في ظل تردي نوعية الغذاء المعاصر وأساليب الزراعة السائدة، بات كثر يميلون أكثر فأكثر الى تناول حبوب الفيتامينات والمعادن لسد النقص الحاصل فيها ومن أجل الوقاية من الأمراض. لكن لم تظهر حتى الآن أدلة علمية دامغة تفيد بأن تناول حصص يومية من الفيتامينات والمعادن يساهم في تنشيط الجسم ودعم الصحة والوقاية من الأمراض، بل كشفت نتائج دراسات مختلفة أن هذا السلوك يمكن أن يتحول خطراً على الصحة بدلاً من أن يكون مصدر حماية لها. من الطبيعي أن ينبري منتجو الفيتامينات والمعادن وكذلك أنصارها الى الدفاع عن أهميتها، إلا أن جمعيات صحية كثيرة في مختلف دول العالم لا توافقهم الرأي وتؤكد أن الأطعمة الغنية بقيمتها الغذائية تكفي لوحدها في تأمين احتياجات الجسم وفي الدفاع عنه. لا شك في أن هناك فئات من الناس تحتاج، نظراً الى ظروفها الصحية الخاصة، الى تناول جرعات داعمة من مكملات الفيتامينات والمعادن شرط أن يعتمدوا على الغذاء الصحي أولاً وأخيراً. لا أحد ينكر أن هناك ظروفاً تعمل على إفقار الجسم من الفيتامينات والمعادن، مثل اتباع حميات قاسية لتخفيف الوزن، أو شرب الكحوليات، أو سوء التغذية، أو الضغوط النفسية، أو لأسباب فيزيولوجية بحتة، وفي هذه الحالات يجب مد الجسم بالمكملات اللازمة لتمكينه من الحصول على حاجاته الأساسية من الفيتامينات والمعادن. إن سوء استعمال الفيتامينات والمعادن قد تنتج منه أخطار، خصوصاً في حال الإفراط في استهلاكها، من هنا فإن النصائح الآتية تسمح بالاستعمال الآمن لها: – تناول الفيتامينات والمعادن عند الحاجة الفعلية لها، لأن الإفراط في استهلاك بعضها ولمدة طويلة ومن دون مبرر يؤدي الى ارتفاع نسبتها في الدم وتعريض الجسم لمضاعفات سيئة. فمثلاً إن أخذ جرعات كبيرة من الفيتامين أ لفترة طويلة يؤدي الى التسمم والى ظهور آثار جانبية تكون ناطقة على الجلد وفي العظام والكبد والدماغ. – اختيار الجرعات المناسبة من الفيتامينات والمعادن وفقاً للمعايير الموصى بها دولياً من دون زيادة، لأن أي زيادة في عنصر ما على حساب آخر قد تؤثر في قدرة امتصاص العناصر الأخرى. – حفظ الفيتامينات والمعادن في مكان بارد وجاف والتأكد من فترة صلاحيتها. – استشارة الطبيب إذا تزامن تناول الفيتامينات والمعادن مع أدوية أخرى، كي لا تحدث تداخلات دوائية تشكل خطراً على الجسم.