الأسس السيكوفيسيولوجية للذاكرة

الموضوع في 'علم النفس' بواسطة أبو محمد ياسر إسلام, بتاريخ ‏24 ابريل 2011.

  1. أبو محمد ياسر إسلام

    أبو محمد ياسر إسلام طاقم الإدارة مشرف

    الأسس السيكوفسيولوجية للذاكرة



    المفاهيم:
    المعلومات:
    نوعا ما من الأخبار عن أي نظام بناؤه ووظيفته و التي يمكن وصفها من خلال النموذج .

    النموذج :
    عبارة عن نظام له بناؤه ووظائفه التي تعكس بناء ووظيفة النظام الحقيقي الأصلي .

    الذاكرة :
    عملية أختراقيه تظهر هنا و هناك ويتوقف عليها معظم نواتج السلوك الأنساني ولا يمكن أستمرار التعلم بدونها ويشير مصطلح الذاكرة إلي تلك الوحدة الترابطية البنائية للعديد من الأنشطة التي تعكس في أصولها كلا العمليات البيوفسيولوجية من جانب والعمليات النفسية من جانب أخر. ويتضمن نشأة أي فصل للذاكرة ثلاثة مراحل هي : التعليم ، تخزين المعلومات ، الاستخدام الواقعي للذاكرة .

    المبادئ :
    - تشكل الأثار المختلفة للعمليات العصبية الحادثة بالقشرة المخية وتكوينها بالنصفينى الكرويين الأصول الفسيولوجية لميكانيزمات التذكر.
    - تتأثر الذاكرة من فرد لأخر بنوع المعلومات و الشكل الذي تقدم فيه هذه المعلومات .

    يعرض هذا الفصل لكل من :
    تعريف الذاكرة ، مراحل نشأة أي فعل للذاكرة ( مرحلة التعليم ، مرحلة تخزين المعلومات ، مرحلة الاستخدام الواقعي للذاكرة ) ، أنواع الذاكرة ( ذاكرة الصور البصرية ، الذاكرة اللفظية المنطقية ، الذاكرة الحركية ، الذاكرة الانفعالية ) ، طرق ترابط المعلومات فـي الـذاكـرة
    (عن طريق العلاقات الوظيفية بين عناصر الموقف ، علاقات التشابه ، الارتباط بالتضاد ، الارتباط عن طريق الأثر ) ، وسائل قياس الذاكرة( الاسترجاع ، التعرف ، إعادة التعلم ) ، الميكانيزمات العصبية للتذكر ، عوامل بناء الذاكرة ( مادة التذكر، دور الممارسة ، الموقف ، الدافعة ، رد الفعل الانفعالي ، دور الخصائص الفردية للفرد ذاته بالنسبة للذاكرة ) ، نحو نموذج شامل لتوضيح الدافعية عمل الذاكرة .

    التطبيقات :
    فهم الأسس السيكوفسيولوجية للذاكرة تتيح الوقوف علي العمليات والميكانيزمات التي تكمن وراء عملية التذكر مما يسمح من وضع برامج نفسية تقوم علي أسس عملية لتحسين الذاكرة .

    تحديد أفضل الطرق والأساليب التي يجب أن يتبعها المتعلم لتحقيق أفضل كفاءه لعملية التذكر من خلال تنمية أساليب معينة لدي الدارس لتنظيم المعلومات ، وكذلك تنمية بعض المهارات العقلية التي تدعم كفاءة التذكر .

    وضع برامج عملية تربوية لتحسين وظائف الذاكرة وخاصة للمسنين – وذوى صعوبات التعلم .


    شرح الفصل


    مقدمة:
    إتضح لنا من الفصول السابقة أهمية التعلم من بناء وتنظيم العمليات النفسية كما وضحنا أهم الأسس الفسيولوجية للتعلم ومما سبق عرضه يمكن أن نستوضح أهمية التعلم بصفة عامة في بقاء النوع الإنساني ليستمر مسيطرا علي هذا الكون ، حيث إمتد نشاط السلوك المتعلم إلي جميع مجالات الحياة ولما كان المخ هو الذي يتعلم فعلا فإن المخ أيضا هو المسئول عن الذاكرة فلا ذاكرة بدون تعلم .
    - أين تذهب هذه المعلومات ؟
    - كيف تمثل هذه المعلومات ؟ أو بمعني أخر ما هي صورة وأشكال تشفير وإرسال المعلومات ؟
    - كيف تفقد هذه المعلومات ؟
    - كيف تسترجع هذه المعلومات ؟
    - ثم كيف تنقل هذه المعلومات ؟

    ولا يجب أن ننسي دائما أن الأساس الفسيولوجي للتعلم هو ذاته أساس الذاكرة فما هي الميكانيزمات العصبية و النفسية التي تكمن وراء إستقبال وتمثيل وإسترجاع وانتقال المعلومات! هل استطاع العلم أن يصل إلي نتائج ملموسة للإجابة علي هذه التساؤلات .
    إن أهم ناتج رئيسي من نواتج حدوث التعلم هو بناء الذاكرة الإنسانية ، والذاكرة الإنسانية تعتبر عملية إختراقية تظهر هنا وهناك ويتوقف عليها معظم نواتج السلوك الإنساني فلا يمكن استمرار التعلم بدون التذكر ولا يمكن أن نحيا بدون أن ننسي ، فالتعلم والتذكر والنسيان عمليات رئيسية لابد وأن يمارسها الإنسان ، وهنا علينا أن نعود إلي ذلك المبدأ الهام في العلوم البيولوجية الذي يقرر أن تاريخ حياة الإنسان كفرد تسترجع كذاكرة لانهائية تاريخ حياة الإنسان كنوع ويمكن القول إذن بأن الإنسان ذاته اليوم هو ذاكرة للإنسان منذ مليون سنة تقريبا .
    ولكي نجيب علي هذه التساؤلات من خلال معرفة الأسس الفسيولوجية للذاكرة ينبغي أن نتعرف بشيء من التفصيل علي ظاهرة الذاكرة ومراحل حدوثها بالإضافة إلي عرض أنواع الذاكرة الأساسية .

    المدخل لدراسة الذاكرة:

    ظاهرة الذاكرة:
    لعلك قد تعجبت كثيرا عند مشاهدتك لأطفال دور الحضانة قبل وبعد مرور عام أو أثنينى وهم يترددون بإنتظام إليها ، فقد أصبح الطفل مركز إهتمام الأسرة و الضيوف عندما يطلبون منه ذكر الأناشيد والأغاني أو الكلمات التي قد تعلمها في دور الحضانة. وإن كنت ممن يتابعون برنامج نادي العلم والإيمان فبالتأكيد قد إندهشت طويلا وتساءلت مرارا وتكرارا عن عظمة ودقة أداء الأطفال في حفظ وتجويد وقراءة القران الكريم ، بل وأكثر من ذلك في إجاباتهم علي الأسئلة التي تخص معاني الكلمات والتاريخ الإسلامي .
    وقد قام هارلود. أي. بيرت Harlod I Burtt لمدة عام كامل بتقديم جرعات يومية في القراءة من خلال كتب الأطفال حيث كان
    عمر الطفل خمسة عشر شهرا يستمر والده في تقديم ثلاث قطع يوميا يتكون كلا منها من عشرين سطرا ثم تتغير القطع كل
    ثلاث شهور حتي بلغ الطفل الثالثة من عمره وكان قد قرئ علية واحد وعشرون قطعة مختلفة وبعد خمس سنوات تم إختبار
    الطفل وعمره ثماني سنوات في أن يحفظ القطع ذاتها مقارنة بحفظة لقطع جديدة لم يسبق له أن رآها أو سمع عنها، وأظهرت
    النتائج أن الطفل قام بحفظ القطع القديمة بأسرع مما يحفظ القطع الجديدة وما ذلك إلا أنه قد تعرض لهذه المعلومات وهو في
    سن الثالثة من عمره . وتزداد الدهشة عندما نعلم أن تلك القطع كانت باللغة الإغريقية القديمة والتي لا يعلم عنها الطفل أي
    معني ، مما سبق يمكن أن تؤكد هذه التجربة بشكل قاطع مدى إستمرار الذاكرة كما أنها تؤكد من جانب أخر أن هناك معلومات
    بالفعل قد تم تخزينها بشكل ما و السبب الوحيد هنا هو تعرضه لهذه المعلومات .
    ونظرة سريعة حول حياتك وحياه الأخرين تؤكد لك بشكل واضح أن الذاكرة موجودة بالفعل فهناك من يجيد اللغات ولدية من مخزون الكلمات ما يجعله متفوقا في اللغات وآخر يحفظ المقطوعات الموسيقية و غيره يحفظ الأشعار وآخر يتذكر المعادلات الرياضية .

    ولعلك أخيرا قد سمعت عن حالات الفشل في التحصيل الدراسي بسبب الشكوي من الذاكرة فهل تمكن العلم من دراسة وفهم الذاكرة ؟



    تعريف الذاكرة :

    لا تعتبر الذاكرة من وجهة نظر علم النفس قدرة نفسية بمعني أنها خاصية أو وظيفة مباشرة للنفس بحيث يمكن دراستها بالأسلوب الفلسفي الإستنباطي ، بيد أن مصطلح الذاكرة يتيح الحديث عن الوحدة الترابطية البنائية للعديد من الأنشطة التي تعكس في أصولها كلا العمليات البيوفسيولوجية من جانب و العمليات النفسية من جانب آخر ، ويتوقف مدي تحقيق تلك العمليات في لحظة ما علي مدي التقارب أو الإبتعاد الزماني للأحداث المكونة للذاكرة .

    ويتضمن نشأة أي فعل للذاكرة في ذاته ثلاث أطوار أو مراحل رئيسيه هي :



    1- مرحلة التعلم :

    حيث يقوم الفرد فيها بعملية طبع مادة محددة طبقا لمقتضيات الموقف . وقد تؤدي تلك المرحلة إلي فعل إدراكي سريع او نشاط علي درجة من الصعوبة يتطلب التكرار و الممارسة حتي يتم إستيعاب المادة موضوع التعلم .



    2- مرحلة تخزين المعلومات :

    وهنا نتحدث عن مدى الفترة الزمنية التي يمكن أن يحتفظ الفرد خلالها بالمادة المتعلمة التي قد تضيق لتوصف بأنها ذاكرة قصيرة المدى. أو قد يمتد بقاؤها تحت شروط خاصة لتوصف بأنها ذاكرة طويلة المدى .
    3- مرحلة الاستخدلم الواقعي للذاكرة :

    وفي هذه المرحلة يمكن عن طريق العمليات التذكرية ( التعرف – الإسترجاع – إعادة التعلم ) استخدام ما تم استيعابة في شكل مخرجات قد تكون لفظية أو صوتية أو بصرية أو حركية أو بشكل يجمع بين ذلك كله .

    موضوع علم النفس في دراسته للذاكرة بالأسلوب العلمي التجريبي ينصب أساسا علي المرحلة الأولي و المرحلة الثالثة ، أما عن المرحلة الثانية فإن علم النفس يمكنه بدقة وموضوعية أن يدرسها من خلال العمليات التذكرية والتي تمثل أساليب قياس الذاكرة. وسوف نتحدث عنها في الصفحات التالية .

    ولما كانت أولي مراحل الذاكرة تهتم بتعلم المادة بأي صورة من صور المعلومات ( شمية – حسية – بصرية – سمعية – أشكال – ألفاظ – رموز –علاقات ) فإن مفهوم المعلومات التي تمارس علي الذاكرة يحتل مكانة خاصة بالنسبة لأبحاثها ودراساتها فما هي المعلومات ؟

    منذ أن تكون الزيجوت في رحم الأم ثم نما حتي صار طفلا كاملا بعد تسعة شهور وهو يبدأ في استقبال المعلومات لماذا؟ لأنه أصبح يمتلك جهازا عصبيا راقيا فهو يشعر بالدفء و الحرارة وما أن يخرج إلي العالم ويبدأ استقبال معلومات أخرى بجانب السمع والأحساس و هي المعلومات البصرية وقد يبكي لوجوده في رائحة كريهة وهو يحب ثدي الأم لاستمتاعهبتذوق اللبن وجميع ذلك يحمل في طياته أخبار عن العالم الذي يحيا فيه فالمعلومات إذن هي صورة الطاقة أو شكل من أشكال المادة و العلاقة حتمية بين المادة و الطاقة فالأذن تستقبلالمعلومات السمعية في شكل ذبذبات خاصة وهكذا الحال بالنسبةللعين والجلدوالحواسالأخري فجميعها يستقبل شكل معين للمادة أو الطاقة أين تذهب هذهالمعلومات؟ إنها تذهب إليالذاكرة ، وعلية فإن المعلومات عبارة عن نوع ما من المادة أو الطاقة توضع في الذاكرة ثم يتم استرجاعها من الذاكرة بعد فترة . وماذا نعني بأن التلميذ قد استذكر وتذكر مقطوعات شعرية أو كلمة كرسي أو كلمة راديو …ألخ .

    بالتأكيد عندما يقول كلمة كرسي يعبر بها عن ذلك البناء للشيء الخارجي الذي يستخدم للجلوس ، إذن فكلمة كرسي تعكس تركيب ووظيفة الكرسي كما أن كلمة قلم تعكس تركيب ووظيفة القلم وهكذا الحال بالنسبة لمختلف أنواع المعلومات ونخلص من ذلك بتعريف أخر للمعلومات هو :
    المعلومات عبارة عن نوع ما من الأخبار عن أي نظام ، بناؤه ، وظيفته والتي يمكن وصفها من خلال النموذج ، وما هو النموذج ؟ عندما نتحدث عن نموذج الموتور فأننا نقدم نظاما يوضح تشغيل عمل الموتور ، وعندما نتحدث عن نموذج بوهر للذرة فإننا نقصد نظام بناء الذرة كما تصورة بوهر ، وعندما يصعب علينا فهم عملية تكرير البترول فإننا نلجأ إلي نموذج يوضح لنا مراحل تكرير البترول وتحليله إلي مشتقاته المختلفة. إذن فالنموذج هو عبارة عن نظام له بناؤه ووظائفه التي تعكس بناء ووظيفة النظام الحقيقي الأصلي فعادة يعتبر النموذج تصور تقريبي لنظام البناء الأصلي والوظائف الأساسية. فالعين الصناعية نموذج يعكس بناء ووظيفة العين الأصلية الإنسانية. فهل هناك نموذج يوضح بناء ووظيفة الذاكرة ؟ هل يمكن تمثيل الذاكرة من خلال نموذج ؟ تماما كما أمكن دراسة وفهم الذرة و النواة من خلال النماذج الإفتراضية .
    وبما إننا بادئ ذي بدء نتعرف علي العالم من خلال الحواس فإن أول ما نستقبله من معلومات يعتبر حسي فيزيقي ليدخل إلي المخ عن طريق الجهاز العصبي ومن خلال التعلم تتحول تلك المعلومات الحسية إلي صور و أشكال مختلفة وعلاقات متباينة بفضل اللغة والإدراك و التخيل لنحصل علي أنواع مختلفة للذاكرة فما هي أهم أنواع الذاكرة ؟

    أنواع الذاكرة :
    وينتج عن إختلاف المعلومات في الصورة التي تستعمل بها وكذلك في شكل تخزينها بالمكونات العصبية الدماغية إختلاف في أنواع الذاكرة الذي يرتبط بشكل أو آخر من صور المعلومات وطبقا لخصائص تخزين وإبقاء المعلومات بالذاكرة يمكن تمييز الأنواع الأساسية الأتية :

    1- الذاكرة التي تقوم علي أساس الصورة البصرية : Visual Memory
    وفي هذا النوع تقدم عملية طبع وتسجيل المعلومات بالذاكرة المرتبطة بنظام الإشارة الأول السمعي ، البصري ،والحس والتخيلات الأخري ، فتذكر التمرينات الرياضية يقوم علي تكامل الصورة البصرية للتمرينات ككل.
    ولهذا النوع من الذاكرة أهمية خاصة في النشاط الإبتكاري والإبداع الفني ويظهر دور المربي والأم في مدى تنظيم ما يقدم إلي الطفل من معلومات بصرية بحيث لا يؤدي إلي الإرتباك في استقبال المعلومات فكلما كانت المعلومات البصرية منظمة و مرتبة من البسيط إلي المعقد و التسلسل في تقديم الأشكال بدءا بالخط المستقيم ثم المنحني ثم الدائرة ثم المربع ثم الأشكال الأكثر تعقيدا. كما تتضح أهمية الذاكرة البصرية في تحويل المعلومات اللفظية في شتي مواد الدراسة إلي جداول في أشكال مختلفة حيث يساعد ذلك علي تنظيم عملية التذكر .

    2- الذاكرة اللفظية المنطقية Logical Verbal Memory
    وفي هذا النوع يحدث أن الفرد يتذكر تلك الألفاظ ذات المعني الذي ينعكس علي جوهر الأشياء و الظاهرة المراد تذكرها حيث تعتمد الذاكرة علي إدراك العلاقات المنطقية بين عناصر المادة المتعلقة. فالأمر لا يرتبط فقط بالشكل البصري فتذكر تكافؤ العنصر علي فهم قانون توزيع الإلكترونات في المدارات حول الذرة وليس فقط علي تخيل الشكل البصري للذرة وما يدور حولها .

    3- الذاكرة الحركية Working Model Memory
    ويحتوي هذا النوع علي شكل المادة المتعلمة فيمكن تصور الحركة المنتظمة لنقطة مادية لها سرعة محددة كذلك يمكن تذكر خصائص الموجات بمعرفة مفهومي التردد و السعة حيث يتصور الفرد شكل النقطة المادية طبقا لحركة خاصة يمكن أن تعطي قوانين الحركة التوافقية البسيطة وعند تذكر تفاعل كيميائي محدد يتخيل الفرد الحركة التي تحدث عند ذرات من المجاميع الفعالة أو استبدالها بذرات عنصر أخر ، فالفرد يتذكر الصيغة الكيميائية طبقا لقواعد منطقية ويدعمها بتصور حركة محتوي المركب ليتذكر الفرد تركيب سكر الفركتوز والسكروز. ولهذه الذاكرة أهمية خاصة في معرفة قوانين الفيزياء و الميكانيكا .

    4- الذاكرة الإنفعالية Emotional Memory
    ولما كان القرديمر بخبرات خاصة ترتبط بالتنظيم الإنفعالي له فإن هذا التنظيم يلعب دورا هاما في تذكر الأشياء و المعلومات ذات الصيغة الإنفعالية فيما يعرف بالذاكرة الأنفعالية للفرد ومحتواها ينحصر في تلك الحالات الإنفعالية التي تحتل مكانا هاما في خبرة الفرد السابقة في أن تطفوا أو تظهر لإي الذاكرة إحساس الفرد بعدم الإتزان أو الضيق أو حتي بعض علامات الخوف المرتبطة بمرور الفرد في خبرات أولية سواء كانت صعبة أو ممكنة .
    والذاكرة الانفعالية بجانب أهميتها البالغة في بعض أنواع النشاط أو السرور أو البؤس فإنها تعتبر التابع أو الصديق الدائم لكل إنسان مثل حياه الممثل الذي يستطيع تقمص الحالة الانفعالية للغضب فأظهرت الأبحاث الأثر البالغ للجوانب الانفعالية التي يتذكرها الإنسان في أي فعل أو عمل يقوم به وقوة الأثر تتوقف علي ثراء أو اشباع تلك الذاكرة الانفعالية وكذلك مدى ثباتها ومحتوى الخبرة الانفعالية ونوعياتها التي تم اختزانها في الذاكرة كذلك فإن العلاج النفسي بدون معرفة محتوي الذاكرة الانفعالية في أي نشاط يقوم به الفرد .

    طريقة ترابط المعلومات في الذاكرة :
    يؤدي الإختلاف في نوع المعلومات الحسية التي يستقبلها الإنسان إلي إختلاف أنظمة الذاكرة من جانب وإختلاف أنماط الذاكرة من جانب أخر ، وقد تعرضت فيما سبق لأنواع الذاكرة المختلفة والتي تظهر أساسا كنتيجة مباشرة لتشكيل وتوظيف النظم العصبية في القشرة المخية حيث تظهر أهمية التعلم في تكوين وتشكيل المراكز العصبية بالقشرة المخية فالأجزاء المؤخرية تضم مراكز البصر عند جميع أفراد النوع الإنساني وإنما تذوق الفنون التشكيلية بالنسبة لشخص ما عن عدم تذوقه للفنون التجريدية مثلا يتوقف علي نوع المعلومات التي تم تخزينها وبرمجتها في المراكز البصرية في البقاء العصبي الذي يوجد في القشرة المخية إنما يحتاج إلي معلومات نوعية متخصصة تظهر خصائص ذلك البناء العصبي الذي يعرف بالمراكز العصبية فهناك مراكز البصر ومراكز السمع ومراكز الشم ومراكز الأحساس اللمسي ومراكز التذوق وجميعها تعمل وفق نظم المعلومات الحسية التي تنتقل إليها لتشكل في النهاية نظاما متكاملا يؤدي وظيفة متكاملة هي النشاط النفسي والتفكير والإبتكار خلافه، تري كيف ترتبط تلك المعلومات التي نستقبلها بالحواس . يوجد علي الأقل ثلاث طرق من الناحية السيكولوجية نتعرف من خلالها علي وسائل ربط المعلومات كل منها بالأخرى من جانب كما توضح لنا أساليب تشكيل العلاقات العصبية المؤقتة بالقشرة المخية التي تعكس أحد جوانب الأسس الفسيولوجية للتذكر تلك الطرق هي :

    1- الإرتباط عن طريق العلاقة الوظيفية بين عناصر الموقف أو الخبرة أو المادة المتعلمة :
    فعندما نتذكر إحدى التمرينات الرياضية التي تتكون من عناصر متتابعة الأداء فإنه يتكون بين أداء تلك العناصر علاقة وظيفية تقوم علي التتابع في الأداء بين هذه العناصر ، فأداء العنصر الثالث مثلا يعمل علي استدعاء الميكانيزم العصبي المرتبط بالعنصر الرابع وهكذا تتسلسل الأحداث التذكرية لأداء التمرين علي أحسن وجه .

    2- الأرتباط عن طريق علاقات التشابه :
    حيث يتجه الإنسان نحو تذكر تشابهات الأشياء التي سبق أن مرت بخبرته وإرتبطت بأحداث معينة بشكل مفاتيح تذكرها لرؤية الإستاد الرياضي بالزمالك قد يذكرك بشكل الإستاد الرياضي في الإسكندرية والذي سبق أن مر بخبرتك مشاهدتك له .
    ولهذا النوع أهمية خاصة في أي عملية تعليم حيث يقوم الإنسان بعديد من المقارنات التي تقوم علي تذكر العلاقات المتشابهة في المادة المتعلمة .

    3- الإرتباط بالتضاد :
    يشبه في محتواه الإرتباط بالتشابه ولكن عند حدوث الإرتباط بالتضاد فإن الإنسان يدرك العلاقة بين الشيء ونقيضه تماما حيث يسهل عملية تذكر المعلومات. فتذكر الإلكترون السالب الشحنة يرتبط بتذكر البروتون الموجب الشحنة وتذكر عملية الهدم يذكرنا بعملية البناء وهكذا يمكن أن ترتبط المعلومات التي تقع في علاقة التضاد فيما بينها .

    4- الإرتباط عن طريق الأثر :
    وجوهر هذا الارتباط هو أن كل موقف إدراكي أو كل إدراك لموقف ما يترك أثر في المخ وذلك الأثر يعكس بناء أو تركيب الشيء المدرك . وخلال الفترة الزمنية التي تنقضي بين عملية التذكر والاستدعاء فإن الأثر يعاني بعض التغيرات في الإتجاه الذي يجعل البناء أكثر تماسكا . ولذلك إذا كان الموقف الأصلي يحتوي علي شكل بنائي لأبعاد يتضمن بعض عدم التماثل ، فالأمر سوف يميل لأحد الإتجاهين:
    إما أن ينحو إلي تقليل عدم التماثل ، أنه سوف يقويه ويشكله، ذلك لأن الخصائص التركيبية للأثر سوف تجبره علي أن يتحرك إما إلي الإتجاه الأقصي أو إلي الإتجاه الأدني وهذا التفسير قدمة كوفكا سنة 1953.

    قياس الذاكرة :
    هناك ثلاث وسائل أساسية يستخدمها علماء النفس لقياس الذاكرة
    ( - ) الإسترجاع
    ( - ) التعرف
    ( - ) إعاده التعلم


    الإسترجاع :
    هو طريقة مألوفة لدي جميع الطلبة الذين يكون عليهم أن يؤدوا إمتحان من نوع المقال . فمثل هذا الإمتحان هو في الواقع مثال لإختبار الاسترجاع . فالاسترجاع من الشخص أن يتذكر ما سبق أن تعلمه، وذلك عن طريق استدعاء الإستجابات الصحيحة .
    والاسترجاع يختبر بسهولة. ففي أحد أنواع التجارب المسماة ( تجربة الاسترجاع الحر ) يعرض علي الأفراد قائمة من البنود التي سيختبرون فيها فيما بعد مضي بعض الوقت يطلب منهم أن يسترجعوا أكبر عدد ممكن من البنود، بأى ترتيب يرغبون فيه وتحسب درجة الاسترجاع بالنسبة المئوية للبنود الصحيحة .

    التعرف :
    هو عبارة عن تمييز تلك الأشياء التي سبق للفرد أن رأها أو تعلمها ، من تلك التي لم يسبق له أن رآها أو تعلمها. وهذا هو ما نفعله عندما نأخذ أمتحان من نوع الإختبار من متعدد. والتعرف هو ما يحدث عندما نري أن شخصا ما يبدو مألوفا جدا لدينا ولكننا لا نستطيع أن نذكر أسمه .
    ولقد قام روجر شبرد Roger Shepared بعدد من التجارب ليقرر إلي أي حد يمكن للأفراد أن يتعرفوا علي مثيرات سبق لهم أن رأوها . وفي إحدي هذه التجارب وزعت علي الأفراد بطاقات عليها 450 كلمة . وكان علي الأفراد أن يراجعوا هذه المجموعة من البطاقات كل بحسب سرعته . وبعد ذلك كل واحد منهم يختبر في 60 زوجا من الكلمات : إحدى هذه الكلمات في كل زوج كانت من تلك الكلمات التي دونت علي البطاقات التي قام بحفظها ، في حين كانت الكلمة الأخري جديدة ( مشتقة ) . وكان المطلوب من الفرد أن يتعرف علي الكلمة في كل بطاقة . ولقد إستطاع الأفراد المشتركون في هذه التجربة أن يتعرفوا علي عدد مذهل من الكلمات . ففي المتوسط كانت نسبة 90% من التعرف صحيحة .

    إعادة التعلم :
    هو مقياس للإحتفاظ لا يستخدم عادة في المواقف المدرسية ولإختبار مدى تأثير إعادة التعلم ، يطلب من الفرد أولا أن يحفظ شيئا جديدا ، وليكن مثلا قائمة من المقاطع الصماء وبعد فترة راحة – قد تتراوح بين ثوان قليلة وسنوات قليلة – يطلب منه أن يعيد حفظ هذه المادة . ويعتبر النقص في الوقت المطلوب لحفظ القائمة مرة ثانية أو النقص في عدد الأخطاء أو النقص في عدد المحاولات اللازمة للحفظ وعلامة علي إستمرار الإحتفاظ ، وإعادة التعلم مقياس حساس ، وقد يظهر في بعض الأحيان أثرا للذاكرة حتي في الأحوال التي لا يبين فيها المقياسان الأخران أثرا علي الإطلاق 0

    الأسس الفسيولوجية للتذكر وتخزين المعلومات
    تشكل الآثار Traces المختلفة للعمليات العصبية الحادثة بالقشرة المخية وتكوينها بالنصفين الكرويين كنتيجة لمرونة الجهاز العصبي والأصول الفسيولوجية لميكانيزمات التذكر .
    فأى مؤثر خارجي يرتبط بأي نشاط نفسي يؤدي إلي حدوث عملية عصبية نوعية تقوم علي أسس عملية الإستثارة أو الكف للنشاط العصبي تترك أثرا في صورة التغيرات الوظيفية التي تسهل إنسياب العمليات العصبية عند تكرار مرور الفرد بالخبرة المراد تذكرها أو عند تكرار ظهور المثيرات المفتاحية التي تعمل علي استدعاء ما تم تعلمه .
    وعمليات التذكر تتطلب عمل اجهزة المراكز العصبية دون وجود المثير ذاته والذي أدي مسبقا إلي وجود أثر فسيولوجي عصبي يشبه فتح ممر عصبي معين يرتبط بتذكر شئ ما والتكرار الدائم و المدعم يعمل علي تعبيد تلك الممرات العصبية بشكل يسهل فيما بعد إستدعاء تلك المعلومات المخزونة ( التخزين يتم بشكل كهربائي كيميائي معقد وفقا لشفرة خاصة ) .


    وإدراك الأشياء والظواهر الخارجية تقوم علي أسس فسيولوجية للنشاط المعقد لعديد من الخلايا العصبية بالدماغ ( النصفين الكرويين ) والتي يتكون بينها ارتباطات زمنية يمكن أستدعاؤها بمفاتيح ( مثيرات خاصة ) ، عن طريق ميكانيزمات التذكر .
    وتخضع تلك الإرتباطات العصبية إلي نظام نوعي دقيق وليس مجرد عشوائية لنشاط الخلايا العصبية ويؤدي التدعيم المتكرر لتلك الإرتباطات العصبية وردود الأفعال المرتبطة بها إلي تكوين نظام ثابت نسبيا يوصف بالمرونة ويشمل قاعدة الذاكرة .
    إذن فوجود تلك الإرتباطات العصبية الزمنية هو الذي يجعل حدوث ميكانيزمات الذاكرة ممكن خصوصا تحت أثر فكرة مثيرة أو غيرها من المثيرات ( داخلية أو خارجية ) فإستثارة جزء ما في القشرة المخية بالدماغ Brain تمر عبر الممرات " الأثار العصبية " Neural traces السابق تكوينها إلي أجزاء أخرى كانت قد إشتركت وإرتبطت في تخزين المعلومات حيث يتكون في وعينا صورة Image خاصة ترتبط بتلك المعلومات أو الأشياء والظواهر .
    وعملية استدعاء المعلومات من الذاكرة لا يتم فقط بإستثارة نظام الإشارة الأول ( جميع الحواس ) بل أيضا بمثيرات نظام الإشارة الثاني أى استخدام الألفاظ والمفاهيم كإشارات خاصة ترتبط بشفرة ولغة عصبية معقدة تؤدي إلي حدوث التذكر .
    ويتوالي إلي خبرات الفرد أو تعلمه لمواقف جديدة ومواد أخري فإن تلك الميكانيزمات العصبية لا تعد ثابتة أو إنها تكرر بنفس الأسلوب وإنما يحدث تعديل لها حيث إعادة تنظيم الخبرة وبالتالي حدوث ميكانيزمات عصبية جديدة يمكن أن تكون هي الأخرى ( الإثارة العصبية ) مواد البناء لتخزين معلومات جديدة أي يتكون بناء منظم من المعلومات المشفرة – نطلق التذكر بأنواعه وميكانيزماته المختلفة .
    وهنا يجب أن نلفت النظر إلي النظر إلي حدوث ظاهرة التعميم يمكن أن يتذكر الفرد أن وخز أي جسم مدبب يؤدي إلي الألم وليس فقط المسمار. أي حدث تعميم تأثير الألم المتسبب عن المسمار علي جميع الأشكال المدببة وللتعميم دور هام جدا في عمليات تعديل وإنتقال الخبرة .

    الميكانيزمات العصبية للتذكر

    وقد يخطئ الدارس إذا حاول تصور أن الذاكرة الإنسانية هي وظيفة واحدة ترتبط بتذكر شئ . فتذكر أبسط المعلومات يتطلب اشتراك عديد من العمليات العصبية العليا. ويمكن لعالم النفس الفسيولوجي أن يتحدث عن ثلاثة أنماط للذاكرة هي :

    1- ذاكرة ترتبط بالأثر المباشر للمعلومات الحسية ( تذكر بصري ، سمعي, ذوقي ) .
    2- الذاكرة ذات المدى القصير .
    3- الذاكرة طويلة المدى ، وقد توجد أنماط أخري كثيرة غير معروفة للذاكرة .




    أولا من الأثر الحسي المباشر للذاكرة بعيدة المدى :

    يبدأ تخزين المعلومات بالأثر الحسي المباشر عن طريق أعضاء الحس حيث تكون عملية التذكر دقيقة للغاية فالإنسان الطبيعي يمكنه أن يتذكر الألوان بدقة ورائحة الأشياء كذلك ، والاحتفاظ بالأثر الحسي الوقتي المباشر يتراوح في حدود من ار-5ر من الثانية . ويؤدي التعلم انتقال المعلومات من الذاكرة الحسية إلي الذاكرة قصيرة المدى وإذا ما استخدمت تلك المعلومات بكثرة ننتقل للذاكرة بعيدة المدى ، ويمكنك أن تفعل مايلي :

    1- أخبط علي طول اليد بأربع أصابع معا ثم تتبع إحساسك المباشر لكل أثر علي اليد ثم إنتبه كيف يختفي هذا الإحساس . فأولا يحدث لديك احتفاظ مباشر عن الإحساس الواقعي لخبطات الأصابع وبعد ذلك يتبقى شيء ما في الذاكرة يرتبط بهذه الآثار مباشرة .
    2- أغلق عينيك ثم افتحها لبرهة وأغلقها ثانية وتتبع بعد ذلك الصورة المرئية تجد إنها متبقية في مخيلتك لفترة زمنية واضحة المعالم ثم تزول بالتدريج .
    3- إستمع إلي أي صوت ( مصدر صوتي ) وليكن صفارة ولاحظ كيف يختفي الصوت من وعيك بالتدريج .
    4- إفرد ذراعيك ثم ضع أصابع اليد لفترة وافرد أصبعين ثم أعدهما إلي قبضة اليد وتتبع الأثر المتبقي للإصبعين في مخيلتك لوهلة زمنية بسيطة جدا بعد عودة الإصبعان إلي قبضة اليد .
    5- حرك قلم رصاص إلي الأمام والخلف أمام العينينى وأنظر أمامك لحركة القلم للأمام و الخلف إنتبه إلي الشكل اللحظي الذي يتبع حركة القلم .

    وهذا النموذج الأخير يوفر لك مدي الفترة الزمنية البسيطة التي يستمر خلالها رؤية الأثر الناتج عن حركة القلم ، لكي يمكن الإحتفاظ بشكل مستمر لتتابع حركة القلم لابد من عمل 10 دورات كل 5 ثواني وهذا يعني أن القلم يمر 20 مرة أمام عينيك خلال 5 ثواني ( 4 مرات في الثانية ) وهذا يعني أن الأثر البصري يتبقى أو يستمر فقط لمدة 2.5 ثانية ( 250 مللي ثانية ). وتلك البارامترات المباشرة للمعلومات البصرية مرتبطة إرتباطا وثيقا بخصائص زمن الرجع Reaction Time للنظام البصري بالمخ .

    تراكم (تخزين) المعلومات:
    وعلي الرغم من الأبحاث الهائلة علي مدى السنين السابقة في هذا القرن، إلا أن مخ الإنسان ما زال يشكل سرا خفيا من أسرار علم النفس وعلم الكيمياء .
    والأبحاث التشريحية للمخ توضح أنه ينقسم إلي أجزاء عديدة متنوعة ومتخصصة الوظائف . وإذا نظرنا للمخ من أعلي فإننا نشاهد تكوينه من جزئين بينهما فاصل ( محطة توزيع ) Corpus Collosumيطلق عليهما بالنصفين الكرويين ( الشمالي ، واليميني ) والطبقة العليا للنصفين الكرويين تسمي بالقشرة الدماغية وهي ذلك الجزء عالي التخصص - المراكز العصبية العليا .
    والأجزاء المتنوعة تختلف لأول وهلة تشريحيا ولذلك فلكل جزء أسم خاص به ، ( شكل 25 ) في الأمام تقع الفصوص الجبهية ومن الجانب تقع الأجزاء الجدارية Parietal والصدغية Temporal ومن الخلف تقع الأجزاء المؤخرية Occipital .
    والمخ تشريحا متماثل فكل من هذه الأجزاء توجد في أزواج ، واحدة في كل نصف من النصفين الكرويين إلا أن التماثل كبقية أجزاء الجسم ليس كاملا ، لأن نصف الكرة الشمالي عادة أكبر بقليل عن نصف الكرة الأيمن .
    واكتساب معلومات أو خبرات غالبا ما يكون مصحوبا ببعض التغيرات التركيبية العصبية أو الكيميائية الحادثة في المخ. فالخلايا العصبية القشرية بطريقة ما تغير طبيعة الإستجابة الصادرة وكرد فعل للأحداث الخارجية التي يحاول الإنسان تذكرها ومعرفتها ولكن كيف يحدث ذلك وما هي طبيعة تلك التغيرات ؟
    للإجابة عن هذا السؤال طرحت عدة نظريات في هذا الصدد ، إلا إنها جميعا تحمل طابع الإستنباط والإستدلال المنطقي أي أن التجربة العملية ما زالت قاصرة أو غير كافية لأن تعطي إجابة شبة قاطعة في هذه العمليات الخاصة بالتذكر ومع ذلك فمعرفتها ضروري جدا لحل هذه المشكلة حيث لا توجد معلومات أخري في هذا الموضوع .

    نظرية الدوائر العصبية للذاكرة:
    وفي هذا الرأى يوجد إجماع من قبل الباحثين في هذا الموضوع علي أن التخزين الثابت للمعلومات يرتبط بتغيرات كيميائية أو تغيرات تركيبية (علاقات عصبية خاصة ) تحدث في المخ .
    ومن الناحية العملية تقريبا يجمع غالبية الباحثين علي أن النشاط العقلي المباشر للمخ وعمليات الوعي كذلك عمليات الذاكرة سواء كانت بالأثر المباشر الحسي أو بعيدة المدى أو قصيرة المدى تتم عن طريق دوائر النشاط الكهربي لقشرة الدماغ .
    وهذا يعني أن تلك التغيرات الكيميائية أو التركيبية المرتبطة بالتذكر يجب أن تؤثر بطريق ما علي النشاط الكهربي .
    وفضلا عن ذلك ، إذا كانت أنظمة التذكر الحسي المباشر هي نتيجة النشاط الكهربي للجهاز العصبي فإنه من الممكن بناء دوائر عصبية قادرة علي تحقيق أثر الذاكرة ولنبدأ بتوضيح دوائر يمكنها أن تتذكر :

    المطلب الأساسي لدائرة عصبية ترتبط بالذاكرة ينحصر كما هو الحال في الفعل الإلكتروني في إدخال المعلومات والمادة المراد تذكرها بحيث يمكن الإحتفاظ بها بعد إنقطاع عملية الإدخال حيث أنه في الإحتفاظ بالمعلومات يكمن جوهر الذاكرة كذلك فإن دائرة الذاكرة يجب أن تتصف بالقدرة علي الإنتقاء .
    وهنا يجب أن تستجيب الذاكرة لدخول بعض المعلومات دون غيرها .وفيما يلي نبدأ بتوضيح بعض الدوائر العصبية البسيطة التي يمكن إعتبار أن لها ذاكرة .
     
  2. خالد الإدريسي

    خالد الإدريسي عضو متميز

    aup.fr7.com_uploads_images_fr7_7f67ae642e.gif
     
  3. زيان زيان

    زيان زيان عضو مشارك

مشاركة هذه الصفحة