البَشَائِرُ بِمَا فِي رِحْلَتِي إلَى بِلاَدِ الْجَزائِرِ....(2)

الموضوع في 'المنبر الإسلامي العام' بواسطة بلال السلفي, بتاريخ ‏15 يوليو 2011.

  1. بلال السلفي

    بلال السلفي عضو متميز

    تكملة المقالة :

    ثالثاً: الزِّياَرةُ ومَا فيها مِنْ لقاءات علميَّة، ومحاضراتٍ ودُروس.

    سأذكرُ ما يَتعلَّقُّ بالرِّحلة في نقاطٍ، وهناك أمور دونتها في (كُنَّاشة) خاصَّةٍ بالرحلات، لا أرى حاجة لذكرها، كمثل أسماء بعض الأحياء بالجزائر، وسبب تسميتها، والأسئلة المتعلقة بالخصائص الزراعية و نحو ذلك من أمور لا تخصُّ القارئ اللبيب، والله المعين.

    1/ لا يوجدُ حَاليَّاً طيران سعودي مباشر إلى الجزائر، فركبنا الخطوط التُّركيَّة، فبدأتُ الرِّحلة من مطار المدينة النَّبوية يوم الأربعاء ليلاً الموافق 20/ رجب/ 1432هـ، حوالي السَّاعة ( 3,20 ) قبل فجر يوم الخميس، واتجهت بنا إلى مطار (إسطنبول) بتركيا، وكانت مدة الرحلة (3) ساعات تقريباً، ثم بعد أن هبطت الطائرة، بقينا في المطار نحواً من (3) ساعات أخرى، ثم غادرنا من (إسطنبول) إلى (الجزائر- العاصمة) مطار هواري بو مدين الدولي، واستغرقت الرحلة نحواً من (3,5) ثلاث ساعات ونصف تقريباً.

    وصلتُ السَّاعة (2,30) بعد الظهر بتوقيت الجزائر، وهناك فارق توقيت بين المملكة العربية السعودية وبين الجزائر نحواً من (ساعتين)، وقد استقبلنا في المطار مَنْ ذكرتُهم سابقاً، وأيضاً مدير مكتب الخطوط الجوية السعودية بالمطار، ومعه الأخ نبيل.

    2/ التقينا بفضيلة الشَّيخ لزهر سنيقرة حفظه الله، وكنتُ برفقة الشِّيخ الدكتور عبدالمجيد جمعة، وبقيَّة المرافقين الَّذين تقدَّم ذكرهم فيمن استقبلنا في المطارِ، ثم ذهبنا كلُّنا لتناولِ طعام الغَداء الَّذي أعدَّهُ الإخوة المشايخ- جزاهم الله خيراً-، وكانَ فِي الاستقبالِ عَددٌ منهم و بَعض طَلبة العِلمِ، علماً بأنَّ بعضهم منْ أعضاء مَجلَّة الإصلاح، فَمِمّن استقبلني: الشَّيخ عبدالغني عوسات والشَّيخ الدُّكتور مُحمَّد علي فركوس والشَّيخ عِزّ الدين رمضاني و الشَّيخ توفيق عمروني والشيخ عمر الحاج مسعود و الشيخ عثمان عيسي والدكتور رضا أبوشامة و الدكتور عبدالخالق ماضي والشيخ نجيب جلواح، حفظهم الله، هذا الذي أذكرهُ وهناك غيرهم لكنَّني في الحقيقةِ لَمْ أحفظ جميع الأسماء ، فالمعذرةَ ثم المعذرة مِنْهم ممن فاتني ذكره، وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

    ثم كان بعد الغداء لقاء مُشتركٌ بالمشايخ، حوت تَرحيب الجميع بمقدمي، وأكَّد الجميع على أنَّ هذه الدَّعوة الموجَّهة إلي هي دعوة رسمية- كما سبق أن ذكرتُ-، ثُمَّ تَكلَّم بعض المشايخ مُعرِّفاً بِحالِ الدَّعوة في الجزائر، وما تَمرُّ به الآن، ونَحو ذلك، ثُمَّ شَكرتهم جميعاً على حُسنِ وكَرمِ ضيافتهم، وترحيبهم الحار بهذه الزِّيارة، وبلغتهم سَلام مشايخنا جَميعاً، ثم انصرفنا إلى المطار مغادرين إلى مدينة قسنطينة.

    3/ غَادرنا مطار العاصمة إلى مدينة قسنطينة الساعة (6,40) قُبيل المغرب بتوقيت الجزائر، واستمرَّت نحواً من (ساعة)، ثُمَّ وصلنا، واستقبلنا هناك الوفد الرسمي المكلَّف مِنْ قِبَلِ والي ولاية أم البواقي- كما سبق أن ذكرتُه-، فَسِرْنَا مباشرةً إلى ولاية أم البواقي، وهي تبعد نحواً من (80) كيلو عن قسنطينة تقريباً، وأدركتنا صلاة المغرب والعشاء في الطَّريق فصليناهما ثُمَّ تابعنا المسير، حتَّى وصلنا الولاية، وكان جمعٌ من الإخوة في الانتظارِ فتناولنا طعَام العشاء، ثم انتقلتُ إلى (ضيافة والي ولاية أم البواقي)، وكان الوصول السَّاعة الحادية عشرة ليلاً.

    4/ الجمعة: 22/ رجب/ 1432هـ، زارني في العاشرة صباحاً سعادة مدير مديريّة الشّؤون الدِّينيَّة والأوقاف بولاية أم البواقي، كما سبق أنْ ذكرتُ، وخطبتُ الجمعة بالمسجد العتيق بأم البواقي، والصَّلاة بالنَّاس.

    وبعد العصر من اليوم نفسهِ، كانت لي محاضرة بمسجد أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه بأمِّ البواقي، وكانتْ عن (أثر التَّمسُّك بالسُّنَّةِ في أوقاتِ الفِتَن).

    وكان عددٌ من المشَّايخ بالعاصمةِ على تواصل مُستمرٍّ وفَّقهم الله هاتفيَّاً معي ومع الأخ المرافق نبيل وفَّقه الله للسُّؤال و الاطمئنَان، جزاهم الله خيراً.

    5/ السَّبت: 23/ رجب/ 1432هـ، الصَّباح السَّاعة (9)، درسٌ بالمسجدِ العتيق في (أصول السُّنة) للإمام أبي بكر الحميدي رحمه الله، واستمرَّ قرابة السَّاعتين.

    وعند عودتي لمقرّ الضِّيافة للاستراحة بعد الدَّرس، التقيتُ مَعالي وزير الاتّصالات وفَّقه الله وبرفقتهِ سَعادة والي ولاية أم البواقي، ومعهما الوفْدُ المصاحب، فسلَّمتُ عليهما وشكرتُ الوالي والمسؤولين عموماً على هذه الْخِدمة للعلمِ وأهلهِ، ثُمَّ صعدتُ الغرفة.

    وبعدَ العَصرِ مِنَ اليومِ نَفْسِهِ كانت لِي مُحاضرة بعُنوان (التَّقوى حَقِيقتُها وأَثَرُ تَحقيقهَا) في (الْمَسِجِدِ العَتيقِ) بِمَدينةِ (عَين البَيْضَاء)، التَّابعة لولاية أمّ البواقي، وتبعد عن أمّ البواقي قرابة (25) كيلو تقريباً، ثم بعد المحاضرة دعانَا أحد الإخوة هناك لتَناول طعام العشَاء، فأجبتُه، ثُمَّ رجعنا إلى مقرِّ الإقامة.

    6/ الأحد: 24/ رجب/ 1432هـ، الصَّباح السَّاعة (8)، ذهبنا إلى مقرِّ الإذاعة الرسْميَّة بولاية أمِّ البواقي، لطلبهم تَسجيل لقاءٍ معي ومِنْ ثَمَّ نشره عبر الأثير تحت برنَامج أسبوعيّ باسم: (دينٌ ودُنيا)، وهذا البرنامح مُباشرٌ، ووقته الدَّائم يوم الإثنين السَّاعة (11) قبلَ الظهر، لكن لضيق وقتي، رَغبوا في التَّسجيلِ ثُم إذاعته فِي وقتهِ المعتاد؛ فوافقتُ و تَمَّ الَّلقاء قُرابة السَّاعة وزيادة تقريباً، وكان عَن (استغلال الوقت في الصَّيف)، ثُمَّ خَرجتُ إلى المسجدِ، لإلقاء الدَّرس، والذي استمرَّ قُرابة السَّاعتين أيضاً، وتَمَّ إنهاء الكتابِ بِحمد الله وتوفيقه.

    ثم انصرفنا ظهراً إلى الغَداء، ورجعتُ مقرَّ الضِّيافة استعداداً لِمُحَاضَرَتَيّ العَصر وَالمغْرِب، وفعلاً فَفي عصر الأحد ذهبنا إلى مدينة تُسمَّى بـ(عين فكرون)، وهي تبعد عن (أم البواقي) قرابة (30) كيلو تقريباً، وكانت المحاضرةُ في مَسْجدِها الكبير المسمى بِمسجد ( أول نوفمبر) -هَكَذا؟- وعُنوانها (وصايا سُنِّية لِمَنْ أراد النَّجاة)، وانْتَهت المحاضرة قُبَيل المغرب، ثُمَّ سِرْنا بَعدها مباشرةً إلى مدينة (عين مليلة) وهي تبعد عن مدينة (عين فكرون) قرابة (25) كيلو تقريباً، وتبعد عن (أم البواقي) أكثر من (55) كيلو تقريباً، فَوصلناها قُبيل أذان المغرب بيسير، ودَخلنا مسجدها الَّذي فيه المحاضرة، وهو يُسمى بـ(مسجد الصَّحابة)، ثُمَّ صلَّينا المغرب وبدأتُ المحاضرة وكانتْ بعُنوان (أثرُ العِلْم الشَّرعي في تَحقيق الأمن)، وانتهيتُ منها عَلَى أذان العِشَاء، فصلَّينا العِشَاء ثُمَّ دُعينا لتناول طعامِ العَشَاء، فأجبتُ الدَّاعين، وكان أنْ حَضَر الْمُحَاضَرةَ والعَشَاء الدُّكتور الشَّيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله، ثُمَّ عُدنا إلى ولاية أمّ البواقي، فما وصلنَاها إلا قرابة السَّاعة (12) ليلاً، والحمدُ الله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات.

    7/ الإثنين: 25/ رجب/ 1432هـ، الصَّباح السَّاعة الثَّامنة، خرجنا مَع الأخ العربي والإخوة المرافقين والْحُرَّاس إلى جبلٍ مُرتفعٍ بأمِّ البَواقي، شَربنا الشَّاهي، وشرحوا لي شيئاً من جغرافية المنطقة، والجبال المحيطة بِها، ثُمَّ عدنا، وفي طريقنا كانْ أن طلبَ سعادة مدير مديرية الشُّؤون الدِّينية والأوقاف اللقاء بِي قَبْلَ السَّفر، وبالفعل إلتقيتُه فِي مَكتبه بالمديريَّة وشكرني شُكْراً بَالغاً عَلى ما بُذل مِنْ تَعليم وإرشادٍ للنَّاس في هذه الأيام الماضية، وذكر لِي أنَّ والي ولاية أمِّ البواقي قد كلَّفه أنْ يُبلِّغني شكرهُ وتقديره وسروره البَالِغ بِما تَمَّ في هذه الزِّيارة الدَّعوية العلميَّة، وتَمنَّى تِكرار الزِّيارة. وَ بِدَوري رغبتُ منْهُ إيْصَال شُكري البَالغ لسعادةِ الوالي عَلَى حُسْنِ وَكَرمِ ضِيَافتهِ، وَتَقديري لَهُ وَ لِجَميعِ المسؤولينَ بِالولاية والوزَارة علَى مَا بَذلوه مِنْ جُهْدٍ وَتَنْسيقٍ وَحِرَاسةٍ وَضِيَافَةٍ، واحترامٍ وَتَقديرٍ وَ تَعاونٍ، اَّلذي كان سَبباً بعد تَوفيق الله وكرمه في إنْجَاحِ هَذه الدَّورة، والحمدُ لله.

    ثُم غادرنا مباشرةً إلى مطارمدينة قسنطينة، إذ سَفرنا ظهراً تقريباً، وَ التَقينا في الْمَطار بالأخ الشَّيخ عبدالمجيد جمعة، وسافرَ مَعنا في الطائرة إلى العَاصمة، فوصلناها قبل العَصر، ثُم تناولنا طعام الغَداء، ثُم أخذني الشيَّخْ لزهر سنيقرة حفظه الله إلى أحد الفَنادقِ، للاسْتِرَاحة، وفعلاً نزلتُ فيها.

    لَمَّا وَصلنا العَاصِمة كلَّمني الأخ الشَّيخ عبدالمجيد جمعة عَن رغبةِ بَعض مُشرفي (منتديات التَّصفية والتَّربية السَّلفيَّة) زيارتي لإجراء لقاءٍ و تَسجيله خَاص بالموقع، فوافقتُ، فجَاءَ الإخوة وسجَّلوا معي تسجيلاً، طَرحوا فيه بعض الأسئلة وأجبتهم عنْها.

    8/ بعد العِشَاءِ مِنْ يَوم الإثنين، تَمَّ الِّلقاء الثَّاني بِجمعٍ مِنَ المشَايخ بالعَاصمة- وفَّقهم الله- مِنْهُم الشِّيخ الأُسْتَاذ الدُّكتور مُحمَّد بن علي فَركُوس والشَّيخ عبدالغني عوسات والشَّيخ الدُّكتور عبدالمجيد جمعة والشَّيخ لزهر سنيقرة والشَّيخ عزّ الدين رمضاني والشَّيخ توفيق عمروني والشَّيخ الدُّكتور عبدالخالق ماضي والشَّيخ نَجيب جلواح وآخر نَسِيتُه- عَفى الله عنِّي وعنْهُ-، وفَّقهم الله جميعاً لما يحبه ويرضاه، وكان مَجْلِساً مُفيداً تَناولنا فيه عَدَداً من المسَائل الدَّعوية الْمُهِمَّة، و رَغِبُوا فِي سَمَاعِ انْطَباعي عَنِ الدَّورةِ، و أَمِلُوا أنْ تَكون هَذه الزّيارة فاتحة لِزَياراتٍ أُخْرَى، ثُمَّ تكلَّمتُ وكرَّرتُ شُكْري لهم ما بذلوهُ ويبذلونَهُ، وأيضاً شكرتُهم عَلى حِرصهم ورغبتهم فِي تِكْرارَ الزِّيارة، وَ ذكرتُ مَا رَأيتُ ولَمستُ مِنْ خَيرٍ وحِرصٍ عَلَى تَعَلُّمِ السُّنُّة، وحَمدتُ الله على منِّهِ وَكرمهِ، وسألتُهُ الْمَزيدَ مِنْ فَضْلهِ، وأنْ يَقيَ هَذه الدَّعْوة الْمُبَارَكة كَيْدَ الكَائِدين ومَكْرَ الْمَاكِرينَ، و مِمَّا قلتُه لهم: هو أنَّني ذَكرتُ للإخوة الَّذين سَجَّلوا معيَ الِّلقاء مِنْ (مُنتديات التَّصفية والتَّربية)، أنَّ مَا رأيتُه مِنْ حِرْصِ الإخوةِ الطُّلاب على الْحُضُور والمسَابَقةِ فِي الْخَير،دَليلٌ عَلى حُسنِ تَربية وتَعليمِ الْمَشَايخِ وفَّقهم الله، إذْ أثرُ ذَلكَ ظَاهرٌ فِي هَؤلاء الطُّلابِ، و هو أمرٌ يُذكرُ لهم ويشكرون ويُعانون عليه، فالله أسألُ لنَا ولَهُم ولِلْجميعِ التَّوفيق والسَّداد والثَّبات عَلى الإسْلامِ والسُّنَّة.

    ومِمَّا قُلتُه لَهُم أيضاً، أنَّني ذكرتُ لغيرِ واحدٍ مِنَ المعْنيِّين بالأمرِ: أنَّ الدَّعوةَ السَّلفيَّة الْمُبَاركة دَعوةُ خَيرٍ وأمنٍ، مَثَلُهَا مَثَلُ الغَيْثِ أيّنما حَلَّ نَفَعَ بأمرِ اللهِ.

    وَكمَا يُقالُ الشَّيءُ بالشَّيءِ يُذكَرُ: أنَّ مِمَّا ذَكَرتُهُ لِمَنْ يَعْنِيهِ الأَمْر زَيَادةً علَى مَا سَبَقَ، قلتُ: أنتَ تَرىَ هَذه الْجُموع الكَثَيرة وَالغَفيرة الْمُؤَلَّفَة، لَمْ يُسَجَّل عَلَى أَحَدِهمْ مَا يُخِلُّ بِأَدَبٍ عَامٍّ أو بِأَمْنٍ، مِمَّا يَدُلُّ دلالةً واضحةً عَلى أنَّ هَذِه الدَّعوة الْمُبَاركة تَحْمِلُ صَاحبهَا عَلَى الْهُدَى وَالْخَيرِ وَ الفَلاحِ، فَيَأْمَنُ هُو فِي نَفْسهِ وَ يَأمنهُ النَّاسُ بَلْ وَالشَّجرُ وَالْحَجَرُ وَالدَّواب، فَلَكَ أنْ تَتَصوَّر كَمْ هِيَ سَعَادة النَّاس وَفَلاحهم وأَمْنُهم أن لّوِ اسْتَقَامُوا علَى هَذه الدَّعْوَةِ السُّنّية السَّلفيَّةِ الْمُبَارَكَة قال تعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}.

    و عودٌ على بدء: ففي يوم الثُّلاثاء 25/ رجب/ 1432هـ، الثَّامنة صباحاً حضر إلِيَّ فِي الفُندق بعض المشْرِفين على مُنْتَديات البيضاء العلميَّة، ودارَ حِوارٌ حول بعض المسائل الدَّعوية الخاصَّة بمواقعِ الإنترنت وغيرها، والحمدُ لله ربِّ العالمين، ثُمَّ وصلني الشّيخ لزهر سنيقرة حفظه الله، وأفطرنا سويَّاً، ثُمَّ زُرْنَا مَقرّ مَجلَّة الإصلاح وَ دَار الفَضيلةِ، ولقيتُ بها عدداً من الإخوة أعضاء المجلة كالشَّيخ عزَّالدين رمضاني والشَّيخ توفيق عمروني والشَّيخ عُمر الحاج مَسْعُود والشَّيخ نجيب جلواح، وبَعض الإخوة من طلبة العلم أيضاً، ثُمَّ استأذنْتُهم لِقُربِ مَوعدِ السَّفر، فانْطَلقنا إلى المطار برفقةِ الشَّيخ لزهر سنيقرة والشِّيخ الدُّكتور عبدالمجيد جمعة وفَّقهما الله، والأخ نبيل، فغَادرتُ الجزائر العاصمة السَّاعة (3) قبل العصر، وتأخَّرت الطَّائرة عن الإقلاع سَاعةً ونصف تقريباً، فوصلنا تركيا، وبقيتُ في المطار نَحواً مِنْ ثَلاث سَاعاتٍ،ثُمَّ غَادرتُ إلَى طَيْبَةَ، الْمَدينة النَّبويَّة، فوصلتها بِحمدِ الله السَّاعة (2,30) بعدَ مُنْتَصفِ الّليل بتوقيتِ الْمَمْلَكةِ، و (12,30) ليلاً بتوقيت الجزائر.

    9/ أمَّا عَنِ الْحُضُور وَمَا رَأيتُه مِنْ إقبالٍ على الْخُطبة والدُّروس والْمُحَاضَراتِ، فَتَبارك الرَّحمن، حُضورٌ قَلَّ نَظيرهُ، إذْ قَد حضرَ إلَى الدَّورة - كمَا أفادني بذلك عَددٌ منَ الإخْوَةِ- مِنْ جَميعِ وِلاَيَاتِ الْجَزائر الـ(48) ولاية!.

    ولَمَّا سألني بعضُ الإخوةِ مِنَ السُّعوديةِ هَاتفياً؟ قُلْتُ: لَهُ يُشابِهُ حُضور الإخوة السَّلفيين فِي إنْدُونيسيا، فِي الدَّوراتِ الَّتي شاركتُ فيها قَبْلُ.

    فالْحُشودُ غَفيرةٌ جدَّاً، وَحدَّثني الشَّيخ العربي إمام المسجد العتيق أنَّه دخل المسجد لِصلاة الفجر يوم الجمعة فرأى المسجدَ مُكتظَّاً بالطُّلاب، لا يَكَادُ يوجدُ مَكانٌ فِي داخلهِ، وأخبرني رجلٌ مُسِنٌ من جماعةِ المسجدِ قال: أتيتُ المسجد لصَلاة الفجر فلم أجد مكاناً، وقال: لم أرَ مثل هذا الحضور من قبل. قلتُ: هذا الاكتظاظ المبكّر مِنْهُم إنَّما هو استعداد لسَماعِ الخطبة!!

    وأما وقْتُ الْخُطْبَة فَالمسجدُ لاَ تكاد تَجد مكاناً فيه لطفلٍ فَضْلاً عن رجلٍ، والسَّاحات المحيطة بالمسجد كذلك، وخارج المسجد حتى الشَّارع الرئيسي، ممن اضطر الأمن لإغلاق الشارع حفاظاً على المصلين.

    وفي المسجدِ أيضاً مُصلَّى النِّساء قد امتَلأ عن بكرة أبيه، وهو يسعُ (600) امرأة تقريباً.

    فالحمدُ الله الذي بنعمته تتم الصالحات، علماً بأنَّ هذه الحشود الغفيرة والَّتي تعدُّ بالآلاف مِنَ الإخوة السَّلفيين كانت في كلِّ المساجدِ الَّتي حاضرتُ فيها بلا استثناءٍ؛ وهَذا ما أغاظ أهلَ الأهواء والمندسِّين والكذَّابين الَّذين قَالُوا بالباطلِ وَروَّجوا لَه ظنَّاً منْهُم أنَّ ذلك يغيرُ من الحقيقة شيئاً، والله مِنْ وَرائهم مُحيطٌ.

    ومِنْ جَميل ما حَصَلَ في هذه الَّلقاءات الْخيِّرة:

    أ/ مُسْابَقةُ ومُسارعةُ أهْل الإحسان والخير مِنْ أهْلِ أمِّ البَواقي وفَّقهم الله مِن جِيران الجامع العتيق وغيرهم، فِي تقديمِ جميع أوجه المُسَاعدة الطُّلاب التي يستطيعونها من توفير الأطعمة وغيرها لهم، رغبةً منهم في الخير، ولو بشق تمرةٍ!

    ب/ حدَّثني الأخ العربي أنَّ مُحْسِناً استأجر دَاراً مُخصَّصة للنُّزَلاء، وطلبَ مِنْهُ أنْ يُخْبِرَ الطُّلاب إنْ رَغِبُوا الانتقالَ إليها، فاعْتَذَروا عددٌ كبيرٌ منهم، وآثروا البَقَاء فِي المسجدِ حتَّى لا تَذهب عليهم الأمَاكن!

    ج/ أنَّه أعُلن غَيرَ مَرَّةٍ لِجَميع الإخوة أنَّ بَاصات وسيَّارات مَوجُودة لِنَقْلِهم إلى أماكنِ المحاضراتِ، في كُلَّ المسَاجدِ الَّتي حاضرتُ فيها، على تَباعدٍ بينها كمَا مرَّ! جَزاهم الله خيراً.

    د/ ومنه أيضاً: أنَّ والي ولاية أمّ البواقي حفظه الله أمرَ بِفَتحِ المسجد العتيق ومسجد أبي ذر الغفاري لِلطُّلاب مِمَّن أراد المبيت فيه، وكلَّف الأمن بحراستهم حفاظاً عليهم، وهذا عملٌ يُشكر عليه جداً ونَسأل الله أن يجزيه خيراً.

    وفي الحقيقة: إنَّه قَد تَجَسَّد التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى في هذه الدورة بِصُورٍ شَتَّى، تَنُمُّ عن حرصٍ على السُّنَّةِ وَنَشرِ الْخَيرِ، فَالَّلهم بارك لهم في أعمالهم وأعمارهم وأرزاقهم وأولادهم، وآمنهم والمسلمين يارب العالمين.

    هـ/ وأمَّا عن حرَّاس الأمن المرافقين لي طلية الرِّحلة، فَلمَّا أوصلوني إلى المطار لمغادرة قسنطينة، وكنتُ قد شكرتهم على ما بذلوه، وتأسفتُ لَهُم مِمَّا لاقوه مِنْ مَشقَّةٍ وعناء، فكانَ جَوابهم – وبعضهم يبكي- أنَّنا والله ياشيخ شَرُفنا بالعملِ مَعَك، وأَلِفْنَاك، فلا نَدري كيفَ الآن؟ وقد استفدنا كثيراً والحمد لله، وكُنَّا نعملُ ونَحنُ في غاية مِنَ السُّرور والفَرح، فَجزاهم الله خيراً وبارك فيهم.

    و/ وكما يقال: الشيءُ بالشيء يذكرُ: فَقد ذكر لي غيرُ واحدٍ أنَّ المنطقة قد انْتَعشت تِجَاريَّاً، فمحال النُّزَلاء وَالمطاعم والمخَابز والهواتف وغيرها من المحال التِّجارية كلّها عملت ونشطت، فهذه أيضاً من حَسَنَاتِ نَشْرِ السُّنَّة، فلله الحمدُ والمنَّة.

    ي/ ومِنْ حَسَنَاتِ نَشْرِ السُّنَّة وتَعليمها أنْ قَدْ أبلغني الإخوة مِنْ أهل المنطقة وغيرهم باخْتِفَاءِ جُملةٍ مِن مَظاهر المعاصي، والله الحمدُ.

    وختاماً: أقولُ: قد تبَّين لي في هذه الزِّيارة المباركة- إن شاء الله- مَدى حُبِّ وتقديرِ وتَعْظيمِ أهلِ السُّنَّة الْمَحضَةِ فِي تِلْك الدِّيار- مِنْ مَشايخ وطُلَّاب عِلمٍ- لشيخنا العَلامة المحدِّث المجاهد أبي مُحمد ربيع بن هادي المدخلي، حفظه الله وردَّ عنه كيد الأعادي، فَلا أكادُ أحصي كَم الّذين حَمَّلوني تَبْلِيغَ سلامهم وحبِّهم للشِّيخِ، وهذا يدلُّ على عِظمِ مَكانَتهِ فِي نُفوس أهلِ الْحقِّ وطُلاّبه، معَ يَتعرَّض إليهِ حفظه الباري، هُو وإخوانه مِنْ عُلمَاء وَمَشايخِ أهلِ السُّنَّة السَّلفيين مِنْ حَربٍ ضَروسٍ، تَنُمُّ عَنْ حِقْدٍ دَفينٍ عَلى السُّنَّةِ وَأهلها، ولكنْ يأبى اللهُ إلَّا أنْ يُظهر الْحَقّ بكلماتهِ وَلو كَرهَ الْحَاقدونَ الْمُتَربِّصونَ، وتذكَّرتُ في هَذا المقام قولَ الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى فِي (مَدارج السَّالكين)(3 /196-200) شَارحاً حديث (الغُرباء) قال: (( ... والمؤمنونَ فِي أهْلِ الإسلام غُرباء وأهْلُ العِلْمِ فِي المؤمنين غُربَاء وأهلُ السُّنَّة الَّذين يُميِّزونَها مِنَ الأهواء والبِدَعِ فيهم غُرباء، والدَّاعُون إليها الصَّابرونَ عَلى أذى الْمُخَالِفين هُم أشدّ هَؤلاء غُربة، ولكن هَؤلاء هم أهلُ الله حقَّاً فلا غُربة عليهم وإنَّما غُربتهم بين الأكثرين الَّذين قال الله عز وجل فيهم {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فأولئَك هُم الغُربَاءُ مِنَ اللهِ وَرسولهِ وَدينهِ، وغُرْبتُهمْ هِي الغُربةُ الموحِشَة وإن كَانوا هُم المعروفين المشار إليهم…

    فالغُربة ثلاثة أنواع: غربة أهل الله وأهل سنة رسوله بين هذا الخلق، وهي الغربة التي مدح رسول الله أهلها وأخبرَ عن الدِّين الذي جاء به أنه بدأ غريباً وأنَّه سيعود غريباً كما بدأ وأنَّ أهله يصيرون غرباء، وهذه الغربة قد تكون في مكانٍ دون مكانٍ ووقتٍ دون وقتٍ وبين قومٍ دون قوم، ولكن أهل هذه الغُربة هم أهل الله حقاً فإنَّهم لم يأووا إلى غير الله ولم ينتسبوا إلى غير رسوله ولم يَدْعُوا إلى غير ما جاء بهومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: التَّمسُّك بالسُّنَّةِ إذا رغبَ عنْها النَّاس وتَرك ما أحدثوه وإنْ كانَ هو المعروف عنْدهم.

    وتَجريد التَّوحيد وإن أنكر ذلك أكثر النَّاس.... وهؤلاء هم القَابِضونَ عَلى الجمر حقَّاً، وأكثر النَّاس بل كُلّهم لائمٌ لهم؛ فلغربتهم بين هذا الخلق يَعُدُّونهم أهل شُذوذ وبدعة ومُفَارقةٍ للسَّواد الأعظم … بل الإسلام الْحقّ الَّذي كان عليه رسول الله وأصحابه هو اليوم أشدّ غُربة منه في أوّل ظهوره وإنْ كانت أعلامه ورسومه الظَّاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقيّ غَريبٌ جدِّاً، وأهله غرباء أشد الغربة بين النَّاس.

    وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدّاً غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة، ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات، ولا يقومُ لها سوق إلا بمخالفةِ ما جاء به الرَّسول؛ فإنَّ نفس ما جاء به يُضاد أهواءهم ولذَّاتهم وما هم عليه من الشُّبُهات والبِدعِ الَّتي هي مُنْتَهى فضيلتهم وعملهم، والشَّهوات الَّتي هي غايات مقَاصدهم و إراداتهم، فكيفَ لا يكون المؤمن السَّائر إلى الله على طريقِ المتابعة غريباً بين هؤلاء الَّذين قد اتَّبعوا أهواءهم وأطاعوا شُحَّهم

    فإذَا أراد المؤمن الَّذي قد رزقه الله بصيرة في دينه وفقهاً في سُنَّةِ رسوله وفهماً في كتابه وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضَّلالات وتَنَكُّبهم عن الصِّراطِ المستقيم الَّذي كان عليه رسول الله وأصحابه، فإذَا أرادَ أنْ يَسْلُكَ هَذا الصِّراط فليُوطِّن نفسه على:

    قَدحِ الجُهَّالِ وأهلِ البدعِ فيهِ، وطعْنهم عليه، وإزْرَائهم به، وتَنفير النَّاس عنه، وتَحذيرهم منه كما كانَ سَلفهم من الكفَّار يفعلون مع مَتبوعهِ وَ إِمامهِ، فأمَّا إنْ دعاهم إلى ذلك وقَدَحَ فيما هم عليه فُهَنالك تَقُومُ قيامتهم ويبغونَ لَه الغوائل ويَنْصِبون له الْحَبائل ويَجْلِبُون عَليه بَخَيْلِ كَبيرهم وَرَجْلهِ.

    فَهو غريبٌ في دينهِ لفسادِ أديانهم، غَريبٌ في تمسُّكهِ بالسُّنَّةِ لتَمَسُّكِهم بالبدع، غريبٌ في اعتقادهِ لفسادِ عقائِدِهم، غريبٌ في صَلاتهِ لسُوءِ صلاتهم، غريبٌ في طريقه لضلالِ وفسادِ طرقهم، غريبٌ في نسبتهِ لمخالفةِ نِسَبِهِم، غريبٌ في معاشرتهِ لهم لأنَّه يُعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم، وبالجملة: فهو غريبٌ في أمورِ دنياه وآخرته، لا يَجِدُ مِنَ العامَّةِ مسَاعِدَاً ولا معيناً، فهو عالمٌ بين جُهَّالٍ، صاحبُ سُنَّةٍ بين أهلِ بدعٍ، داعٍ إلى الله ورسولهِ بين دعاةٍ إلى الأهواءِ والبدعِ، آمرٌ بالمعروفِ ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكر والمنكر معروف)). وَ هَذا المسلكُ الَّذي أشار إليه الإمام ابن القيِّم مِنَ التَّنْفيرِ مِنْ عُلَماءِ أهلِ السُّنَّةِ المحضةِ هُو مَسْلَك أهل البِدَعِ قديْماً وحديثاً! وَ تَأمل- أيُّها المحب- هَذا النَّقل عَنِ العَلامة الشَّاطبي رحمه الله واصِفاً بعض طَرائق أهل الأهواء والَّتي منْهَا تقبيح فتاوى العلماء لدى العامة تنفيراً عن السُّنَّة وَأهلها! حيثُ قالَ في كتابهِ (الاعتصام) (2 /52-ط التوحيد): ((وربَّما ردُّوا فَتَاويهم وقبَّحوها في أسْمَاع العامَّةِ؛ ليُنفِّروا الأمَّةَ عن اتِّباعِ السُّنَّةِ وأهلها)).

    وَمِنَ الْمَعْلُومِ أنَّ الصِّراعَ بَين الْحَقِّ والباطل قَديِمٌ، ومِنْ ذَلكَ بَيان السُّنَّة وَرَدّ البِدَع، وقَد شبَّه شيخُ الإسلام ابن تيميَّة غفر الله لَه هَذا الصِّراعَ بِقَولهِ: (( و أهلُ السُّنَّة إذَا تَقَابلوا هُمْ وَ أهْل البِدَعِ، فَلَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ تَقَابِل الْمُؤْمنينَ وَالكُفَّارِ..)) ( الرد على البكري) (2 /693).

    لكنَّ الذي يَجِبُ أنْ يَسْتَقرَّ لَدى أهْلِ الْحَقِّ: أنَّ الغلبَةَ هي لِلْحَقِّ وأهلهِ، و أنَّ مَا يَجري هُو تَمْحِيصٌ لهم، أَيصبرونَ؟ قال تعالى {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} و قال سُبحانه {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

    وأخيراً: هَذا ما رغبتُ ذكرهُ عَن هَذه الزِّيَارة العلميَّة الدَّعوية إلى الدِّيار الْجَزائرية، والَّتي أسألُ الله بأسمائه الحُسنى وصفَاتهِ العُلَى أنْ يَنْفَعنِي بِهَا يوم لا ينفعُ مَالٌ ولا بنون إلَّا مَنْ أتَى الله بقلبٍ سليمٍ، كما أسألهُ سبحانه أنْ يَجْزي الإخْوَةَ الْمَشايخ في الْجَزائِر عَلَى مَا بَذَلُوهُ وَيَبْذلونُه، وكَذَا الجميعِ مِنْ مَسؤولين وَطلَّابٍ خَيرَ الْجَزاء وَأوفاه، وأنْ يُثَبِّت الجميع علَى الإسلام والسُّنَّة حَتَّى نَلقاهُ إنَّهُ سُبْحانه نِعْمَ الْمَولى وَنِعْمَ النَّصير، وصلَّى الله على نبيّنا مُحمَّد وآله وصحبه وسلَّم.

    وكتب عبدالله بن عبدالرحيم بن حسين السَّعدي ثم البخاري -كان الله له- قباء/ المدينة النَّبوية الجمعة 7/ شعبان/ 1432هـ

    لتحميل المقال في ملف منسق انقر هنا.
     
  2. ابوحفص تغنيف

    ابوحفص تغنيف عضو وفيّ

    بارك الله فيك
     

مشاركة هذه الصفحة