب فتعرفت من جديد على محتوياته، وبدأت معرفتي بابن العديم تتأكد وتتأصل، ومن خلال البحث عرفت من مقدمة محققه المرحوم الدكتور سامي الدهان له، أن لابن العديم عدداً من المؤلفات أهمها كتاب اسمه "بغية الطلب في تاريخ حلب"، وقد تحدث الدكتور الدهان عن هذا الكتاب ونسخه الخطية وجاء في ثنايا هذا الحديث قوله: "ولن نفيض في وصف هذه النسخ هنا، ولن نبسط طريقتنا في التعرف إليها وترتيبها، وإنما نحيل القارئ إلى الجزء الأول من "بغية الطلب"، فنحن نطبعه في القاهرة المعزية، ونصدره بدراسة مطولة يدرك معها القارئ سبب سرورنا، ومبلغ سعادتنا في تسلمها جميعاً في القرن الرابع عشر كما ذكرها السخاوي في القرن العاشر"، [ص: 55].‏
    وبحثت عن كتاب بغية الطلب في مكتبة المعهد فلم أجده وعجبت للأمر، خاصة أن هذا حدث معي عام 1967، أي بعد مرور ما يزيد على ست عشرة سنة على نشر المجلدة الأولى من كتاب زبدة الحلب.‏
    وبعد بحث طويل تأكد لدي أن الكتاب لم ينشر، ولم يدفع قط لمطبعة، وهنا أخذت أبحث عنه فوجدت المرحوم الأستاذ الطباخ يذكره في كتابه "أعلام النبلاء"، إنما يبين بأمانة أنه لم يره إنما سمع بوجوده في استانبول.‏
    وتبعاً لهذا يممت وجهي شطر استانبول، وأخذت أبحث عن الكتاب وعن مصادر إضافية أعود إليها أثناء البحث في موضوع أطروحتي، وفي استانبول عرفت بوجود عشر مجلدات من هذا الكتاب جميعها بخط المؤلف، وهي موزعة على ثلاث مكتبات، وتمكنت من الحصول على مصورة لهذه المجلدات.‏
    وبعد عودتي إلى لندن عرفت أن بين محتويات مكتبة المتحف البريطاني مجلداً من كتاب بغية الطلب، وأن المكتبة الوطنية في باريس تحوي أيضاً واحداً من أجزاء الكتاب كما أن مكتبة المرحوم داود جلبي في الموصل فيها أحد أجزاء الكتاب، ولدى البحث والمقارنة تبين لي بأن هذه الأجزاء ليست بخط المؤلف وأن محتوياتها موجودة بين الأجزاء العشرة التي صورتها من مكتبات استانبول.‏
    وفي لندن قرأت أجزاء كتاب بغية الطلب وتعرفت إلى محتوياتها، فأدركت مدى أهمية هذا الكتاب وأهمية محتوياته ليس كمصدر لتاريخ شمال بلاد الشام بل كمصدر أساسي لتاريخ بلاد الشام جنوباً وشمالاً ثم تاريخ الإسلام بشكل عام، وأنه تبعاً لهذا ينبغي نشره.‏
    وبعد عودتي إلى دمشق أخذت أخطط لنشر المجلدات العشرة الموجودة من كتاب البغية، وتأكد لدي أنه لا يوجد في العالم غيرها، ومعروف أن ابن العديم كان قد وضع خطة لكتابة مصنفه هذا في أربعين مجلدة، إنما لا ندري هل تمكن من كتابة مسودة هذه المجلدات جميعاً، أم أن المنية حالت بينه وبين ذلك، ثم نحن لا ندري الآن ماذا تحتل المجلدات الموجودة من حجم الكتاب الأصلي، لأنها في وضعها الحالي هي على غير الحال التي كانت عليه حين صنفها ابن العديم: "أوراقها مدشوته" وقد أخذ كل جزء من أجزائها مكاناً غير مكانه، ويعني هذا أنها كانت قبل سفرها الأخير عبارة عن مجموعة من الأجزاء والأوراق، وأن الذي تولى تسفيرها لم يكن من ذوي العلم والدراية...‏
    ليس في نيتي القيام بوصف هذه المجلدات العشر بشكل مسهب في هذا البحث، بل إنني سأدع ذلك كله إلى بحث متكامل أصنعه عن ابن العديم وعن كتابه بغية الطلب، وسأقوم –بعونه تعالى –بإلحاق هذا البحث بفهارس الكتاب العامة وذلك بعدما أفرغ من نشره.‏
    ومن حسن الحظ أن الموجود من كتاب بغية الطلب فيه المجلدة الأولى مع المجلدة الأخيرة منه، وهذا سيمكننا من التعرف على الخطة العامة للكتاب، وهي خطة اقتبسها ابن العديم من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، فقد وقف ابن العديم المجلدة الأولى من الكتاب على الحديث عن فضائل شمالي بلاد الشام مع وصفها الجغرافي وأخيراً أخبار فتوحها على أيدي المسلمين، وبعد ذلك أخذ يترجم لأعلام شمال بلاد الشام ممن ولد هناك أو مرَّ أو سكن أو...، على حروف المعجم ولم يقتصر على أعلام حقب تاريخ الإسلام بل تناول أعلام ما قبل الإسلام مثل الفيلسوف أرسطو وسواه.‏
    ويختلف عمل ابن العديم عن عمل "أستاذه" ابن عساكر، كاختلاف مهنتيهما مع سيرة حياتهما، فابن عساكر كان محدثاً أولاً وآخراً، وابن العديم كان سياسياً وريث أسرة أرستقراطية جمعت بين العلم والقضاء والحكم السياسة والتجارة والنشاط الزراعي.‏
    بعد هذا كله أرى من الأحسن التعرف على الملامح العامة لحياة ابن العديم ومن ثم نعود إلى الحديث عن كتابه بغية الطلب.‏
    أن مصدرنا الأول والأساسي عن حياة ابن العديم مع تاريخ أسرته هو كتاب بغية الطلب، حيث ضمنه العديد من تراجم أفراد أسرته، كما تحدث هنا وهناك عن نشاطات رجال أسرته في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للقسم الشمالي من بلاد الشام، وبالإضافة إلى هذا المصدر الأساسي نجد ياقوتاً الحموي صديق ابن العديم يذكر أنه اعتمد في ترجمته له على كتاب اسمه "الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة"، وقال ياقوت: "أنا سألته جمعه فجمعه لي، وكتبه في نحو أسبوع، وهو عشرة كراريس؟.‏
    وابن العديم هو الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله.... بي أبي جرادة، وقد ولد في مدينة حلب في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة للهجرة، وعندما بلغ السابعة من عمره حمل إلى المكتب للدراسة، وهناك ظهرت استعداداته مما بشر بنبوغه المبكر، وقد كان نحيف البنية لذلك عني به أبوه عناية كبيرة، فحدب على رعاية صحته، وسهر على تربيته وتعليمه، ونظراً لمنزلة والده ولما تمتعت به أسرته من مكانة نال ابن العديم حظه وافياً من معارف عصره الدينية والدنيوية، ويروى بأن أباه حضه على إتقان قواعد الخط، ذلك أنه أي الأب –كان رديء الخط، فأراد أن يجنب ابنه هذه الخلّة، ونجح في هذا المجال نجاحاً كبيراً للغاية، وقد وصف ياقوت إتقان ابن العديم لقواعد الخط العربي بقوله: "وأما خطه في التجويد والتحرير والضبط والتقييد فسواد مقلة لأبي عبد الله بن مقلة، وبدر ذو كمال عند علي بن هلال"، ويؤكد شهادة ياقوت هذه المجلدات العشرة من كتاب بغية الطلب التي وصلتنا بخط ابن العديم، حيث نرى فيه واحداً من ألمع النسَّاخ في تاريخ العربية وأكثرهم ضبطاً وبراعة وأمانة ويقظة ودراية.‏
    وفي باب العناية في إنشاء ابنه وتثقيفه صحب أحمد بن هبة الله ولده عمر في رحلاته وأسفاره، حيث زار دمشق أكثر من مرة كما زار بيت المقدس ورحل إلى العراق والحجاز.‏
    وعندما بلغ سن الشباب وجد ابن العديم السبل أمامه كلها مفتوحة لمستقبل لامع، وكان لمواهبه وثقافته وأسرته الفضل الأكبر في تحقيق نجاحاته، وهنا يحسن التوقف قليلاً للتعرف إلى أسرة ابن العديم، وذلك قبل متابعة الحديث عن مراحل حياته:‏
    [COLOR=green]يعرف الجد الأعلى للصاحب كمال الدين باسم ابن أبي جرادة، وكان صاحباً لأمير المؤمنين على بن أبي طالب، ينتسب إلى ربيعة من عُقيل إحدى كبريات قبائل عامر ابن صعصعة العدنانية، وكان يقطن مدينة البصرة، وفي هذه المدينة عاش أولاد آل أبي جرادة وأحفادهم، وفي مطلع القرن الثالث للهجرة قدم أحد أفراد أسرة أبي جرادة إلى الشام في تجارة وكان اسمه موسى بن عيسى وحدث آنئذ أن ألمَّ بالبصرة طاعون، لهذا قرر موسى البقاء في الشام، واستوطن مدينة حلب، وفي هذه المدينة التي كانت عاصمة شمال بلاد الشام، ومفتاح الطريق إلى العراق وبلاد المشرق الإسلامي مع آسية الصغرى والأراضي البيزنطية، فيها خلف موسى بن عيسى أسرة نمت مع الأيام عدداً ومكانة وثروة وشهرة، وتملكت هذه الأسرة الأملاك، كما ساهمت في جميع ميادين الحياة في حلب من سياسة وعلم وقضاء وإدارة وتجارة وغير ذلك، وبهذا غدت أسرة آل أبي جرادة من أبرز أسر حلب، وظلت هكذا حتى حل بحلب الدمار على أيدي جيوش هولاكو، كما ظلت محتفظة باسمها ذاته طوال تاريخها، إنما في القرن الأخير من حياتها كسبت اسماً إضافياً، أخذ رويداً رويداً يعم في الاستعمال أكثر من الاسم الأصيل، لكنه لم يلغه، وكان الاسم الجديد هو "العديم"، ونحن لا نملك تعليلاً لسبب هذه التسمية، فقد قال ياقوت:‏ [/COLOR]
    [SIZE=5][COLOR=green]"سألته أولاً لمَ سميتم ببني العديم؟ فقال: سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه، وقال: هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون بهذا".‏ [/COLOR][/SIZE]
    [B][SIZE=5][COLOR=green]ودانت أسرة ابن أبي جرادة بالتشيع حسب مذهب الإمامية، وظلت هكذا حتى بدأ التشيع بالانحسار في حلب، وذلك منذ النصف الثاني للقرن الخامس /الحادي عشر، هذا وإن كنا لا نعرف بالتحديد تاريخ أخذ هذه الأسرة بمذاهب السنة أمكننا أن نقدر ذلك، بحكم سقوط سلطة الشيعة في حلب مع عصر السلطان السلجوقي ألب أرسلان [وهو أمر بحثته بالتفصيل في كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية] ونظراً لعلاقات أسرة آل أبي جرادة الخاصة مع سلطات حلب، لا بد أن الحال اقتضى المسايرة والتحول إلى السنة، ولربما حسب المذهب الحنفي.‏ [/COLOR][/SIZE][/B]
    [FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وفي عودة نحو سيرة الصاحب كمال الدين نجده يحدثنا بأن والده خطب له وزوجه مرتين، فقد أخفق في الزواج الأول، لذلك طلق زوجته وتزوج ثانية بابنة الشيخ الأجل بهاء الدين أبي القاسم عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله –المعروف بالعجمي، وكان شيخ أصحاب الشافعي ومن أعظم أهل حلب منزلة وقدراً وثروة ومكانة سياسية ودينية واجتماعية، ومن زواجه الثاني رزق الصاحب كمال الدين أولاده، ولم يمت والده حتى كان ابنه أحمد طفلاً يدب على الأرض، ويمكننا التعرف إلى هذا الابن من خلال استعراضنا لكتاب بغية الطلب حيث سمع الكتاب على أبيه وقام بعد وفاة والده باستدراك بعض المواد التي حالت المنية بين والده وبين تدوينها في كتابه، فمن المقرر أن ابن العديم مات دون أن يقوم بإعادة النظر في مؤلفه "بغية الطلب"، ولم يقم بتبييضه، والذي وصلنا هو مسودة الكتاب، إنما نظراً لبراعة المؤلف وحسن طريقته وجودة خطه، نرى أن مكانة الكتاب وأهميته هي هي، ذلك أن أهمية الكتاب نابعة مما حواه من مواد تاريخية نهلها ابن العديم من وثائق ومصنفات غيبها الزمن عنا، فابن العديم كان مصنفاً ممتازاً ولم يكن "مؤرخاً" حسب مصطلحات أيامنا هذه، فهو قد جمع في كتابه المواد الإخبارية ونسقها، لكنه لم يحاول تعليلها ومعالجتها كما يفعل الباحث في التاريخ في جامعات أيامنا هذه..‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT]
    [FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]ومنذ أن بلغ الصاحب كمال الدين سن الشباب أخذ يشارك في الحياة السياسية والعلمية لمدينة حلب، فقد كان يحضر مجلس الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب –فيكرمه ويقربه عليه أكثر من إقباله على غيره، رغم صغر سنه، وفي ذي الحجة سنة ست عشرة وستمائة ولِّي ابن العديم أول عمل رسمي، لقد ولي التدريس في مدرسة شاذبخت وكانت من أجلّ مدارس حلب وأرقاها كل "هذا وحلب أعمر ما كانت بالعلماء والمشايخ، والفضلاء الرواسخ، إلا أنه رؤي أهلاً لذلك دون غيره، وتصدر، وألقى الدرس بجنان قوي، ولسان لوذعي، فأبهر العالم وأعجب الناس" [ياقوت: 16 /44]، ويبدو أنه تولى بعد هذه المدرسة التدريس بالمدرسة الحلاوية، التي كانت أجل مدارس حلب، وهي مدرسة ما زالت قائمة حتى الآن، تعلو واحدا من جدرانها لوحة حجرية كتبها ابن العديم بخطه.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT]
    [U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]ومع مرور الأيام علت مكانة ابن العديم، فسفر عن ملوك حلب إلى ملوك الدول المجاورة في بلاد الشام والجزيرة وآسية الصغرى، وإلى سلاطين القاهرة وخلفاء بغداد، وكانت خزائن كتب ووثائق كل بلد زارها تحت تصرفه، فنهل منها ما لم ينهله سواه، وأودع جلَّ ذلك في كتابه بغية الطلب، ومن هذه الزاوية يمكن أن نرى أهمية هذا الكتاب، ومن ناحية أخرى يمكننا أن نرى المدى الذي وصلت إليه خزائن المشرق العربي قبيل وقوع الطامة الكبرى على يد المغول بسنوات.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وفي كل مكان زاره ابن العديم كان يلقى الحفاوة من رجال السلطة، وكان بنفس الوقت يلتقي بالعلماء وشيوخ العصر فيأخذ عنهم، ولقد أودع ما أخذه عن علماء عصره وما رآه من أحداث أو شارك به، أودعه في كتابه بغية الطلب، حتى غدا هذا الكتاب أشبه بمنجم للمعلومات لا ينضب معينه.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وظل نجم ابن العديم يصعد في سماء السياسة في حلب وسواها حتى وصل إلى مرتبة الوزير، ولكن مشاغل السياسة والحياة العامة لم توقف العمل الفكري ولم تعطله، وهكذا صنف ابن العديم عددا كبيراً من الكتب، غلب على معظمها سمة التاريخ، ولعل أشهر كتبه "كتاب زبدة الحلب من تاريخ حلب" و"كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتحري عن أبي العلاء المعري"، وكتابنا الذي نتحدث عنه اليوم، وقد طبع كتاب الزبدة في أجزاء ثلاثة في دمشق، أما كتاب "الإنصاف" فقد طبعت قطعة منه للمرة الأولى بحلب ثم أعيد طبعها في القاهرة، وأقول قطعة ذلك أن الكتاب لم يصلنا كاملاً بشكل مباشر.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وعندما قلت بشكل مباشر أردت أن أقول بأن الكتاب وصلنا بشكل غير مباشر، فواحد من أحفاد ابن العديم ممن عاش بعد جده في القاهرة، صنف كتاباً حول القاضي الفاضل دعاه باسم "سوق الفاضل في ترجمة القاضي الفاضل"، وتوجد من هذا الكتاب نسخة خطية في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، وفي ثنايا الكتاب ورد في إحدى رسائل القاضي الفاضل بيت من شعر المعري، وأراد حفيد ابن العديم أن يعرِّف بالمعري، فقال قال جدي في كتابه الإنصاف والتحري، وأثبت نص الكتاب بكماله، ويوجد هذا الكتاب مصوراً على شريط في معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]ويعود سبب انتقال ابن العديم إلى القاهرة، إلى تعرض مدينة حلب إلى الدمار سنة 657ه‍ على يد جيوش هولاكو، وكان ابن العديم غادر مدينته إلى دمشق، ثم منها إلى غزة فالقاهرة، ويبدو أنه عاد بعد عين جالوت إلى دمشق، وربما أراد التوجه إلى حلب، أو توجه إليها فعلاً ليعاين الدمار الذي لحقها، وفي أثناء ذلك عرض عليه هولاكو منصب قاضي حلب، فرفض، وعاد إلى القاهرة، حيث أمضى بقية حياته، وقد وافته منيته في مصر في العشرين من جمادى الأولى سنة ستمائة وستين للهجرة.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]إن التشتت الذي لحق بابن العديم في سنوات حياته الأخيرة، ثم ما آلت إليه الحال في بلاد الشام، قد ترك أبعد الآثار على مكتبة ابن العديم مع مؤلفاته، وخاصة كتابه "بغية الطلب"، فإذا قبلنا فرضاً بأن ابن العديم قد أنجز تسويد مؤلفه، من المؤكد أنه لم يتمكن من تبييضه وبالتالي لم تقم أمام الكتاب الفرصة لنسخه وتداوله.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]إن من يقرأ بعض المتبقي من كتاب "بغية الطلب" يدرك عظمة ابن العديم، فيرى فيه أعظم مؤرخ أنجبته بلاد الشام بلا منازع، وبلا شك عَلَماً بارزاً للغاية بين أعلام فن التأريخ الإسلامي، ومن هذا المنطلق رأيت من المتوجب العمل في سبيل تحقيق الكتاب ونشره، وبالفعل فرغت عام 1972 من تحقيق المجلدة الأولى من الكتاب، وشرعت في العمل في المجلدة الثانية، وأخذت أبحث عن ناشر يتعهد نشر الكتاب وتوزيعه ضمن شروط تصون الكتاب وتبعده عن طرائق الوراقين في النشر، فلم أوفق، وكانت القضية بحاجة إلى مساعدة من جهة حكومية أو غير حكومية، ولقد رأيت في المبادرات التي تمت تجاه تاريخ ابن عساكر ما يشجع، إنما بعد اطلاعي على التجربة، ملت نحو عدم طلب المساعدة الحكومية، فأنا شخصياً أرى في التراث شيئاً مقدساً، إنه يحوي النتاج الفكري لأمتي خلال أجيال وهذا النتاج جزء من الماضي، ولا يجوز أن نطلب من الماضي أكثر من الماضي، وإنه لإثم عظيم أن يُسيَّس تراثنا، وإنه لكفر ما بعده كفر أن يلقى التراث المعاملة التي يلقاها الآن من الوراقين ومن أنصاف المتعلمين فالذي يحل بالتراث الآن على أيديهم أعظم شناعة من جريمة هولاكو وجنده.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]***‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]توجد مخطوطة المجلدة الأولى من كتاب "بغية الطلب" في خزانة جامع أيا صوفيا باستانبول وهي نسخة فريدة بالعالم، لا نعرف بوجود نسخة أخرى عنها، وجاءت هذه النسخة –كما سلفت الإشارة –بخط المؤلف، وتحوي مائتين وإحدى وعشرين ورقة من الكتاب، ألحق بها بضع أوراق عليها ملاحظات وتمليكات كتبت بشكل أخص من قبل متملك النسخة الأخير في القرن التاسع للهجرة واسمه محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحموي الحنفي، وسألحق نصوص هذه الملاحظات والتمليكات بهذه المقدمة.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]إن النسخة التي بين أيدينا هي بلا شك تشكل المجلدة الأولى من كتاب بغية الطلب حسب خطة المؤلف، وحسب الموجود بين أيدينا الآن، وهذا أمر لا نستطيع تقريره بالنسبة للمجلدات الأخرى من الكتاب اللهم إلا بالنسبة للمجلدة الثامنة من مجلدات مكتبة أحمد الثالث باستانبول، حيث أعتقد أنها تحوي نص المجلدة الأخيرة من الكتاب، أي المجلدة الأربعين إذا صح خبر تصنيف ابن العديم لكتابه في أربعين مجلدة.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وقد وصلتنا نسخة المجلدة الأولى ناقصة الأول والآخر، فُقد من أولها جزء واحد فيه ما لا يقل عن عشر أوراق، ولا بد أنه حوى خطبة الكتاب مع بداياته، هذا ومن الصعب تحديد كمية الأوراق الناقصة من آخر المجلدة، إنما يخيل لي أنها ليست كثيرة، ربما تماثل ما نقص من المطلع تقريباً.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]هذا ولم تكن مشكلة النقص هي المشكلة الوحيدة التي أصابت هذه المجلدة، بل –كما سبق وأشرت –اضطربت أجزاء الكتاب وتداخلت الأوراق، ولقد قمت بإعادة ترتيب أوراق هذه المجلدة، بشكل متيقن من صحته، إنما باستثناء ورقة واحد لم أهتد إلى مكانها لذلك ألحقتها بآخر الكتاب، والذي مكنني من إعادة ترتيب الكتاب هو الترابط بين الموضوعات، علماً بأن ابن العديم لا يستخدم "الرقاص" في نهاية الصفحات، يضاف إلى ذلك أن ابن العديم سمع الكتاب من أولاده، وتم السماع عبر عدة مجالس، وكان من حسن الحظ أن قام المؤلف بتدوين تاريخ كل مجلس سماع، ولقد مكن وجود التواريخ المتلاحقة من إعادة ترتيب الكتاب، ويكفي هنا أن نضرب بعض الأمثلة على حالة الاضطراب التي كانت مسيطرة على الكتاب، فالورقة رقم /1/ الآن كانت من قبل تحمل رقم /47/ ورقم /27/ الآن كانت من قبل تحمل رقم /37/ والورقة رقم /157/ كانت من قبل تحمل رقم /10/ وهكذا...‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وعلى العموم وصلنا كتاب بغية الطلب بحالة لا بأس بها، إنما لا بد من أن نشير إلى مسألة هامة، وهي أنه رغم جودة خط ابن العديم وضبطه، فقد كان من عادته الإقلال من استخدام التنقيط، وهذا الحال عبارة عن مزلقة كبيرة تقود إلى التصحيف، إن لم يتم العمل بحذر شديد مع الاستعانة بالمصادر اللازمة.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]لقد أنجزت تحقيق القسم الأعظم من مجلدات بغية الطلب، وقمت أثناء عملي بإعادة ترتيب أوراق كل جزء منها لأنها كانت "مدشوتة" وفي شتاء عام 1978 دفعت المجلدة الأولى للطباعة –في دار الفكر ببيروت –وأملي كبير بأن تخرج هذه المجلدة إلى السوق الشهر المقبل ليتم طبع المجلدة الثانية.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]ومرد تأخير طباعة هذه المجلدة غيابي السنوات الماضية في المغرب، لكن الآن وقد عدت مجدداً إلى دمشق الأمل عظيم بأن تتم أعمال طباعة هذا الكتاب العملاق خلال العامين المقبلين.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]إن المنهج الذي اتبعته في تحقيق كتاب بغية الطلب، استهدف أولاً ضبط نصه، وإخراجه بالصورة التي ابتغاها مؤلفه، مع الإقلال إلى أكبر الحدود من الحواشي، وفقط إثبات الضروري منها، هذا ومن الملاحظ أن ابن العديم نهل جلَّ مواد كتابه من مصادر متوفر بعضها والبعض الآخر هو في حكم المفقود، أو من المتعذر الوصول إليه، ولقد قمت بتخريج النصوص التي تمكنت من الوقوف على أصولها، ونبهت إلى الفوارق إن وجدت، ولقد تجلى لدي أثناء عمليات التخريج مدى دقة ابن العديم، وعلو أمانته، وخلصت إلى نتيجة هامة مفادها أن "نُقول ابن العديم" يمكن اتخاذها مرجعاً للضبط والتصحيح، ولا شك أن هذا يزيد من قيمة كتاب بغية الطلب وقيمة محتوياته.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]ولقد ارتأيت في البداية القيام بالتعريف بأصحاب المصادر التي نقل منها ابن العديم، ولكنني أقلعت عن ذلك، كيما لا أثقل الحواشي وأتجنب عمليات التكرار، ورأيت الاستعاضة عن ذلك أثناء وضع الفهارس العامة للكتاب، بوضع فهرس على قاعدة –الببلوغرافيا –أوضح فيه مصادر ابن العديم بذكر اسم المؤلف وسنة وفاته، مع اسم كتابه أو كتبه المنقول عنها مع موضوعات النصوص المنقولة، وأخيراً أرقام الصفحات والمجلدات التي جاءت فيها بعد طباعة كتاب البغية، وأملي كبير بأن يأتي هذا الفهرس كمفتاح عام للكتاب، وأن يكون فيه بعض التجديد بالنسبة لأعمال تحقيق النصوص خاصة الطويلة منها i.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]كتب ابن السابق الحموي بخطه عل الصفحة الأولى:‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]1-نوبة جمال غفرانه تعالى محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم أجمعين، بالقاهرة المحروسة في يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الآخر في سنة ست وخمسين وثمانمائة، أحسن الله عاقبتها في خير آمين.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]2-يقول كاتب هذه الأحرف فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد الحموي الحنفي عامله الله بلطفه الخفي: إنه يروي تاريخ حلب للصاحب كمال الدين عمر بن أحمد المعروف بابن أبي جرادة وبابن العديم عن الشيخ تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، مؤرخ الديار المصرية، عن ناصر الدين محمد الهواري الطبردار عن الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عن مصنفه الصاحب كمال الدين ابن العديم تغمدهم الله تعالى برحمته ورضوانه.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]3-وجاء أيضاً على الصفحة الثانية بخط ابن السابق:‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]1-عمر بن أحمد بن أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم محمد بن هبة الله ابن قاضي حلب أبي الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد ابن أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خُوَيلد بن عوف بن عامر بن عُقيل، الصاحب العلامة، رئيس الشام كمال الدين أبو القاسم الهواري العُقَيلي الحلبي، المعروف بابن العديم.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ستين وستمائة، وسمع من أبيه ومن عمه أبي غانم محمد، وابن طبرزد، والافتخار، والكندي، وابن الحرستاني، وسمع جماعة كثيرة بدمشق، وحلب، والقدس، والحجاز، والعراق، وكان محدثاً حافظاً، مؤرخاً صادقاً، فقيهاً، حنفياً، مفتياً، منشياً بليغاً، كاتباً مجوداً، درس وأفتى، وصنف وترسل عن الملوك، وكان رأساً في الخط المنسوب إليه بالنسخ والحواشي.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]أطنب الحافظ شرف الدين الدمياطي في وصفه، وقال: ولِّي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية، وله الخط البديع، والخط الرفيع، والتصانيف الرائقة، منها تاريخ حلب، أدركته المنية قبل إكمال تبييضه، وروى عنه الدواداري وغيره، ودفن بسفح المقطم بالقاهرة.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]قال ياقوت: سألته لم سميتم ببني العديم؟ فقال: سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه، وقال: هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون به، ولم يكن في نساء أهلي من يعرف بهذا، ولا أحسب إلا أن جدَّ جدّي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة مع ثروة واسعة، ونعمة شاملة –كان يكثر في شعره من ذكره العدم، وشكوى الزمان، فإن لم يكن هذا سببه، فلا أدري ما سببه.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]قال: ختمت القرآن ولي تسع سنين، وقرأت بالعشر ولي عشر سنين، ولم أكتب على أحد مشهور إلا أن تاج الدين محمد بن أحمد بن البورنطي البغدادي ورد إلينا إلى حلب، فكتبت عليه أياماً قلائل، لم يحصل منه فيها طائل، وله كتاب "الدراري في ذكر الذراري" جمعه للملك الظاهر، وقدمه إليه يوم ولد ولده الملك العزيز، وكتاب "ضوء الصباح في الحث على السماح" صنفه للملك الأشرف، وكتاب "الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة" وكتاب "في الخط وعلومه ووصف آدابه وطروسه وأقلامه" وكتاب "دفع التحري على أبي العلاء المعري" وكتاب "الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار".‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وممن كتب إليه يسترفده سعد الدين منوجهر الموصلي، وأمين الدين ياقوت المعروف بالعالم ومنوجهر ياقوت الكاتب الذي يضرب به المثل.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]وكان في بعض سفراته يركب في محفة تشدّ له بين بغلين، ويجلس فيها ويكتب، وقدم إلى مصر رسولاً، وإلى بغداد، وكان إذا قدم مصر يلازمه أبو الحسين الجزار، وله فيه مدائح.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]4‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]i -لقد ألحق بالمجلدة الأولى من الكتاب بضع أوراق فيها ملاحظات وتمليكات، ومعظم الملاحظات كتبت من قبل الجمال بن السابق الحموي، الذي كان من أصحاب السخاوي وقد أتى على ذكره في كتابه الإعلان بالتوبيخ (ص: 144. من مطبعة القدسي) ونظراً لأهمية هذه الملاحظات لأنها ارتبطت بترجمة لابن العديم ثم لتعلقها بفن التاريخ ولأنها حوت ترجمة قصيرة للشريف الإدريسي صاحب نزهة المشتاق الذي زار حلب فترجم له الصاحب كمال الدين ابن العديم: وقام ابن السابق بدوره بالاقتباس من هذه كما هو مرجح، يضاف إلى هذا أن ابن السابق ذكر في إحدى الملاحظات تلقيه الكتاب من المقريزي مؤرخ مصر الإسلامية، والمقريزي نهل من كناب ابن العديم ما شاء له القدر، لكن كما هي عادته لم يشر إلى الكتاب، فهو نادراً ما يشير إلى مصادره، وما يرد أحياناً في نصوصه من ذكر لبعض المصادر، ينبغي ألا يلتبس على القارئ، فالمصادر ليست مصادره، بل مصادر صاحب النص المنقول عنه، ووضح هذه الأمر لدي أثناء عملي في كتاب "المقفى" للمقريزي الذي شرع في تصنيفه أواخر حياته، وأراد أن يجعله مشابهاً لتاريخ دمشق وبحجمه، لكن المنية لم تسعفه، وعندي الآن نسخة مصورة من هذا الكتاب فيها خمس مجلدات، أربع منها بخط المقريزي وقد عملت في هذا الكتاب، ونشرت بعض مواده، وفي نيتي أن أنشر مزيداً من مواده قريباً فأعالج هذه المسألة بشكل أوفى.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic]
    [FONT=Simplified Arabic][U][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=5][COLOR=green]لهذا كله رأيت مفيداً إلحاق بحثي هذا بما دونه ابن السابق، ذلك لأنني أرى أن تكون أبحاث مجلة كمجلة التراث مقرون كل منها بنص تراثي.‏ [/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/FONT][/U][/FONT][FONT=Simplified Arabic][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
    [FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic]
    [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]

    يتبـــــع

    ضع الماوس على كلمه يتبع
     
  2. نور القمر

    نور القمر عضو فعال

    [​IMG]
     
  3. باسم محمد

    باسم محمد عضو وفيّ

    اختي نور القمر مرورك قد شرفني وزادني فخرا شكرا لك اختي جزاك الله الف خير
     
  4. الأميرة بلقيس

    الأميرة بلقيس عضو وفيّ

    شكرا على مجهودك الرائع اخي باسم
    ادعوا من اقسم بالفجر والليالي العشر ان يسعدك مدى العمر ويشفع فيك رسوله محمد عند الحشر واسآل الله لك في هذا اليوم حسنات تتكاثر وذنوب تتناثر وهموم تتطاير وان يجعل بسمتك سعاده وصمتك عباده وخاتمتك شهاده ورزقك في زياده
     
  5. باسم محمد

    باسم محمد عضو وفيّ

    اختي الاميره بلقيس لك بالمثل جزاك الله خيرا شكرا على مرورك الطيب دمت بالف خير ورضا من الله
     
  6. سارة

    سارة عضو متميز

    شكرا لك اخي باسم محمد على هاذا الموضوع القيم
    جزاك الله كل الخير و حفظك من كل شر
     
  7. باسم محمد

    باسم محمد عضو وفيّ

    اختي الكريمه ساره شكرا على مروروك نورتي صفحتي وفقك الله لما يحبه ويرضاه
     

مشاركة هذه الصفحة