المجاعات و الأوبئة بتلمسان * في العهد الزياني (698-845هـ/1299-1442م) د. خالد بلعربي

الموضوع في 'تاريخ الجزائر' بواسطة أمة الرحمن الجزائرية, بتاريخ ‏11 سبتمبر 2011.

  1. أمة الرحمن الجزائرية

    أمة الرحمن الجزائرية طاقم الإدارة مشرف

    المجاعات و الأوبئة بتلمسان *
    في العهد الزياني (698-845هـ/1299-1442م)
    د. خالد بلعربي
    قسم التاريخ – كلية الآداب و العلوم الإنسانية
    جامعة سيدي بلعباس – الجزائر
    يحفل التاريخ الزياني الإجتماعي بمجموعة من التغيرات و الإنعطافات الحاسمة التي ظلت بقعة من بقع التاريخ المنسي، فعلى الرغم من تصاعد الدراسات الكثيرة حول هذا التاريخ خلال هذين العقدين الأخيرين، لا تزال بعض القضايا الخاصة بهذا التاريخ بعيدة عن مناطق الضوء ، و من هذا القبيل ظاهرتي المجاعات والأوبئة اللتان كانتا بمثابة لعنة عانى منها المجتمع التلمساني خلال حكم بني زيان لبلاد المغرب الأوسط، ولئن تمكنت أوروبا من قطع أشواط بعيدة في دراسة هاتين الظاهرتين نظرا لما توفر لديها من وثائق محفوظة، فإن دراستها في الجزائر لم تحظ بالتفاتة علمية تذكر في الدراسات التاريخية الحديثة، باستثناء بعض الإشارات الخفيفة عنهما أثناء الحديث عن تاريخ الدولة الزيانية بصفة عامة، ينهض دليلا على ذلك ما كتبه الدكتور عبد العزيز فيلالي حول "تلمسان في العهد الزياني"1، و ما كتبه الدكتور الحساني مختار حول "الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية في الدولة الزيانية"2 قد يفسر هذا الإقصاء من دائرة اهتمامات المؤرخين الجزائريين بشح المادة التاريخية في المقام الأول ذلك أن المصادر التاريخية الزيانية ضربت صفحا عن ذكر الأخبار المتعلقة بالأوبئة و المجاعات باستثناء إشارات شاحبة وردت بكيفية عفوية في بعض هذه المصادر، كما أن معظم الروايات و الشواهد التاريخية طواها الزمن أو تم إتلافها في خضم الصراعات الدموية التي اندلعت بين مختلف القوى السياسية، أو تعرضت للضياع نتيجة خطة إدارية تسعى إلى حفظ الوثائق و صياغتها ، وقد يكون إغفال المؤرخين لهذا الأمر، راجع إلى كون الناس كما يقول بعض الباحثين "تدفن في ذكرتها الأكثر ظلاما هذه المآسي اليومية، و أولئك الذين ساهموا فيها، ألا يسردوا على أولادهم و لا على أنفسهم، إلى ما هو جدير بأن يكون" 3.
    تأسيسا لهذه الملاحظات المصدرية سنحاول تناول ظاهرتي المجاعات والأوبئة بتلمسان خلال العهد الزياني في الفترة الممتدة من (698-845هـ/1299-1442م) محاولين تعقب الأسئلة التالية :
    - هل كانت المجاعات والأوبئة كوارث من صنع الطبيعة أم الإنسان ؟
    - ما هي المجاعات و الأوبئة التي اعترضت تلمسان الزيانية خلال هذه الفترة؟
    - ما هي النتائج التي تمخضت عن هذه الكوارث ؟
    للإشارة، فإن قصدي من دراسة المجاعات والأوبئة، ليس دراسة العلاقة السببية بين الكارثتين، إنما إلقاء الضوء على أخطر الكوارث التي هددت المجتمع التلمساني في عهد بني زيان بالبقاء، و إن كانت هناك علاقة سببية بين الظاهرتين ، فهي ليست حتمية، إذ كثيرا ما أشارت بعض المصادر إلى حدوث مجاعات دون أن تعقبها أوبئة، كما أشارت إلى أوبئة دون أن تسبقها مجاعات.
    ولا بد لنا قبل الدخول في تفاصيل هذا الموضوع،من تحديد مفهوم مصطلحي المجاعات والأوبئة التي سيتردد ذكرهما كثيرا في هذه الدراسة .
    جاء في لسان العرب "الجوع اسم للمخمصة، و هو نقيض الشبع و الفعل جاع يجوع جوعا (...) والمجاعتة : عام الجوع"4، و في جمهرة اللغة "الجوع ضد الشبع و يقال رجل جائع و جوعان"5 و في المحيط "المجاعة سنة الجذب التي يذكر فيها الجوع"6.
    ويظهر من هذه التعريفات أن المجاعة تعني الفرد و تعني المجموعة، إلا أن موضوع بحثنا يهتم بالمجاعة التي تنهار فيها كلية مقدرة الجماعة على الوصول إلى الغذاء، و تحدث الموت الجماعي، وقد جاء ذكرها في المصادر بأسماء متعددة منها : الجدب7، المحل8، المسغبة9، القحط10.
    أما الوباء11 (جمع أوبئة)، فهو كل مرض عام، يحدث بصورة سريعة، و يصيب أعدادا هائلة من جميع الأعمار والأجناس.
    1- دور الطبيعة و الإنسان في حدوث المجاعات والأوبئة:
    شكلت المجاعات و الأوبئة خطرا حقيقيا على حياة سكان تلمسان خلال العهد الزياني، حيث ظلت تهددهم بالفناء، لذلك لم يستطع الإخباريون إسقاط هاتين الكارثتين من ذاكرة التاريخ، ذلك أن النتائج التي تمخضت عنها ساهمت في تكوين جزء كبير من مصير الأحداث التي اعتنوا برصدها، و بالبحث عن أسباب حدوث المجاعات والأوبئة ، نكشف عن وجود نوعين من الأسباب، طبيعية و بشرية تتفاعل كل واحدة مع الأخرى بدرجات متفاوتة في حدوث هاتين الكارثتين، فمن بين الأسباب الطبيعية نذكر الجفاف الذي كان من الظواهر المألوفة في بلاد المغرب الأوسط، إذ كان ينجم عن عدم تساقط الأمطار خلال موعدها المحدد إلا أن سنة واحدة من الجفاف، ناذرا ما كانت تنجم عنها المجاعة، لأن الناس تعودوا مواجهة الجفاف بما يدّخرونه من أقوات، أما إذا توالت سنتان من الجفاف، فإن ذلك كان يؤدي إلى وقع إلى المجاعة كما حدث عام (303-305هـ) و عام (776-778هـ)، و إذا استمر الجفاف ثلاث سنوات فتلك لا محالة هي الكارثة، إذ كانت تنفذ المؤن و المدخرات، وترتفع الأسعار، و قد تنبه ابن خلدون إلى هذه الحقيقة وعبر عنها بقوله "فطبيعة العالم في كثرة الأمطار و قلتها مختلفة، و المطر يقوئ و يضعف و يقل و يكثر و الزرع و الثمار و الضرع على نسبته، إلا أن الناس واثقون في أقواتهم بالإحتكار فإذا فقد الإحتكار عظم توقع الناس للمجاعات فغلا الزرع..." 12. كما كانت العواصف البردية القوية التي كانت تحدث في آخر كل خريف خلال فصل الشتاء تتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية وقتل البهائم والبشر، كما حدث عام (679هـ/1280م)، حيث "كانت الريح الشرقية بالمغرب دامت ستة أشهر فاعقبها الوباء العظيم والأمراض الكثيرة"13، و كانت بلاد المغرب الأوسط تتعرض كذلك إلى الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، فكانت تؤدي إلى منع الحرث و البذر، و إتلاف المحاصيل الزراعية و من هذه المطار تلك هطلت على أبي القاسم الفاطمي وفرضت عليه إقامة شهرا متواصلا في سوق إبراهيم عام (315هـ/997م)14، و تزخر كتب النوازل الفقهية بإشارات حول تضرر الفلاحين من هذه التساقطات الزائدة عن الحاجة فمثلا "سئل القاضي أبو عبد الله بن علاف عن رجل اكترى من رجل موضعا ، فأتى السيل و دخل عليسه و حمل منه نحو الثلث وتعطل من غلته كذلك"15، ولم تقتصر خطورة عدم انتظام التساقطات هذه في ما تحدثه من سيول بل في تهيئتها الأرضية لتفشي الأوبئة ذلك أن سقوط المطار بعد فترة من الجفاف، أو في غير موعدها يؤدي إلى ظهور بعض الأوبئة، وفي هذا الشأن يذكر حسن الوزان "أنهت فقي بعض السنين ينزل المطر في شهر يوليو، فيفسد الجو كثيرا، و تنشأ عنه حمى حادة تشتد على أكثر الناس و لا ينجو منها إلا القليل"16، وقد كانت العواصف القوية المصحوبة بالبرد والثلوج و الجلود تؤثر على الزرع و تفسد غلاته، وتعيق نمو الخضر و الفواكه، و تؤدي إلى إتلافها، فقد ذكر ابن مرزوق أن تلمسان كانت أشد بلاد المغرب الأوسط برداو تجلدا17،و كانت الرياح القوية خاصة تلك القادمة من الجنوب تؤدي إلى إحراق المحاصيل الزراعية و حدوث المجاعة كما حدث عام 776هـ/1374م حيث أن المجاعة حدثت نتيجة إعصار عظيم ألم بسكان تلمسان18، هذا وقد كانت الآفات الحشرية تتسبب هي الأخرى في حدوث مجاعات، و منها الجراد الذي ظل يكتسح بلاد المغرب الأقصى بشكل مستمر، و الذي كان لا يترك وراءه إلا الأغصان اليابسة ، وقد ذكر علماء الزراعة و الأغذية أن أخطر أنواع الجراد، الجراد الصحراوي، الذي ينتشر أفقيا من الهند إلى المغرب، و عموديا من سواحل البحر المتوسط إلى خط الإستواء، و غالبا ما ينتشر في شمال إفريقيا خلال فصل الربيع19. و في إحدى رسائل الأمير علي بن يوسف (500-537هـ/1106-1143م) يصف الدمار و الخراب الذي يخلفه الجراد ، بما يلي "إن الجراد داء عضال، و إن كان كما يقول - من البحر نشره فإنما هو جمرة تحرق البلاد، و تجيع العباد و شأنها الفساد (...) ينزل بالوادي، قد امتلأ عشبا ، و طلعت أزهاره شهبا (...)" فيتركه جمرة سوداء، لا يجد فيها الضب عرادا و لا النبت أراكا و لا قتادا..."20 و وقد داهم الجراد بلاد المغرب سنة 624هـ/1228م فأتى على المحاصيل بجميع أنواعها، فارتفع القمح ومختلف المواد الغذائية21، و تكرر قدومه سنة 630هـ/1232م فعمت المجاعة بسببه بلاد المغرب الإسلامي، فانعدمت فيه الأقوات، و نقصت الغلات، و قلت مردودية الأرض ، و ذهب معظم الإنتاج، فتضرر الإنسان والحيوان معا، وقد وصف ابن الخطيب هذه الكارثة بقوله "عظم الجفاف، و عصفت الريح الرجف، تنقل الهضب قبل ارتداء الطرف، و تبدا أعيان الأرض، و تعاجل حلاق لمم النبت، فصيرت وجه الأرض كمطارح خبث الحديد أما مضارب البيد، يبسا و قحلا، و عقرا للأرجل وعصيانا على السنابك، و أحرقت ما كان قد نجم من باكر البذر و نشط النبات و دامت، فاستأصلت الأوراق من الشجر الدهين، الذي لا يسقط و نشفت البشرات و أثنيت الجلود"22.
    أما الأسباب البشرية المسببة لحدوث المجاعات والأوبئة فمنها الحروب و الفتن التي شكلت سمة أساسية من سمات العصر الوسيط، إذ لا تكاد الحروب تنتهي حتى تتصاعد من جديد مخلفة وراءها الخراب و الدمار والجوع. يذكر ابن هيدور "أن الغلا لحدوثه سببان إما احتباس المطر في البلاد المحتاجة إليه ، و إنما لظهور الفتن و الحروب بسبب الخروج على الملوك، فإذا دامت الفتنة وقع الفساد في الحواضر والبوادي، وفسدت حبوبها المختزنة، و انقطعت الطرق و عدمت المرافق لأجل ذلك"23، إن الإضطرابات بصفة عامة ، تؤثر سلبا على المنظومة الإنتاجية في شموليتها ، وذلك بتهديدها للوجود الإنسان، و ما يتبع ذلك من خراب المعامل، و تقلص المساحة المزروعة، و تدمير حياة الإستقرار، ناهيك عن استنزافها لجزء مهم من المؤن و الأقوات، إلا أن الجانب الأخطر لهذه الحروب و الفتن ، هو زعزعتها للنشاط الفلاحي يذكر أحد الباحثين "عندما لا تصيح الحقول طوال سنوات متعددة سوى مسرح للمعارك، أو مجرد ممر لعبور وحدات المحاربين، التي تعيش من المنطقة وتمارس فيها سياسة الأرض المحروقة، فإن الأمر ينتهي بالفلاحين إلى الإنصراف عن الاهتمام بمزروعاتهم أو إلى عدم الإهتمام إلا بالحد الأدنى الذي يكفيهم للغذاء"24. و هناك عدة أمثلة عن الدمار التي كانت تخلفه الإضطرابات ، من ذلك يصف ابن أبي زرع الفاسي حملة التي قام بها السلطان المريني أبي يعقوب على تلمسان سنة 670هـ، و قيام قبائل بني توجين التي كانت مناوئة للسلطة الزيانية باستغلال الفرصة، حيث راحت تعمل التخريب بجهات تلمسان "... فقطعوا الثمار، و نسفوا الآبار، و خربوا الربوع، و أفسدوا الزروع، ولم يدعوا بتلك الجهات قوت يوم حاشا السدرة و الدوم..."25.
    و في إحدى حملات السلطان المريني أبي سعيد عثمان بن يعقوب (710-731هـ) و التي جاءت على إثر سوء العلاقة بينه و بين السلطان الزياني أبي حمو موسى الأول (707-718هـ)، فحين استعصت تلمسان على أبي سعيد سير الحملات إلى نواحيها" ... و غلب أبو سعيد على معاقلها و رعاياها، و سائر ضواحيها إلى تخزين ما لديهم من أقوات و الإمتناع عن عرضها في الأسواق، الشيء الذي كان يصعد من موجة الغلاء يقول ابن خلدون "أن الناس واثقون في أقواتهم بالإحتكار فإذا فقد الإحتكار عظم توقع الناس للمجاعات فغلا الزرع"27، كما كانت الضرائب غير الشرعية، إحدى العوامل التي ساهمت في إفقار قطاع واسع من المجتمع التلمساني ذلك أن الدولة الزيانية كانت تفرض ضرائب ثقيلة و متنوعة لحاجتها المتزايدة إلى الأموال تهيئة للجيوش و استعدادا للحروب28، كانت الزراعة أكثر القطاعات تضررا من السياسة الجبائية ، لأنها قوام الحياة بالمغرب الأوسط، و قد عكست النوازل الفقهية الدور الخطير الذي لعبته هذه السياسة في توجيه الزراعة، لقد كانت السياسة الجبائية التي فرضها بعض سلاطين بني زيان كارثة على الفلاحين حيث أرغموهم على دفع الضرائب لتعزيز شركة الدولة، وقد أفقد هذا الوضع المزارعين كل حافز للعمل و الإنتاج، حيث اضطروا إلى هجر أراضيهم، كما عمد بعضهم إلى تقليص مساحة الإنتاج التي يملكها بتقطيع أشجارها، ونتف زروعها29، و يمكننا أن نستنتج ثقل هذه الضرائب من خلال المغارم التي ألغاها السلطان المريني أبو الحسن على بن عثمان (731-752هـ) عقب حملته الناجحة على تلمسان، و تمكنه من احتلالها سنة 737هـ "ورفع فيها (أي تلمسان) من المغارم ما كان شائعا خسيسا، و يجتمع فيه أموال المغرم على الحطب و الدجاج و البيض و التبن و سائر المرافق التي يفتقر إليها القوي و الضعيف... و رفع فيها أيضا تضعيف المخازن في الإختفاء... و مما رفع رضي الله عنه وظيفة مغرم الماء، و كان سقي الجنات يضطر فيه المغرم للبراءة ولصاحب الحوز و الحراس و يجري من المصائب و الخسارات و الغبن ما لا يدخل تحت حصر ... و أسقط عن أحواز تلمسان و ما اشتمل عليه المغرب الأوسط من الحوادث و الظلمات ما يضاعف به الله الحسنات ويرفع له الدرجات"30، كما جاء في مدح السلطان الزياني أبي تشفين بن أبي حمو أنه "...رفع عن العامة مبتدع الوظائف"31، يتضح أن السياسة الضريبية لم تكن تراعي الضرورات الإقتصادية و الإنتاجية و مستوى الحياة الإجتماعية، و في ظل اقتصاد معيشي مهدد بالكوارث الطبيعية كان أدنى تراجع في الإنتاج، يدفع المجتمع إلى وهدة المجاعة، لذلك رأى ابن خلدون أن المجاعات ترتبط "... بقبض الناس أيديهم على الفلح على الأكثر بسبب ما يقع في أواخر الدولة من العدوان على الأموال والجبايات"32.
    وبالتالي يمكن القول أن دور الطبيعة و الإنسان كان حاسما في حدوث المجاعات والأوبئة بتلمسان خلال العهد الزياني، فإذا كان بإمكانه الإحتياط من الكوارث الطبيعية بفعل تعوده عليها عبر وسائل متعددة، فإنه ظل عاجرا عن مواجهة الإضطرابات، مما كان يحطم كل شروط الإستقرار و يهيئ بالتالي الأرضية لظهور المجاعات.
    2- المجاعات والأوبئة وتأثيرها على المجتمع :
    أ- المجاعات :
    * مجاعة 698-706هـ/1299-1306م:
    كانت تلمسان معرضة كثيرا لمخاطر الجوع بفعل الحصار الذي فرضها عليها المرينيون في كثير من الأوقات، و الذي كان من أنجح الوسائل الحربية و تزخر المصادر التاريخية بأمثلة لهذه المجاعات التي تعود أسبابها لهذا النوع من الخطط الحربية. و في نهاية القرن السابع الهجري عرفت تلمسان مجاعة شديدة بسبب الحصار الطويل الذي فرضه السلطان أبو يعقوب يوسف المريني عليها، بدأ تنفيذ هذا الحصار يوم 2شعبان 698هـ/1299م وانتهى في ذي القعدة سنة 706هـ/1306م، أي أنه استغرق مدة ثماني سنوات وثلاثة أشهر، كان لهذا الحصار وقع شديد على سكان مدينة تلمسان بحيث أحاط العسكر بها من جميع جهاتها، وفقدت فيه الدولة الزيانية معظم مدنها بالمغرب الأوسط، و نتيجة لذلك نال سكان تلمسان الجوع ما لم ينل أمة من الأمم. "فاضطروا إلى أكل الجيف و القطط و الفئران، حتى زعموا أنهم أكلوا فيها أشلاء الموتى من الأناسي" على حد تعبير ابن خلدون33. أما ابن الأحمر فاضطر إلى التعبير عما عاناه سكان تلمسان من جراء هذه المجاعة بقوله: "...حتى أكلوا الجيف و الحشرات و جميع الحيوانات من الفئران و العقارب و الحيات والضفاذع و غير ذلك، حتى أكل بعضهم بعضا، و كانوا يفرطون و يجعلون غائطهم في الشمس حتى يعود يابسا فيطبخونه و يأكلونه، وهو في ذلك يشدد عليه م الحصر ويقول لأواصلنه عليهم حتى أقتلهم جوعا..."34. ومهما يكن، فقد كانت المجاعة قاسية نظرا لطول المدة التي استغرقتها، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية والحبوب و الخضر والفواكه و سائر المرافق غلاء تجاوز حد المألوف، فاستهلك الناس أموالهم ومدخراتهم، و ضاقت أحوالهم، فكان الهالك بالجوع أكثر من الهالك بالقتل35، و أطلق المرينيون على المنازل "نهبا و اكتساحا"36 و أصدروا بقتل كل من يدخل بضاعة أو مواد غذائية إلى تلمسان، فتضرر السكان من داخلها لانعدام الأقوات باستنفاذ المخازن فلم يطق السكان تحمل هذه المجاعة37، فمات منهم خلق كثير إذ تشير المصادر التاريخية أن هذه المجاعة خلفت كثيرا من الضحايا، إذ هناك من المؤرخين من يشير إلى أن مدينة تلمسان أصبحت خالية من سكانها الذين كان عددهم يفوق مائة و خمسة وعشرون ألف نسمة على أقل تقدير38، فلم ينج من هذه المجاعة إلا بضعة آلاف من الناس، و إذا كان بعض المؤرخين عزوا ارتفاع عدد ضحايا هذه المجاعة إلى عجز و تقصير السلطان الزياني أبو حمو موسى الأول (697هـ/718م) عن اتخاذ إجراءات من شأنها التخفيف من وطأتها39، إلا أننا نرى ذلك ظلم وتجنّي عليه ذلك أن هذه الكارثة الطبيعية الناجمة عن الحصار المريني كانت تفوق طاقة السلطان أبو حمو موسى الأول، و أكبر من إمكانياته، فقد وصف فلم يكن بذلك السلطان ضعيفا و مقصرا، فقد وصفه التنسي بما يلي "فولي بعده أخوه الملك الأمجد، ذو الغرة الميمونة و الجبين الأسعد، الذي فرج الله بيمن طلعته الشدة، و آل الأمر من بعض الضيق إلى السعة في أقرب مدة، و غمر أهل مملكته اليمين و الأمان، أمير المسلمين أبو حمو موسى بن عثمان ، فأقام عمود الملك بعدما أشرف على الهلاك، و قارع الثوار، و اقتحم الأنجاد والأغوار"40. ويصف يحيى بن خلدون بأنه كان "فضا غليظا حازما يقظا".41
    *مجاعة 776هـ/1374م:
    حدثت هذه المجاعة في عهد حكم السلطان أبو حمو موسى الثتني (760-791هـ/1359-1389م) وصفتها المصادر التاريخية بالمجاعة الكبرى42، و المجاعة العظيمة43، ومما يثير الإنتباه أن هذه الكارثة لم تقتصر على تلمسان الزيانية، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى من العالم، و في هذا الصدد يذكر ابن القاضي أنه في عام 774هـ/1373م "بدأ الجوع و الغلاء والموت بمصر و العراق و الشام"44 و يصف المقريزي الوضع بمصر عام 776هـ/174م فيقول "كثر موت الفقراء و المساكين بالجوع، فكنت أسمع الفقير يصرخ بأعلى صوته لبابة قدر شحمة أدنى أشمها وخدوها فلا يزال كذلك حتى يموت"45 كما نكبت سائر أقطار المغرب كذلك بها حيث وصفها ابن قنفذ بقوله "وفي هذه السنة (776هـ) كانت المجاعة العظيمة بالمغرب وعم الخراب به"46 وفي أوروبا سمي عام 776هـ/1374م في مايوركا بعام الجوع47، و لم ينج من هذه المجاعة إلا بلدان أوروبا الشمالية.
    إن تزامن المجاعة في هذه المناطق، لا يمكن أن يكون صدفة، بل يدل على أن آليات المجاعة لم تنحصر في أسباب محلية أو إقليمية، وإنما تندرج في إطار التقلبات المناخية العالمية، وقد أكدت الدراسات الأوروبية أن مجاعة 776هـ/1374م تعود بالأساس إلى انحراف في أحوال الطقس48. تأسيسا لذلك يمكن إرجاع أسباب هذه المجاعة التي اجتاحت تلمسان خلال هذه الفترة إلى الإعصار الشديد الذي اجتاح بلاد المغرب الأوسط، و يؤكد ذلك يحيى بن خلدون الذي عاصر هذه المجاعة بقوله "إنها نتجت عن إعصار عظيم، أهلك زرع صائفة تلمسان و حيوانها، فأكل الناس بعضهم بعضا، وافتقروا إلى ما لدى السلطان فتصدق عليهم بنصف جبايته كل يوم على ضعفائها، ويجتمعون في الرحاب الفسيحة المعينة فيقسم حفظه اللك الأرزاق عدلا بينهم"49، و في محاول للتخفيف من معاناة الناس أصدر السلطان أيو حمو موسى الثاني قرار بالتكفل بالضعفاء والمساكين والفقراء، و بضمهم إلى بيمارستانات المدينة، و تقديم الطعام لهم في الصبح و المساء طوال فصلي الشتاء والربيع، كما فتح للرعية أهراء الزرع و مخازنه و أباح للناس بيعه، و خفض لهم سعره بحسب ما اقتضته ظروف المجاعة و أحكامها، و كان أبو حمو موسى الثاني، كغيره من سلاطين بني زيان حريصا على تخزين المال و المؤن تحسبا لمثل هذه الظروف و لغيرها، و كان يحث الناس على الإقتصاد و تخزين المؤن كل سنة50. وقد اشتكى أحد السراة الميسورين وهو أبو العباس أحمد الشهير بابن قنفذ القسنطيني من ارتفاع سعر المواد الغذائية في مدينة تلمسان جراء هذه المجاعة، إذ لم يستطع تحمل النفقة الباهضة التي كانت تكلفه يوميا أربع دنانير ذهبا دون المزية العظمة و اليد الكبرى التي تبيع له الطعام51. و يبدو أن التقلبات المناخية لا يمكنها أن تفسر لوحدها هذه المجاعة التي تسببت في خراب المغرب، حسب تعبير ابن قنفذ، فالحروب التي خاضها أبو حمو موسى الثاني خلال فترة حكمه، و ما رافقها من فتن داخلية كان لها دور كبير في تضرر الفلاحة، و بالتالي حدوث هذه المجاعة، لذلك لم يجانب ابن خلدون الصواب عندما ذكر أنا المجاعات تحدث نتيجة "لقبض الناس أيديهم عن الفلح في الأكثر بسبب ما يقع في آخر الدولة... من الفتن الواقعة في انتقاص الرعايا و كثرة الخوارج لهرم الدولة".52
    ب- الأوبئة :
    *وباء الطاعون :
    يعد وباء الطاعون من أشد الجوائح الطبيعية و أكثرها فناء و أشدها فتكا للبشرية، وقد عرفت تلمسان هذا الوباء الجارف عدة مرات خلال العهد الزياني، فكان ينتشر على رأس كل عشر سنوات، أو خمس عشرة سنة، أو عشرين سنة تقريبا، يؤدي إلى هلاك الكثير من الناس53، و تشير الدراسات الحديثة54 أن أول طاعون اكتسح العالم كان طاعون جوستنيان، في القرن السادس الميلادي الحوض المتوسطي55، وبعد عودته الدورية لمدة قرنين، اختفى فجأة في القرن الثامن الميلادي، ليعود إلى الظهور من جديد في القرن الرابع عشر الميلادي، انطلاقا من آسيا الوسطى حيث ظهر ببلاد الصين سنة 746هـ/1346م و اكتسح أوروبا، ووصل إلى شمال إفريقيا سنة 749هـ/1349م56، و قد عرف بتسميات مختلفة منها الطاعون الأكبر 57، و الطاعون الأسود58، و الموت الأسود 59، و الشر الأسود 60 و الفصل الكبير وسنة الفناء61، تفشى هذا الوباء في بلاد المغرب مخلفا الكثير من الضحايا، وقد عاصره ابن خلدون فوصفه وصفا دقيقا بقوله "نزال بالعمران شرقا وغربا في منتصف هذه المائة الثامنة، من الطاعون الجارف، الذي تحيق الأمم، و ذهب بأهل الجيل و طوى كثيرا من محاسن العمران و محاها جاء للدول على حين هرمها، وبلوغ الغاية من مداها، فقلص من ظلالها، وقل من حدها وأوهن من سلطانها و توادعت إلى التلاشي و الإضمحلال أحوالها، و انتفض عمران الأرض انتفاض البشر ، فخرجت الأمصار و المصانع، و درست السبل و المعالم و حلت الديار و المنازل، وضعفت الدول و القبائل، و تبدل الساكن و كأني بالمشرق قد نزل به مثل ما نزل بالمغرب، ولكن على نسبته و مقدار عمرانه"62. لا شك أن سكان المغرب الأوسط قد تأثروا بهذا الوباء مثل غيرهم من سكان البلاد المغربية والمسيحية، و من بين مرض الطاعون الذي اجتاح مدن المغرب الأوسط نذكر :
    - الطاعون الأسود (750-751هـ/1349-1350م):
    تفشى في عهده السلطان الزياني أبو سعيد عثمان الثاني (ت753هـ/1353م)، وقد عرف المغرب الأقصى إنتشار هذا الوباء سنة قبل هذا التاريخ في عهد السلطان المريني أبو الحسن (ت732هـ/1352م)63، اعتبر هذا المرض من أشد الطواعين فتكا، إذ لم يسلم منهم أي كائن حي، فقضى على خلق كثير من الناس في المغرب الأوسط، وكانت عاصمة الدولة الزيانية أشد تضررا منه، حيث فتك بعائلات بأكملها فيها، مثل ما حدث لأسرة حفيد العالم التفريسي التلمساني التي انقرضت كلها، من جراء هذا الوباء القاتل، وقد عاصره أيضا أبو عبد الله الخطيب بن مرزوق فقال عنه "كان للحاج يوسف بن يحيى حفيد العالم التفريسي ، أولاد انقرضوا، في هذا الوباء64، كذلك توفي به الفقيه ، أبو عبد الله محمد بن يحيى النجار من خيرة علماء عصره في العلوم العقلية65، كما توفي به عالم تلمسان المعروف بابن الإمام أبو موسى عيسى بمسقط رأسه و غيره من العلماء و الأهالي"66، و إذا كانت المصادر لا تحدد نوع هذا الطاعون الذي تفشى في بلاد بالمغرب الأوسط، فإنه بإمكاننا الإعتماد على الأوصاف التي قدمتها بعض المصادر الأندلسية و المشرقية، باعتباره كان وباءا عالميا، نصف ابن خاتمة أعراضه بما يلي" إنه حمى خبيثة دائمة من سوء مزاج قلبي (...) مهلكة في الغالب يتبعها كرب و عرق غير عام لا يعقب راحة ترتفع عقبة حرارة (...) وقد يتبعها تشنج وبرد في الأطراف، و قيئ مراري سمج و عطش"67، و يذكرالمقريزي "أن الموت بالطاعون يبصق الانسان دما ثم يصيح و يموت"68 كان يخرج خلف أذن الإنسان بترة فيخر صريعا ثم صار يخرج للإنسان كبة فيموت أيضا سريعا"69.
    إن الطاعون الأسود الذي ضرب منطقة المغرب الأوسط عامة و مدينة تلمسان على وجه الخصوص سنة 750هـ/1348م70، كان قد تفشى في المغرب الأقصى حسب إحدى الدراسات الحديثة سنة 749هـ/1348م قادما إليها من المشرق إنطلاقا من الموانئ الساحلية إلى داخل البلاد، فأثاب تازة، فاس، سبتة، سلا و هي مدن احتلت فيها التجارة مركز الصدارة، فمن غير المستبعد تسرب هذا الوباء إلى بلاد المغرب الأوسط عبر تنقلات تجار هذه المدن المغربية إلى بلاد المغرب الأوسط الذي كانت تربطه ببعض مدنه علاقات تجارية خاصة فاس، ولا شك أن الجيش للمريني الذي قام حملة عسكرية على المغرب الأوسط بقيادة أبو الحسن المريني في رجب 750هـ/1349م، ساهم هو الآخر في نشر الوباء على طول المحاور التي سلكها.
    - عودة الطاعون 764-765هـ/1363-1364م :
    بعد مرور أربع سنوات من حكم السلطان أبو حمو موسى الثاني (760-791هـ/1359-1389م) عاود الطاعون فتكه بالبلاد مخلف المزيد من الضحايا ، و يرتبط هذا الهجوم الجديد بموجته العالمية الثانية71 التي انطلقت من أوروبا الغربية عام 760هـ/1359م، و عاود فرنسا و انجلترا ما بين عام (770هـ/1369م) و عام (777هـ/1376م)72، كما ظهر بالشام و مصر عام 764هـ/1363م73، أهلكهم سنة تسع ة أربعين قبلها74، و نعته ابن هيدور بالوباء الثاني75، إشارة إلى الطاعون الأسود الذي اعتبرته بعض المصادر الوباء الأول العام في الأرض76،و إذا كانت المصادر التاريخية قد أجمعت على أن هذا الوباء هو طاعون حقيقي، فإنها في المقابل أغفلت تحديد نوعه، نفس الملاحظة تنطبق على الكتابات الأوروبية، إلا أن بعض المصادر المشرقية أشارت إلى بعض أغراضه، فابن حجلة يذكر أنه "كان يتبع أهل الدار فمن بصق أحد منهم دما تحققوا كلهم عدما".77
    يرجع ابن الخطيب أصل هذا الوباء ، إلى المجاعة التي تفشت ببعض المناطق "لكونها لم تستأثر بلالة رحمة مما قسم الله لغيرها، إلى ما أصابها من معرة الفتنة إلى هذا العهد واستهدف من بها إلى هلكة المجاع و فشو الموتات78، و يرى ابن هيدور أن هذا الموت لا يكون "إلا بأثر الغلاء فهو لازم من لوازمه وإذا كان الغلاء وطال اشتدت أسبابه لزم عنه الوباء، و هذا علم صحيح و قانون مطرد لا يحتاج فيه إلى تقليل و لا إلى نظف النجوم"79، لذا فقد كان للمجاعة دور في تفشي وباء الطاعون خلال عامي 764-765هـ/1363-1364م . و لعل من أسبابها الصراعات الداخلية على السلطة بين فروع الأسرة الزيانية الحاكمة وما نتج عنها من حرب عنيفة بين أبو حمو موسى الثاني و ابن عمه أبو زيان بن سعيد في الفترة الممتدة بين 762-789هـ أثرت سلبا على المنظومة الإنتاجية في شموليتها، فقد خلفت هذه الحرب وراءها الدمار و الجوع80، يذكر ابن هيدور أن الغلا لحدوثه سببان إما احتباس المطر في البلاد المحتاجة إليه، و إنما ظهور الفتن و الحروب بسبب الخروج عن الملوك، فإذا دامت الفتنة وقع الفساد في الحواضر و البوادي وفسدت حبوبها المختزنة وانقطعت الطرق وعدمت المرافق لأجل ذلك"81، إلا أن الجانب الأخطر في هذه الحرب هو زعزعتها للنشاط الفلاحي82 حيث أصبح المزارع المستقر في الدولة الزيانية غير آمن على نفسه و أرضه مما أدى به إلى الهجرة بحثا عن ملاذ آمن، يذكر أحد الباحثين "عندما لا تصبح الحقول طوال سنوات متعددة سوى مسرح لمعارك أو مجرد ممر لعبور وحدات المحاربين. التي تعيش من المنطقة، و تمارس فيها سياسة الأرض المحروقة فإن الأمر ينتهي بالفلاحين إلى الإنصراف عن الإهتمام بمزروعاتهم أو إلى عدم الإهتمام إلا بالحد الأدنى الذي يكفيهم للغذاء".83
    - طاعون 845هـ/1442م:
    ظهر هذا الوباء في عهد حكم العاهل الزياني ابو العباس أحمد العاقل بن أبي حمو موسى الثاني (834-866هـ/1431-1462م) و الذي عرفت في عهده الدولة الزيانية نوعا من الإستقرار السياسي و التطور الفكري، و الرخاء الإقتصادي84، لكن رغم ذلك فقد اجتاح مرض الطاعون الكثير من مدن المغرب الأوسط التي كانت تحت حكمه، و كانت عاصمة الدولة الزيانية تلمسان أكثر تضررا منه، حيث أتى على الكثير من سكانها85، و الملاحظ أن هذا الوباء كان له نفس الوقع على المجتمع التلمساني، فإذا كان الطاعون قد أتى بصفة خاصة على الصغار "الذين لم يبلغوا أوان الحلم "، فإنه كان كذلك "للضعفاء و أهل الشظف أفتك"، بل لم يمنع منه حتى العلماء، فقد توفي به عالم تلمسان، و مفتي بلاد المغرب، الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن المغراوي التلمساني الشهير بابن زاغو86، وهذا دليل على أن هذا الوباء أصاب العامة و الأسياد الشيوخ بدون تمييز87.
    وإذا كانت المصادر قد أجمعت على أن هذا الوباء هو طاعون حقيقي، فإنها في المقابل أغفلت عن تحديد مصدره، ورغم إقرارنا بدور المجاعة في تفشي بعض الأوبئة، إلا أنها لم تكن من العوامل المحددة لظهور هذا الوباء، فقد سجلت بعض الدراسات حدوث بعض الأوبئة في سنوات الرخاء و هذا ما حصل خلال هذه الفترة من حكم أبي العباس أحمد العاقل ، فرغم الرخاء الإقتصادي الذي عرفته دولة بني زيان في عهده، فإن ذلك لم يمنع من ظهور هذا الوباء، لقد أكدت بعض الدراسات الطبية أن الطاعون لم يكن متوطنا بأرض المغرب الأوسط بل كان يأتيه من الخارج، خاصة عن طريق الموانئ، حيث كانت السفن الواردة عليه سواء من أوروبا أو المشرق تحمل معها جرثومة يارسين، إما بواسطة القوارض التي تتحول من السفن إلى الرصيف، أو من البحارة المصابين، لذلك نرجح أن يكون الوباء قد انتقل إلى المغرب الأوسط من أوروبا التي ظهر بها قبل ظهوره بالمغرب الأوسط بفترة قصيرة.88
    3- النتائج :
    كان لهذه السلسلة من الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب الأوسط خلال العهد الزياني آثارها الوخيمة على جميع المستويات، و سنحاول فيما يلي استخلاص بعض النتائج التي ترتبت عنها :
    - النتائج الإجتماعية :
    لا ريب أن هذه المجاعات والأوبئة قد خلفت عددا كبيرا من الضحايا، إلا أنه يصعب تقديم رقم عن عددهم في غياب إحصائيات دقيقة، فالمصادر تقف عند حدود أدبيات وصفية عن الخسائر البشرية ضمن عبارات "وكم هلكت فيها من أمم"89، و مات منهم خلق كثير90،أو كان الهالك بالجوع أكثر من الهالك بالقتل 91، أو "حصد السكان بدون استثناء92 ورغم طابعها الأدبي، فإنها تؤكد حقيقة أن هذه الكوارث كانت شديدة وأنها أودت بحياة عدد كبير من الناس، ولا شك أن الضعفاء كانوا أكثر ضحايا هذه المجاعات والأوبئة لاختصاص السبب بهم"93، إلا أن الفئة الميسورة لم تكن بمنأى على الأقل من ضربات هذه الكوارث، فقد أتى وباء الطاعون 845هـ/1442م على العامة والأسياد و الشيوخ وأصحاب القصور و الجاه بدون تمييز وهو ما أكده ابن خلدون بقوله "ولم أزل منذ نشأت وناهزت مكبا في تحصيل العلم حريصا في اقتناء الفضائل (...) إلى أن كان الطاعون الجارف و ذهب الأعيان و الصدور و جميع المشيخة"94.
    كما ساهم الطاعون و المجاعة في بروز بعض القيم الأخلاقية المتطرفة منها استفحال ظاهرة النهب والسلب التي اتخذت أبعادا حقيقية في ظل الفوضى و ضعف السلطة المركزية، فقد اضطر ابن قنفذ أن يقيم في تلمسان مدة شهر لانعدام الأمن في المسالك والطرق بسبب مجاعة 776هـ/1374م95.، و قد أشار ابن قنفذ إلى هذه الظاهرة بقوله "إن أمر الطريق كان في الخوف و الجوع ما مقتضاه أن كل من يقع قدومنا عليه يتعجب من وصولنا سالمين، ثم يتأسف علينا عند ارتحالنا..."96.
    وقد أدى حدوث هذه الكوارث في موت أعداد كبيرة من العلماء و الفقهاء، فمثلا يذكر ابن مرزوق "وكما هلكت فينا من أمم (تلمسان) و كم انجلى من أهلها أعلام، كم كابدوا من محن و انتقام و لا شك أن موت هؤلاء العلماء كان له انعكاس سلبي على الحياة العلمية يقول ابن خلدون "وقد كسدت لهذا العهد أسواق العلم بالمغرب لتناقص العمران فيه وانقطاع سند العلم و التعلم"98. و جدير بالذكر أن الطاعون ساهم في ظهور مجموعة من الكتابات نعتها الدكتور محمد الأمين البزاز بأدبيات الطواعين99، إلا أن المغرب الأوسط (الجزائر) حسب حدود إطلاعي لم يظهر به هذا النوع من الكتابات وإن كنا نفترض أنه هو الآخر عرف بعضا منها لكن لم يتم الكشف عنها بعد بحكم أن مناطق قريبة منه لها نفس البنيات و المعتقدات و الأنماط الفكرية عرفت مثل هذه الكتابات100.
    - النتائج الإقتصادية :
    كان طبيعيا أن يؤدي ارتفاع عدد الضحايا إلى تضرر الإقتصاد ، إلا أننا لا نستطيع تمثل حجم هذه الكوارث على اقتصاد المغرب الأوسط إلا من خلال مقارنتها مع ما خلفته في مناطق أخرى مثل المشرق الإسلامي حيث تتوفر على بعض المعطيات ، ففي المجال الفلاحي تؤكد إحدى الدراسات الحديثة أن عدد ضحايا الطاعون الأسود كان كبيرا بالبوادي عنه بالمدن101، و يبدو أن هذا الطرح ينسجم مع الصورة التي قدمتها مختلف المصادر حول الأضرار التي لحقت ببعض البوادي بالمشرق، ففي غزة مثلا "شمل الموت أهل الضياع بها"102 ، و في مصر "عجز أهل بليس و سائر البلاد الشرقية عن ض من الزرع لكثرة موت الفلاحين"103. إنطلاقا من هذه الأمثلة فإننا لا نتصور أن يكون المغرب الأوسط أحسن حالا منها إذ تزخر كتب التراجم و النوازل بإشارات كثيرة حول فراغ بعض القرى في المغرب الأوسط، و طبيعي أن تنعكس هذه الأوضاع سلبا على الفلاحة، و ذلك بتعطل الإنتاج الزراعي.


     
  2. أمة الرحمن الجزائرية

    أمة الرحمن الجزائرية طاقم الإدارة مشرف

    ومن الآثار التي أفرزتها هذه الكوارث على المستوى التجاري ارتفاع الأسعار بوتيرة سريعة خاصة أثناء مجاعة 698هـ/1293م، و طاعون 764هـ/1363م، هذه الحقيقة عبر عنها التنسي محمد بن عبد الله بقوله : "بلغ فيها الرطل من الملح دينارين ، و كذلك من الزيت و السمن و العسل و اللحم ، ذكر بعضهم أن الدجاجة بلغت ثمانية دنانير ذهبا"104. و يصف لنا كذلك ابن خلدون ارتفاع الأسعار بقوله : "أن ثمن البقرة الواحدة ستون مثقالا، و الظأن سبعة ونصف و الرطل من لحم البغال و الحمير بثمن المثقال، و من الخيل بعشرة دراهم... و حتى الخس بعشرين درهما، و من اللفت بخمسة عشر درهما، و الفقوس بأربعين درهما، والخيار بثلاثة أثمان الدينار، و البطيخ بثلاثين درهما، و الحبة من التين و الإجاص بدرهمين".105
    - النتائج السياسية :
    لم يقتصر تأثير المجاعة و الأوبئة على الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية للدولة الزيانية بالمغرب الأوسط، فقد تأثرت كذلك أوضاعها السياسية، فتقلص النشاط الإقتصادي، اضطربت الأحوال الأمنية و زاد عدم الإستقرار السياسي داخل الدولة الزيانية الناجم عن الصراعات الداخلية على السلطة بين فروع الأسرة الحاكمة، كان يعني في المحصلة النهائية عجز الدولة في الدفاع عن حدودها، مما دفع بالطامعين في الحكم من جيرانها الحفصيين و المرينيين السيطرة عليها، فمثلا أدت الحرب العنيفة بين ابو حمو موسى الثاني و ابن عمه أبي زيان بن سعيد في الفترة الممتدة ما بين سنتي 762-783هـ إلى انقسام الدولة الزيانية إلى شطرين، الشطر الشرقي و يضم اراضي من شرق الجزائر الحالية إلى غاية مدينة الجزائر تقريبا، وكانت تحت سلطة ابي زيان، والشطر الغربي من مدينة الجزائر إلى غاية الحدود الغربية الحالية للجزائر تقريبا، و يقع تحت سلطة ابن حمو موسى الثاني. فقد سهل هذا الأمر على السلطان المريني عبد العزيز من احتلال تلمسان سنة 772هـ106، كما تعرضت تلمسان لحصار طويل من قبل أبو يعقوب يوسف المريني سنة 698هـ/1239م وهو العام الذي اشتدت فيه المجاعة بالمغرب الأوسط.107
    الخــــــاتـــمـــة
    يتضح مما سبق، أن المجاعات و الأوبئة قد شكلت خطرا حقيقيا على حياة سكان المغرب الأوسط خلال العصر الوسط، إذ شكلت بنية من بنيات حياتهم اليومية، و تبين من خلال هذه الدراسة أن أسباب هاتين الكارثتين كانت متنوعة فمنها ما هو طبيعي كالجفاف، و الأعاصير، و منها ما هو بشري كالفتن والحروب التي أدت إلى تعميق الأزمة الغذائية.
    لقد تعرض المغرب الأوسط خلال العهد الزياني عدة مرات للأوبئة و المجاعات، تطرقنا إلى تلك التي توفرنا بصددها على معلومات كافية، وقد تراوحت المدة الزمنية التي استغرقتها هذه الكوارث ما بين سنة وثماني سنوات، و من استأثر القرنين السابع و الثامن الهجريين (13-14م) بالنصيب الأوفر بسبب الإضطرابات العنيفة التي شهدها هذين القرنين.
    وإذا كانت هذه الكوارث تنتقي ضحاياها من الفقراء و المعوزين، فإن الوباء كان يساوي بين أفراد المجتمع كيفما كانت مستوياتهم المادية والاجتماعية، كما فرضت الأوبئة و المجاعات خلال العهد الزياني سلوكات بدءا باستفحال ظاهرة النهب و السلب و انتهاء بأكل اللحوم البشرية كما حدث في مجاعة 776هـ/1374م، وهو أقصى سلوك كان يصل إليه الإنسان في هذه الفترات العصيبة، إذ كان ينسلخ من آدميته و يتحول إلى حيوان هدفه التخلص من الألم و الجوع بأية وسيلة .
    وأود في نهاية هذا العمل أن أشير إلى أن هذه الدراسة تبقى محاولة أولية، أتمنى أن تكون بداية لأبحاث في حقب تاريخية أخرى، و أن تتظافر جهود الباحثين و الدارسين في تخصصات متعددة للبحث في مثل هذه المواضيع الغنية بالقضايا و الحقائق التاريخية.




    قائمة المصادر والمراجع

    أولا المصادر :
    *المصادر المخطوطة :
    1- ابن الأعرج (محمد الحسني السلماني)
    - زبدة التاريخ و زهرة الشماريخ ، الخزانة الحسنية ، الرباط مخطوط رقم 170.
    2- ابن خاتمة (أبو جعفر أحمد بن علي)
    - تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد، الخزانة العامة، الرباط، ميكروفيلم 1212.
    3-ابن هيدور (علي بن عبد الله التادلي )
    - الأمراض الوبائية ، الخزانة الحسنية ، الرباط مخطوط رقم 9605.
    4- ابن مرزوق (أبو عبد الله محمد الخطيب)
    - المجموع، ميكروفيلم، الخزانة العامة ، الرباط، رقم20.
    *المصادر المطبوعة :
    5- ابن أبي زرع (أبو الحسن علي الفاسي)
    - الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك الغرب و تاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة الورقية، الرباط 1972.
    6- ابن الأحمر (أبو الوليد إسماعيل بن يوسف الغرناطي الأندلسي)
    - روضة النسرين في دولة بني مرين، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية ، الرباط 1423هـ/2003م.
    7- ابن ثغري (جمال الدين أبو المحاسن بردي)
    - النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة (ج10)، وزارة الثقافة و الإرشاد القومي ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف و الطباعة و النشر، مصر 1963.
    8- ابن الخطيب (لسان الدين أبو عبد الله محمد السلمان)
    - نفاضة الجراب في علالة الإغتراب ، تحقيق و تقديم السعدية فاغية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1989.
    9- ابن الخطيب ، معيار الإختيار في ذكر المعاهد و الديار، تحقيق محمد كمال شبانة ، مكتبة الثقافة الدينية، مصر 2002.
    10- ابن خلدون (أبو زيد عبد الرحمن بن ابي بكر الحضرمي)
    - مقدمة ابن خلدون، مطبعة مصطفى محمد، مصر، بدون تاريخ .
    11- ابن خلدون ، تاريخ ابن خلدون المسمى "العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، دار الكتاب اللبناني، (المجلد السادس)، ج7، بيروت 1983.
    12- ابن خلدون (أبو زكرياء يحيى بن ابي بكر بن محمد بن الحسن)
    - كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد (ج2) نشره وترجمه إلى الفرنسية ألفرد بل، مطبعة غرناطة، الجزائر 1903-1910.
    13- ابن خلدون، كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد (ج1)، تحقيق عبد الحميد حاجيات، المكتبة الوطنية ، الجزائر 1980.
    14- ابن عباد إسماعيل، كافي الكفاة، تحقيق محمد حسن آل ياسين، عالم الكتب ، بيروت، الطبعة الثانية 1994.
    15- ابن القاضي (أبو العباس أحمد بن محمد المكناسي)
    - لقط القرائد من لفاظة حقق الفوائد، تحقيق محمد حجي، مطبوعات دار المغرب للتأليف و الترجمة و النشر، سلسلة التراجم (2)، الرباط 1396هـ/1976م.
    16- ابن قنفذ (ابو العباس أحمد بن حسين بن علي بن الخطيب القسنطيني)
    - أنس الفقير و عز الحقير، نشره و صححه محمد الفاسي و أدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي ، الرباط، 1965م.
    17- ابن مرزوق (شمس الدين أبو عبد الله محمد التلمساني )
    - المسند الصحيح الحسن في مآثر و محاسن مولانا أبي الحسن ، دراسة وتحقيق ماريا خيسوس فيغيرا، تقديم محمود بوعياد، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر 1401هـ/1981م.
    18- ابن مريم ، (أبو عبد الله محمد بن أحمد)
    البستان في ذكر الأولياء بتلمسان، نشره محمد بن ابي شنب وقدم له عبد الرحمن طالب ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 1986.
    19- ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد ابن مكرم)
    - لسان العرب المحيط ، ج8، دار صادر بيروت، بدون تاريخ.
    20- أبو بكر (محمد بن الحسن الأزدي)، جمهرة اللغة (ج2)، دار صادر بيروت، الطبعة الأولى، 1345هـ.
    21- البستاني بطرس
    - محيط المحيط ، مكتبة لبنان، بيروت، 1987.
    22- التنسي (محمد بن عبد الله بن عبد الجليل الحافظ)
    - نظم الدر و العيان في بيان شرف بني زيان، تحقيق محمد بوعياد، المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1985.
    23- الجوهري (إسماعيل بن حماد)، "تاج اللغة و صحاح العربية" ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثالثة 1979م.
    24- الزركشي (أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التونسي)
    -تاريخ الدولتين الموحدية و الحفصية، تحقيق محمد ماضور، المكتبة العتيقة، تونس، ط2، 1966.
    25- المقريزي (تقي الدين أحمد بن علي)
    - كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، القسم الثالث (ج2)، صححه و وضع حواشيه محمد مصطفى زيادة، مصر 1378هـ/1958م.
    26- المقريزي، إغاثة الأمة بكشف الغمة، نشره محمد مصطفى زيادة، و جمال الدين محمد الشيال، الطبعة الثالثة، 2002.
    27- الناصري (أبو العباس أحمد بن خالد)
    -الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (ج4)، تحقيق جعفر الناصري، ومحمد الناصري، دار الكتاب ، الدار البيضاء، المغرب، 1954.
    28- الوزان (الحسن بن محمد الفاسي) المعروف بليون الإفريقي
    - وصف إفريقيا (ج1)، ترجمه عن الفرنسية ، محمد حجي، ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي بيروت، الطبعة الثالثة، 1983.
    29- الونشريسي (أبو العباس أحمد بن يحيى )
    - المعيار المغرب و الجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية و الأندلس والمغرب (12جزءا)، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية ، الرباط، ودار الغرب الإسلامي ، بيروت 1401هـ/1981م.
    ثانيا المراجع :
    *باللغة العربية :
    1- أديب اللجمي و آخرون، المحيط ، معجم اللغة العربية (ج3)، بيروت ، الطبعة الثانية 1994.
    2- البزاز محمد الأمين ، تاريخ الأوبئة و المجاعات بالمغرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية، سلسلة رسائل و أطروحات ، الرباط 1992.
    3- البزاز محمد الأمين، الطاعون الأسود بالمغرب في القرن 14م، مجلة الآداب و العلوم الإنسانية ، العدد 16، الرباط 1991.
    4- بوداود عبيد،ظاهرة التصوف في المغرب الأوسط ما بين القرنين السابع و التاسع الهجريين (13-15هـ) ، دراسة في التاريخ السوسيوثقافي، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، الجزائر، 2004.
    5- جودت عبد الكريم يوسف، الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية في المغرب الأوسط خلال القرنين الثالث و الرابع الهجريين (9-10م) ديوان المطبوعات الجامعية 1992.
    6- الحساني مختار ، الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية في الدولة الزيانية، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1997.
    7- عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني (جزأين)، دار موفم للنشر والتوزيع، الجزائر 2002.
    8- عبد العزيز باجو، الجفاف بالمغرب و علاقته بالتقلبات المناخية المعاصرة، مجلة الدعم ، العدد الثاني، السنة الثانية، جويلية 1996.
    9- العلوي القاسمي محمد هاشم، مجمع المغرب الأقصى حتى منتصف القرن الرابع الهجري/منتصف القرن العاشر الميلادي (جزأين)، منشورات وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية ، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب 1415هـ/1995م.
    10- محمد الحبيب بن الخوجة، الجراد بين الدراسات الحديثة و بين التصورات الموروثة ، مطبوعات أكاديمية ، المملكة المغربية ، الرباط، 1989.
    11- محمود علي مكي، وثائق تاريخية جديدة عن دولة المرابطين، مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية المجلد (7-8) مدريد 1959.
    12- مصطفى نشاط، من صعوبات البحث في الديمغرافيا التاريخية للمغرب الوسيط، الطاعون الأسود نموذجا، مجلة الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، العدد6، السنة 1996، وجدة المملكة المغربية.
    *باللغة الأجنبية:
    1- Abel Withem , Criuses agraisnes en Europe (XIII-XX siècles) ta. Fr , Flammarion , Paris 1973
    2- Biraben (J.N) et Le Goff (I), La peste dans le moyen âge - annales E.S.G n°6-8-1969
    3- Brosslard (Charles), Les inscriptions arabes de Tlemcen , Revue Africaine , n° 14, 3ème année 1859, Alger.
    4- Carpentier Elisabeth , “ Autour de la peste noire ” Famines et épidémies dans l’histoire ddu XIV siècle annales E.S.G n°17 1962.
    5- Dufoucq (ch.E), Gautier (b.j) histoire économique et sociale de l’Espagne chrétienne au moyen âge, Armand colin, paris 1976.
    6- Fossier Robert, le moyen âge , le temps des crises 1250-1520, armand Colin , Paris 1983.
    7- Gerbet Marie Claude, L’Espagne au moyen âge XIII-XV siècle Armand Colin, Paris 1991.
    8- Marçais Georges , les villes d’art célèbres , Tlemcen ; Librairie Renouard, Laurens éditeur, Paris, 1950.
    9- Mols (R), Introduction de la démographie historique des villes d’Europe du (XIV au XVIII siècle), T2, Louvain, Belgique 1954.
    10- Renouard Henri , Paul Joseph , La peste noire de 1348 in population n° 03 1948.




    الحواشي :
    * تلمسان مدينة جزائرية تبعد عن العاصمة الجزائرية بحوالي 560كلم، كانت في العصر الوسيط عاصمة المغرب الأوسط، حمكها الزيانيون الذين خلفوا دولة الموحدين المنهارة في بلاد المغرب و الأندلس من 633هـ إلى 962م.
    1- عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني (جزأين)، دار موفم للنشر والتوزيع، الجزائر 2002.
    2- الحساني مختار ، الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية في الدولة الزيانية، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1997.
    3- ميشال سيباد و هنري غونال، الجوع منشورات عويدات، الطبعة الأولى، بيروت، 1973، ص94.
    4- أبو الفضل ابن منظور، لسان العرب المحيط ، ج8، دار صادر بيروت، د.ت،ص94.
    5- أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي، جمهرة اللغة (ج2)، دار صادر ، بيروت، د.ت، ص21.
    6- أديب اللجمي و آخرون، المحيط ، معجم اللغة العربية (ج3)، بيروت ، الطبعة الثانية 1994، ص1099.
    7- الجدب، هو انقطاع المطر و يبس الأرض من الكلأ، اللجمي و آخرون، المحيط، (ج1)، ص396.
    8- المحل، هو انقطاع المطر ويبس الأرض، ينظر : إسماعيل بن عباد، كافي الكفاة (ج3)، تحقيق محمد حسن آل ياسين، عالم الكتب ، الطبعة الأولى، بيروت 1994، ص116، و جاء في لسان العرب، الشدة والمحل: الجوع الشديد و إن لم يكن جدب، و المحل نقيض الخصب و المحول و القحوط احتباس المطر، ابن منظور ، لسان العرب، ج1، ص ص 616-617،وفي محيط المحيط أرض محل، أي مجدبة ، بطرس البستاني، محيط المحيط، مكتبة لبنان، بيروت، 1987، ص814.
    9- المسغبة: المجاعة، أديب اللجمي و آخرون، المحيط (ج3)، ص1146.
    10- القحط : احتباس المطر ، و قحوط المطر أن يحتبس ، وهو محتاج إليه، ويقال زمان قاحط وعام قاحط وسنة قحط و أقحط الناس، إذا لم يمطروا ، ابن منظور ، لسان العرب (ج7)، ص374.
    11- الوباء : الطاعون (...) و ارض موبوءة ، و بيئة (...) كثيرة الوباء، ابن منظور ، لسان العرب (ج1)، ص189.
    نفس التعريف يقدمه ابن عباد، كافي الكفاة (ج1)، ص451، و اسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح، تاج اللغة و صحاح العربية (ج1)، تحقيق عبد الغفور عطار، دار للعلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية، 1979، ص79.
    12- ابن خلدون عبد الرحمن، مقدمة ابن خلدون، مطبعة مصطفى محمد، مصر، د-ت، ص302.
    13- ابن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك الغرب و تاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة الورقية، الرباط 1972، ص102.
    14- جودت عبد الكريم يوسف، الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية في المغرب الأوسط خلال القرنين الثالث و الرابع الهجريين (9-10م) ديوان المطبوعات الجامعية 1992، ص455.
    15- الونشريسي أبو العباس ، المعيار المغرب و الجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية و الأندلس والمغرب (12جزءا)، نشر وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، المملكة المغربية ، الرباط، ودار الغرب الإسلامي ، بيروت 1401هـ/1981م، ص236.
    16- الوزان الحسن بن محمد الفاسي المعروف بليون الإفريقي، وصف إفريقيا (ج1)، ترجمه عن الفرنسية ، محمد حجي، ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي بيروت، الطبعة الثالثة، 1983، ص222.
    17- ابن مرزوق، المسند الصحيح الحسن في مآثر و محاسن مولانا أبي الحسن ، دراسة وتحقيق ماريا خيسوس فيغيرا، تقديم محمود بوعياد، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر 1401هـ/1981م، ص222.
    18- ابن خلدون يحيى، كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد (ج2) نشره وترجمه إلى الفرنسية ألفرد بل، مطبعة غرناطة، الجزائر 1903-1910، ص11، ينظر كذلك ابن مريم أبو عبد الله ، البستان في ذكر الأولياء بتلمسان، نشره محمد بن ابي شنب وقدم له عبد الرحمن طالب ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 1986، ص174.
    19- محمد الحبيب بن الخوجة، الجراد بين الدراسات الحديثة و بين التصورات الموروثة ، مطبوعات أكاديمية ، المملكة المغربية، الرباط، 1989، ص61.
    20- محمود علي مكي، وثائق تاريخية جديدة عن دولة المرابطين، مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية المجلد (7-8) مدريد 1959، ص ص 186-188.
    21-عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج1، ص253.
    22- ابن الخطيب، لسان الدين أبو عبد الله محمد السلماني، نفاضة الجراب في علالة الإغتراب ، تحقيق و تقديم السعدية فاغية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1989، ص61.
    23- علي بن عبد الله بن هيدور التادلي، الأمراض الوبائية ، الخزانة الحسنية ، الرباط مخطوط رقم 9605، ورقة2.
    24- Mols (R), Introduction de la démographie historique des villes d’Europe du (XIV au XVIII siècle), T2, Louvain, Belgique, 1954 p460.
    25- ابن ابي زرع، الانيس المطرب بروض القرطاس، ص ص 131-132.
    26- ابن خلدون ، كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، دار الكتاب اللبناني، (المجلد السادس)، ج7، بيروت 1983، 505.
    27- ابن خلدون، المقدمة، ص302.
    28- بوداود عبيد،ظاهرة التصوف في المغرب الأوسط ما بين القرنين السابع و التاسع الهجريين (13-15هـ) ، دراسة في التاريخ السوسيوثقافي، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، الجزائر، 2004، ص185.
    29- المرجع نفسه، ص187.
    30- ابن مرزوق، المسند الصحيح، ص 285-286.
    31- ابن خلدون، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد (ج1)، تحقيق عبد الحميد حاجيات، المكتبة الوطنية ، الجزائر 1980، ص215.
    32- ابن خلدون، المقدمة، ص302.
    33- ابن خلدون، كتاب العبر، (ج7)، ص ص 197-198.
    34- ابن الأحمر ، روضة النسرين في دولة بني مرين، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية ، الرباط 1423هـ/2003م، ص61.
    35- ابن خلدون، كتاب العبر، (ج7)، ص 198.
    36- المصدر نفسه، ص 198.
    37- ابن مرزوق، المسند، ص ص 476-477.
    38- ابن الأعرج ، زبدة التاريخ و زهرة الشماريخ ، الخزانة الحسنية ، الرباط مخطوط رقم 170، ورقة 42.
    39- Brosslard (Charles), Les inscriptions arabes de Tlemcen , Revue Africaine , n° 14, 3ème année 1859, Alger, 83.
    40- التنسي محمد بن عبد الله ، نظم الدر و العقيان في بيان شرف بني زيان، تحقيق محمد بوعياد، المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1985، ص132.
    41- يحيى بن خلدون، بغية الرواد، (ج1)، ص 43
    42- ابن قنفذ ، أنس الفقير و عز الحقير، نشره و صححه محمد الفاسي و أدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي ، الرباط، 1965م، ص105.
    43- الونشريسي، المعيار، (ج5)، ص98.
    44- ابن القاضي ، لقط القرائد من لفاضة حقق الفوائد، تحقيق محمد حجي، مطبوعات دار المغرب للتأليف و الترجمة و النشر، سلسلة التراجم (2)، الرباط 1396هـ/1976م، ص215.
    45- المقريزي ،كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، القسم الثالث (ج2)، صححه و وضع حواشيه محمد مصطفى زيادة، مصر 1378هـ/1958م، ئ40.
    46- ابن قنفط، أنس الفقير، ئ105.
    47- Dufoucq (ch.E), Gautier (b.j) histoire économique et sociale de l’Espagne chrétienne au moyen âge, Armand colin, paris 1976, p 176.
    48- نجد تفسيرا معقولا لهذه الظاهرة في نتائج الأبحاث التي أجريت في إطار البرنامج الأوروبي لدراية ديناميكية المناخ، و التي أكدت أن التقلبات المناخية التي تشهدها أوروبا ودول المغرب العربي من حين لآخر لها ارتباط قوي و مباشر مع ديناميكية الدورة الهوائية الأطلنتية في النصف الشمالي وهو ما يسمى بذبذبة المحيط الأطلسي الشمالية، ينظر عبد العزيز باجو، الجفاف في المغرب و علاقته بالتقلبات المناخية المعاصرة، مجلة الدعم، العدد الثاني، السنة الثانية ، جويلية 1996، ص23. و قد حاول الباحث الفرنسي ركون (P.Rognon) اعتمادا على مؤشرات هذه الذبذبة تفسير الجفاف الذي شهدته أوربا أعوام (1975-1976-1977)، نقلا عتن عبد العزيز باجو، الجفاف، ص29.
    49- يحيى بن خلدون ، بغية الرواد (ج2)، ص11.
    50- المصدر نفسه، ص326.
    51- ابن قنفذ، أنس الفقير ، ص105.
    52- ابن خلدون عبد الرحمن، المقدمة، ص203.
    53- الحسن الوزان، وصف إفريقيا، (ج1)، ص68.
    54- Biraben (J.N) et Le Goff (I), La peste dans le moyen âge - annales E.S.G n°6-8-1969, p1492.
    محمد الأمين البزاز، الطاعون الأسود بالمغرب في القرن 14م، مجلة الآداب و العلوم الإنسانية ، العدد 16، الرباط 1991، ص ص 109-110، مصطفى نشاط، من صعوبات البحث في الديمغرافيا التاريخية للمغرب الوسيط، الطاعون الأسود نموذجا، مجلة الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، العدد6، السنة 1996، وجدة المملكة المغربية، ص27.
    Biraben (J.N), la peste , p p 1492-1493.
    56- عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج1، ص251.
    Gerbet Marie Claude, L’Espagne au moyen âge XIII-XV siècle Armand Colin, Paris 1991, p258.
    57- Roux (S), Le monde des villes au moyen âge XIII siècle Armand Colin, Paris 1991, p258.
    58- Carpentier Elisabeth , “ Autour de la peste noire ” Famines et épidémies da,s l’histoire du XIV siècle annales E.S.G n°17 1962, p p 1062.
    59- Reouard Henri , Paul Joseph , La peste noire de 1348 in population n° 03 1948, p460.
    60- Fossier Robert, le moyen âge , le temps des crises 1250-1520, armand Colin , Paris 1983, p56.
    61- ابن ثغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة (ج10)، وزارة الثقافة والإرشاد القومي ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف و الطباعة و النشر، مصر 1963، ص215.
    62- ابن خلدون، المقدمة، ص53.
    63- ابن الخطيب ، معيار الإختيار في ذكر المعاهد و الديار، تحقيق محمد كمال شبانة ، مكتبة الثقافة الدينية، مصر 2002، ص ص 155-156.
    64- ابن مرزوق الخطيب، المجموع، ميكروفيلم، الخزانة العامة، رقم 20، ورقة 14.
    65- المصدر نفسه، ورقة 15.
    66- Marçais Georges , les villes d’art célèbres , Tlemcen , Librairie Kenouard, Laurens éditeur, Paris, 1950, p48
    67- ابن خاتمة أبو جعفر أحمد بن علي، تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد، الخزانة العامة، الرباط، ميكروفيلم 1212، ورقة 4-5.
    68- امقريزي، كتاب السلوك، (ج3)، ص773.
    69- ابن ثغري، النجوم الزاهرة، (ج10)، ص198.
    70- Vovelle (M), La mort et l’occident de 1300 à nos jours , édition , Gallimard et panthéons books, 1983, p90.
    71- أشا الوزان إلى أن الطاعون كان يعاود فتكه بالبلاد و العباد كل عشرة أو خمسة عشرة أو عشرين سنة، وصف إفريقيا، ج1، ص68.
    72- Chaunu (p), L’expansion européenne du 13 au 15ème siècle n P.U.F , Paris , 2ème édition, 1983, p 347.
    Carpentier (E), autour de la peste , p 1083.
    73- المقريزي، كتاب السلوك، ص81.
    74- ابن خلدون، العبر، ج7، ص127.
    75- ابن هيدور، الأمراض الوبائية، الخزانة الحسنية، الرباط، مخطوط رقم 9605، ورقة 2.
    76- ابن قنفذ، كتاب الوفيات، تحقيق عادل أبو نويهض، بيروت، الطبعة الرابعة 1983، ص354.
    77- ابن ابي حجلة ، دفع النقمة بالصلاة على بني الرحمة، ورقة 107ب، نقلا عن أحمد السعداوي، المغرب الإسلامي في مواجهة الطاعون، الطاعون الأسود و الطواعين التي تلته، القرنين 8-9هـ/14-15م، مجلة إيبلا، العدد 175، السنة 1995، ص ص 119-141.
    78- ابن الخطيب، نفاضة الجراب، ص61.
    79- ابن هيدور، الأمراض الوبائية، ورقة2.
    80- بوادود عبيد، ظاهرة التصوف في المغرب الأوسط، ص162.
    81- ابن هيدور، الأمراض الوبائية، ورقة2.
    82- محمد هاشم العلوي القاسمي، مجمع المغرب الأقصى حتى منتصف القرن الرابع الهجري/منتصف القرن العاشر الميلادي (جزأين)، منشورات وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية ، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب 1415هـ/1995م، ص27.
    83- Mos (R), introduction de la démographie historique , p460.
    84- عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج1، ص72.
    85- المرجع نفسه، ج1، ص253.
    86- ابن الأعرج، زبدة التاريخ، ورقة99.
    87- ابن أبي زرع ، الأنيس المطرب بروض القرطاس، ص267.
    88- ظهر الطاعون بأوروبا سنة 760هـ/1359م، أما المشرق فقد ظهر فيه سنة 764م، و ظهر بمنطقة المغرب الإسلامي ما بين سنة 764هـ/1363م، ثم عاد للظهور بها عام 845م.
    89- ابن مرزوق، المسند الصحيح ، ص203.
    90- التنسي، نظم الدر، ص132.
    91- ابن خلدون، العبر (ج7)، ص ص 197-198.
    92- ابن مريم، البستان، ص180.
    93- ابن خاتمة، تحصيل غرض القاصد، ورقة 15.
    94- ابن خلدون، العبر ، ج7، ص398.
    95- ابن قنفذ ، أنس الفقير و أعز الحقير، ص105.
    96- المصدر نفسه، ص231.
    97- ابن مرزوق، المسند الصحيح، ص203.
    98- ابن خلدون، المقدمة، ص463.
    99- محمد الأمين البزاز، تاريخ الأوبئة و المجاعات بالمغرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية، سلسلة رسائل و أطروحات ، الرباط 1992، ص387 و ما بعدها.
    100- ألف في تونس مثلا، أحد الفقهاء كتابا حول الطاعون سماه "المسنون في أحكام الطاعون"، و ألف في الأندلس ابن خاتمة كتاب "تحصيل غرض القاصد في تحصيل المرض الوافد"، و الف ابن الخطيب كتاب "مقنعة السائل عن المرض الهائل"، و في مصر ألف ابن ابي حجلة كتاب : "دفع النقمة بالصلاة على بني الرحمة" و غيرها كثير لا يتسع المجال لذكرها.
    101- Abel Withem , Crises agraires en Europe (XIII-XX siècles) ta. Fr , Flammarion , Paris 1973, p63.
    102-ابن ثغري بردي، النجوم الزاهرة، ج10، ص198.
    103- المصدر نفسه، 203، المقريزي، كتاب السلوك ، ج2، ق3، ص778.
    104- التنسي، نظم الدر و العقيان، ص132.
    105- عبد الرحمن بن خلدون، كتاب العبر (المجلد السادس)، ص ص 197-198.
    106- الزركشي أبو عبد الله ، تاريخ الدولتين الموحدية و الحفصية، تحقيق محمد ماضور، المكتبة العتيقة، تونس، ط2، 1966، ص ص74-73.
    الناصري ، الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (ج4)، تحقيق جعفر الناصري، ومحمد الناصري، دار الكتاب ، الدار البيضاء، المغرب، 1954، ص58.
    107- عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج1، ص254.
     
  3. الباحث العربي

    الباحث العربي عضو منتسب

مشاركة هذه الصفحة