Scientific ManagementT Theory نظرية الإدارة العلمية

الموضوع في 'التسيير' بواسطة بريمو, بتاريخ ‏8 مارس 2009.

  1. بريمو

    بريمو عضو جديد

    مقدمة:
    خلال الفترة الأولى من الثورة الصناعية كانت هناك معارضة شديدة للتطور المستمر في وضع العمال وكان تشريع الاتحادات العمالية بطيئة .
    وفي أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 تدخل الأكاديميون وخاصة الكلاسيك في حل مشكلات الإدارة و كانت وجهة نظرهم تتبين منذ البداية وجهة نظر الإدارة.
    هذا ما أدى إلى ظهور عدة أنواع للإدارة وكذلك عدة مدارس و كان من أهمها المدرسة الكلاسيكية و من أهم النظريات التي قدمتها نظرية الإدارة العلمية لفريدريك تايلور.
    إذن :كيف تعرف المدرسة الكلاسيكية وكيف نشأة و ما هي أهم الافتراضات التي قامت عليها؟
    من هم أهم رواد هذه المدرسة؟
    وكيف ظهرت النظرية العلمية لفريدريك تايلور وما أهم التجارب التي قام بها؟
    هل نجحت هذه النظرية و فيما تتمثل الانتقادات الموجهة لها؟
    على أي قواعد ومبادئ اعتمدت هذه النظرية وما هي الأسس التي قامت عليها هذه النظر؟
    وأخيرا هل نجحت هذه النظرية في تحقيق ما كانت تسعى إليه ؟
    الفصل الأول :المدرسة الكلاسيكية
    المبحث01:الكلاسيك في الفكر الإداري
    المطلب01:تطور الفكر الإداري
    لقد تطور الفكر الإداري خلال سنوات طويلة من الممارسات الإدارية في المؤسسات الإدارية المختلفة وكذلك أسهمت دراسات و بحوث عدد من المفكرين و العلماء في إثراء المعرفة الإدارية و وضع نماذج و نظريات و مبادئ تفسير الإدارة كظاهرة اجتماعية.
    وفي أثناء هذا التطور اتسم الفكر الإداري بسيمات ميزت كل مرحلة من حيث المداخل و الاتجاهات التي وجه إليها هؤلاء العلماء اهتماماتهم وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري ،تتمثل في أكثر من مدرسة من مدارس الإدارة.
    ولكل مدرسة نظرياتها التي أثرت على الفكر الإداري و لازالت تحظى حتى وقتنا هذا باهتمام الباحثين والدارسين و الممارسين للإدارة لم تقدمه هذه النظريات من مفاهيم و مبادئ وقواعد وأساليب منظمة للأنشطة والأعمال الهادفة مدارس أو مداخل الإدارة.
    ويمكن تصنيف تلك المدارس وفقا لإسهامات الكتاب و الباحثين إلى:مدخل كلاسيكي، مدخل سلوكي، مدخل معاصر.
    المطلب02:ظهور المدرسة الكلاسيكية
    يطلق تعبير المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية على النظريات التي ظهرت في العالم الغربي وهي بلاشك وليدة الفترة الزمنية فيها وهي التي أعقبت الثورة وسيادة المذهب الاقتصادي الرأسمالي الذي كان سميث المنظر الرئيسي له .
    و يمكن القول انه على الرغم من تعدد النظريات التي تندرج تحت هذا العنوان إلا أنها جميعا تشترك في افتراضات رئيسية نذكر منها:
    1-تنظر هذه النظريات نظرة محدودة للإنسان ،فالنموذج الذي تضعه هذه المدرسة للإنسان هو نموذج آلة يمكن التحكم به كما يمكن بالآلة ،وهذا النموذج ينطلق من النظرة الأحادية للإنسان والتي تظهر من الافتراض أن كائن اقتصادي بمعنى انه يمكن التأثير على كافة نواحي سلوكه عن طريق الدوافع الاقتصادية كزيادة الأجر والمزايا المادية الأخرى من علاوات ومنافع.​
    2-ترى هذه النظريات أن هناك طريقا امثل لتأدية العمل ، تناسب كافة الظروف و أن وظيفة الإدارة هي اكتشاف هذه الطريقة وتعليمها للعمال ليلتزموا بها.​
    3-يتركز اهتمام هذه النظرية على هيكل التنظيمي الرسمي كمحدد رئيسي لزيادة الإنتاجية وعلى الظروف و العوامل المادية و الفيزيولوجية دون التركيز بالقدر نفسه على العوامل النفسية والاجتماعية للعمال.​
    4-تؤكد هذه النظريات على المفاهيم السلطوية كأساس للإدارة وعلى حق من هم في قمة التنظيم الإداري بإصدار الأوامر كأساس لسير العمل الإداري دون أن تفرق بين السلطة كحق قانوني للمدير وبين القيادة كقدرة على التأثير والاقتناع لابد من أن تتواجد لدى المدير إلى جانب السلطة حتى يكون قادرا على تحقيق الأهداف المطلوبة.​
    5-تتمسك هذه النظريات بنمط المركزية الهرمي كمبادئ أساسية لتنظيم امثل والذي على كافة التنظيمات أن تطبقه إذا أرادت تحقيق أقصى درجة ممكنة من الإنتاجية.​
    6- لا تعير هذه النظرية الأهمية المناسبة للظروف البيئية المحيطة كمحددات ومؤثرات على سلوك العاملين وعلى تنظيم بشكل إجمالي، إذ ترى ضمنا أو صراحة إن التنظيم نظام مغلق يقتصر التفاعل فيه على أعضاء التنظيم الرسميين.​
    7-تعتبر هذه النظريات أن كل اتصال و تنظيم خارج القنوات الرسمية هو في غير صالح التنظيم ويؤدي إلى الاظرار بالإنتاجية.​
    و الآن سنتناول بعض النظريات أو المدارس التي تندرج تحت المدرسة الكلاسيكية:
    SCIENTIFIC MANAGEMENT THEORYنظرية الإدارة العلمية-01
    BUREAUCRATIC THEORYالنظرية البيروقراطية-02
    THEORY OF ADMINISTRATIVE PRINCIPLESنظرية المبادئ الإدارية-03
    المبحث02:نظريات كلاسيكية و تقييمها
    المطلب01:نظريات الكلاسيك واهم روادها
    ادم سميث:يرتبط ادم سميث بعلم الاقتصاد باعتباره أبو المذهب الرأسمالي أكثر ما يرتبط بعلم الإدارة ولكنه كان سابقا في تحديد آليات زيادة الإنتاج وهو يبحث عن أسباب ثروة الأمم و تقدمها ، فقد توصل إلى مبادئ أساسية رأى ضرورة تطبيقها إذا ما أريد للإنتاج آن يزيد كما ويتحسن كيفا .
    فقد أكد على ضرورة تقسيم العمل و مراعاة التخصص في تقسيمه باعتبارهما شرطان ضروريان لتحقيق هدف زيادة الإنتاج ، فقد ذكر في إشارته لأهمية تقسيم والتخصص آن مصنعا للمسامير يوظف عشرة من العمال يمكنه آن يصنع 48000 مسمار و بمعدل 4.800 مسمار ولكل شخص إذا تم تقسيم مراحل الإنتاج بشكل دقيق ، بينما لن يتمكن العامل الواحد من إنتاج أكثر من عشرة مسامير إذا ما قام كل عامل ولوحده بكافة عمليات التصنيع و قد تم تطبيق هذه المبادئ المهمة على خطوط الإنتاج المختلفة و التي اثبتث نجاعة لا يشك أحد في قيمتها ، بل أن تقسيم العمل مكن مختلف الصناعات من تقليل تكاليف الإنتاج من خلال تشغيل العمال غير المهرة و بأجور رخيصة وضمان حسن الأداء وذلك لروتينية الأعمال التي يقومون بها.
    بفضل التقسيم الدقيق للأعمال واقتصار المهمات على أعمال جزئية لا تستدعي إلا تطبيق التعليمات الحرفية المطلوبة لذلك كله فان اسم ادم سميث يستحق آن يدخل تاريخ علم الإدارة كما استحق آن يكون صاحب الموقع الأول في علم الاقتصاد ولا شك أن العلاقة بين علم الاقتصاد وعلم الإدارة علاقة وثيقة فكلا منهما يقوم على افتراض محدودية الموارد و تعدد الأهداف الأمر الذي يستدعي العمل بكفاءة لتعظيم الإنتاجية واستغلال الموارد يشكل أفضل.
    01-النظرية البيروقراطية:هو نظام مثالي للإدارة يقوم على القواعد والإجراءات الصارمة (القضاء على العلاقات الشخصية) والتقسيم الواضح للعمل (كي يسير العمل لابد لكل شخص آن يعرف وظيفته) والتدرج الهرمي الثابت حتى تكون الترقيات منطقية و واضحة.​
    -أركان النموذج البيروقراطي:
    ـ الميكانيكية في الأداء.
    ـ التدرج الهرمي :طالما هناك قواعد صارمة فبالتالي يجب أن يوجد نظام واضح للترقية يحدد عدد السنين و الكفاءة (ثبوت قواعد الترقية).
    ـ تقسيم العمل.
    ـ الالتزام بالقواعد و اللوائح.
    ـ الموضوعية و عدم ترك أي مجال للعاطفة.
    ـ المثالية و الرشد.
    إن ميزة هذا النظام هو تحقيق الكفاءة و الانساق في العمل طالما بقي التمسك به و بأركانه ، فهو نظام ممتاز إذا ما طبق بشكل سليم.
    02ـنظرية المبادئ الإدارية: وروادها هنري فايول (1841ـ1925) والذي عمل مهندس بإحدى شركات المناجم بفرنسا و قام بعدة دراسات عن المنهج العلمي لدراسة مهمة المدير والمبادئ العامة للإدارة و قام بنشر مؤلفه عام 1912 تحت عنوان الإدارة الصناعية و العمومية.​
    إذن ترتكز هذه النظرية على ما يقوم به المدير من وظائف لتحقيق الأهداف المنظمة.
    ـ مبادئ النظرية:
    ـ تقسيم العمل.
    ـ وحدة الأمر.
    ـ نطاق الإشراف.
    ـ السلطة و المسؤولية.
    ـ مركزية و لامركزية اتخاذ القرار.
    ـ المساواة بين الأفراد.
    ـ التسلسل الإداري.
    ـ التعاون بين الأفراد.
    ـ المكافاءة.
    03ـ نظرية الإدارة العلمية:ومن روادها فريدريك تايلور وقد ركزت هذه النظرية على إيجاد العلاقة بين العامل و الآلة التي يعمل بها و تقوم على أساس استخدام الأسلوب العلمي لحل المشكلات و اتخاذ القرارات .​
    وهذه النظرية هي موضوع الثاني من البحث.
    من هنا نرى أن المدرسة الكلاسيكية ترتكز على3 نظريات أساسية في مجال الإدارة وهي :
    ـ النظرية البيروقراطية لماكس ويبر (1864ـ1920)
    ـ النظرية العلمية لتايلور .
    ـ نظرية المبادئ الإدارية لهنري فايول (1841ـ1925)
    المطلب02:تقييم عام للمدرسة الكلاسيكية
    تعتبر الأفكار و النظريات والمبادئ التي جاء بها المفكرين الذين صنفناهم ضمن المدرسة الكلاسيكية أفكار على قدر كبير من الأهمية ، إذ أن دعاتها رجال وعوا العصر الذي عاشوا فيه واستجابوا له استجابة رائعة فقد كان هدف زيادة الإنتاج في سلم الأوليات في المجتمعات الغربية ، كان العمال غير مهرة وغير مدربين ومن مستويات ثقافية متدنية وكانت الحوافز الاقتصادية ذات اثر فعال في نفوس العاملين ، وذلك فقد أكدت دراسات الزمن و الحركة سبيلا ممتاز أثبتت نجاعته في تحسين الإنتاج و زيادته و ساهم ولا شك في تقدم المجتمعات الصناعية .
    وكذلك لاتزال المبادئ والعناصر الإدارية التي آتى بها أتباع النظريات المختلفة على الرغم مما توصف به من قصور وعدم الواقعية إلا أنها تبقى إطارا مفيدا ة تراثا فكريا مفيدا حتى الآن فلا تزال النظرية البيروقراطية إطارا علميا لفهم البيروقراطية الحكومية و إعادة تنظيم أجهزتها على الرغم من مضى ثمانين عاما على وضعها ومع هذا فان ما تقدم لا يعني بآي حال من الأحوال كمال تلك النظريات و تحصنها ضد النقد العلمي ، فهي ولا شك عجزت عن إدراك كثير من الأمور لم تكن ذات أهمية في حينه وفيما يلي بعض الماخد عليها :
    1ـ لقد دعاة النظرية فهما محدودا لطبيعة الإنسان ، فقد راوا فيه كائنا جامدا كالآلة يجب إعادة قولبته بشكل يتناسب مع العمل المطلوب منه . و كذلك فان الإنسان في نظر هذه النظريات إن لم يكن جامدا فهو إنسان اقتصادي يمكن تعديل سلوكه بالتأثيرات الاقتصادية كزيادة الأجر و الحوافز المادية الأخرى . إذ إن رد فعله العكس سيكون حتما زيادة الإنتاج و التماشي مع إرادة الإدارة ، و كذلك فان الإنسان في نظرهم صراحة كان أو ضمنيا كسول وقصير النظر و أناني وغير قادر على إصدار القرارات الجديدة إلى غير ذلك من الافتراضات السلبية وهذه الافتراضات تجافي المنطق و الواقعية على الأقل من المنظور العصري الحالي مما أوقع التنظيمات الإدارية المبنية عليها في مشاكل كثيرة.​
    2ـ تعتبر افتراضات إتباع هذه النظريات عن طبيعة الأجهزة الإدارية و البيئية التي تعمل فيها بعيدة عن الصحة ، فهم يفترضون أن الأهداف معروفة والأعمال روتينية متكررة وان التنظيم نظام مغلق و محصن ضد التأثيرات البيئية وهذا الأمر لم يعد صحيحا ولا واقعيا.​
    3ـ لم تكن بعض المبادئ التي جاءت بها هذه المدارس قائمة على التجربة ولا على عالمية التطبيق ، بل تتناقض مع بعضها كما هو الأمر بالنسبة لمبدأ وحدة الأمر و مبدأ التنسيق ، فالمبدأ الأول يقض أن لا يكون للمرؤوس أكثر من رئيس واحد بينما بنص المبدأ الثاني على ضرورة وجود أكثر من رئيس للمرؤوسين إذا كان عمله ذو تأثير على أعمال الآخرين لان ذلك يساعد على زيادة حالات الاحتكاك والتضارب إن هذا التناقض لا يقتصر على هذين المبدأين بل يشمل كثيرا منها.​
    الفصل02:نظرية الإدارة العلمية
    المبحث01:ظهور النظرية العلمية لتايلور
    المطلب01:نشأة النظرية العلمية
    تقترن بدايات الإدارة العلمية باسم وجهود فريدريك تايلر وهي جهود جاءت بعد إضافات من كثير من الرواد الأوائل أمثال ماثيو باولتن ، جيمس وات ، روبرت أوين ، تشارلز بابيج ،هنري تاوني ، فريدريك هالسي ، فرانك جيل برت ،هنري غانت ، ايمرسون وآخرون غيرهم .
    لقد عاش تايلور وهو المنظم الرئيسي لأفكار هذه الحركة في فترة تميزت بالفساد السياسي و الإداري وعدم الكفاية والفعالية وبدأ حياته عاملا في شركة ميدفيل للفولاذ في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية ، و تدرج في العمل من مراقب عمال إلى مساعد مهندس حتى أصبح رئيسا للمهندسين .
    وفي الوقت الذي كان يعمل فيه استطاع أن يحصل بالمراسلة على شهادة في الهندسة الميكانيكية من معهد ستيفنز . وعمل في حقل الاستشارات حيث قام باكتشاف طريقة جديدة لعمل الفولاذ ومن ثم أصبح رئيسا للجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين وعندما كان عمره 45سنة تقاعد وبدا بالكتابة وإلقاء المحاضرات في مجال الإدارة.
    يعتبر فريدريك تايلور (1856ـ1917) أب الإدارة العلمية حيث تتلخص أهداف الإدارة حسب ما يؤمن به تايلور في تحقيق اكبر قدر ممكن من الربحية لصاحب العمل والعمال في شكل أجور كبيرة وان مصلحة صاحب العمل متطابقان وان الحافز المادي هو أقوى العوامل لتحفيز الإنسان و دفعه للعمل وان هناك علاقة عضوية بين الخوف من الجوع : أي دافع للعمل ودافع للربحية فإذا ارتبط العمل بالجزاء المزيد من العمل يعني المزيد من الربحية " كان ذلك دافعا للإنسان للمزيد من البذل والعطاء . "
    عكف تايلور على تحليل المشكلات التالية :
    1ـ المفهوم الخاطئ أن زيادة الإنتاج تعني البطالة.​
    2ـ عدم وجود قوانين تحكم أداء العلمية الصناعية والاعتماد على الأساليب العفوية. ​
    3ـ الإدارة الضعيفة.​
    المطلب02:التجارب التي قام بها تايلور
    لقد اهتم تايلور في أثناء عمله بإنتاج أقصى حد ممكن عن طريق مجموعات العمل التي يشرف عليها ، فلم يكن مرتاحا لنظام العمل في المصنع لاعتقاده بأن هذا النظام لا يقوم على تقدير سليم لطاقة العامل الإنتاجية ، بل مبني على سجلات الإنتاج السابقة التي تقدر عشوائيا معدل الإنتاج المطلوب وهو مبدأ عرفه العمال وحاولوا دوما الحفاظ عليه بدرجة مما جعل العمال أصحاب المبادرة بتحديد كمية الإنتاج.
    تعد سنة 1898 بداية تجارب تايلور حيث ذهب في ذلك العام ليعمل في شركة بيت لحم للفولاذ حيث قام هناك بدراساته المشهورة في عدة مجالات على النحو التالي:
    تجربة رفع الكتل المعدنية:
    أجرى تايلر تجربة لرفع الكتل المعدنية على مجموعة تتكون من75 عامل كانوا يقومون برفع المعادن على قاطرات ، كان العامل الواحد عند بدأ التجربة يرفع ما معدله 12.5 طن من الخامات يوميا ، ومن دراسته وملاحظته للوضع تبين له أن العامل الواحد يستطيع أن يرفع حوالي 47 طن باليوم و ب 43% من وقت العمل فقط ، حيث أن الوقت المتبقي يحتاجه العامل للراحة واستعادة النشاط . وبالفعل قام تايلور بتزويد العمال بالتعليمات اللازمة للقيام بالعمل مسبقا و بالأدوات اللازمة للقيام بالعمل و تحديد الوقت المناسب لإتمامه ، وبعد تطبيق التجربة تبين له صدق فرضيته بالرغم من ذلك استلزم استغنائه عن8/7 من أفراد المجموعة التي بدأها لأنهم لا يتناسبون مع العمل المطلوب منهم ، وإذ لم يكونوا قادرين على الأعمال المطلوبة إليهم.
    2ـ تجربة جرف الخامات:​
    تناولت هذه التجربة عملية جرف خامات الحديد والفحم و قد تبين له أن استعمال العمال نفس الأدوات لجرف المادتين كان سببا خفض الإنتاج ، حيث أن الأدوات المستعملة كان يجلبها العمال أنفسهم وكانت ثقيلة جدا عند استعمالها لجرف الخامات المعدنية وخفيفة جدا عند استعمالها لجرف الفحم ، ولتدارك ذلك فقد ألزم الإدارة بتصميم الأدوات المناسبة لكلا النوعين من العمل وبإعطاء العامل الأداة المناسبة للعمل المناسبة للعمل المناسب مما أدى إلى توفير سنوي في التكاليف بين 75ـ80$سنويا.
    3ـ تجربة تغذية الآلات بمدخلات الإنتاج:​
    كانت تجربة الآلات بمدخلات الإنتاج استمرارا لتجارب بدأها قبل أن ينتقل إلى شركة بيت لحم للفولاذ وتتعلق بالطرق المناسبة لتغذية الآلات العاملة مما أدى به إلى الوصول إلى براءة الاختراع للصناعات الفولاذية ذات السرعة العالية ، أدى إلى تقليص الوقت اللازم للعمل الى3/1 الوقت السابق .
    وقد باع تايلور هذا الاختراع في بريطانيا بمبلغ 100000$.
    المبحث02:مرتكزات النظرية وتقييمها
    المطلب01:قواعد ومبادئ النظرية
    أهم ما يميز أعمال تايلور هو إدراكه أن الإدارة يمكن أن تكون علما له قوانين و مبادئ ، حيث أنها كما يراها ثورة ذهنية كاملة بالنسبة للعمال
    فالإدارة في نظر تايلور ليست فقط وسيلة لتحقيق الكفاية وخفض التكاليف وتقدير الأجور يشكل سليم وان كانت قد ساعدت في كل ذلك ، إن الإدارة العلمية علم لقواعد و مبادئ هي:
    1 ـ تطوير علم لكل عنصر من عناصر العمل ليحل محل الحدس و التخمين و الفهلوة.​
    2 ـ الاختيار العلمي للعمال و تدريبهم وتطويرهم وذلك بدلا من الممارسة السابقة التي ميزت بالسماح للعمال باِختبار مهماته الخاصة و تدريب نفسه على أفضل ما يستطيع من أعمال.​
    3ـ تطوير روح التعاون الصادق بين العمال و الإدارة لضمان تنفيذ العمل وفقا للإجراءات المقررة علميا.​
    4 ـ تقسيم العمل بين العمال والإدارة في حدود مسؤوليات كل طرف بحيث تأخذ كل جماعة العمل الذي يناسبها ، و ذلك بدلا من الحالة الأولى السابقة التي كان العمال فيها يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية.​
    وقد أدت هذه الأفكار الأربع إلى كثير من الفكر الجديد حول التنظيم الإدارة و هي إلى حد كبير جزء من الممارسة التنظيمية لإدارة الإنتاج في الوقت الحاضر.
    المطلب02:نظرية الإدارة العلمية
    انطلاقا من المبادئ التي حددها تايلور فقد أكد على الأسس التي تحكم نظام العمل من حيث هيكلة الجهاز الإداري و توزيع الأعمال و سبل دراسة المشاكل ومن هذه الأسس:
    1 ـ تقسيم العمل و التخصص:ترى الإدارة العلمية أن لتخصص اثر كبير على الإنتاج و كفاءته إلى جانب انه يؤدي إلى ضمان السير الحسن للعملية الإنتاجية فلا بد لنجاح و زيادة كفاءة العمل من تقسيم الأعمال إلى خطوات متعددة بحيث يتولى كل شخص مهمة محددة ، الأمر الذي يساعد على إتقانها أكثر مما لو تم توزيعه على مهمات عديدة.​
    2 ـ طريقة مثلى للعمل : يعتقد تايلور بإمكان أداء عملية إنتاجية واحدة بعدة طرق قد تصل إلى 50 أو 100 طريقة لكن تبقى طريقة واحدة مثلى لأداء العمل بأقل جهد و في وقت أفضل بالنسبة لتايلور لذلك أوصى باِكتشاف والبحث عن الطريقة المثلى وذلك يكون بمراقبة فئة من العمال أثناء تأديتهم لعملهم و كذلك بالقيم ببحوث وهنا يجب أن تتدخل الإدارة بالقيام بهذا الواجب و ليس العمال .​
    3 ـ دراسة الإجهاد الجسمي: وقد قام بهذه الدراسة كل من تايلور وجلبرت و هذا في مجال الإجهاد الذي يصيب العمال أثناء القيام بعمله ، و هو الإجهاد الغير ضروري والذي ينشأ نتيجة لقيام العامل بحركات غير ضرورية أثناء عمله ، وهذا لأنه يعمل بطريقة خاطئة بسبب نقص التدريب و الوعي ، هذا ما أدى إلى محاولة كل من تايلور و جلبرت القضاء على الإجهاد غير ضروري وذلك من خلال دراسات الزمن و الحركة حيث يتم تسجيل كافة الخطوات والزمن الذي يستغرقه أداء كل منهما وذلك من أجل حذف الحركات الغير ضرورية التي تتسبب بإجهاد العامل.​
    4 ـ تحديد كمية العمل و تنظيمه: أدركت الإدارة العلمية بأن مشكلة الإدارة مع العمال يرجع إلى عدم إدراك الإدارة لنقطة البداية الصحيحة و هي تحديد المعدل المقبول للإنتاج ، لان الإدارة كانت تستخدم الضغط على العمال كطريقة لتوجيه العمال . أما الإدارة العلمية آن ينتهي ذلك الصراع بتحديد كمية الإنتاج المطلوبة ليوم عمل واحد و لكل وظيفة بطريقة علمية.​
    5 ـ وحدة الأوامر:أثبتت الدراسات التي قام بها تايلور واهم رواد الإدارة العلمية ضرورة وحدة مصدرها ، إذ لا يستطيع الفرد احتمال ازدواجية المسؤولية إن تعددت مصادر إصدار الأوامر ،إذ لا يمكن للعامل أن يطبق أمرين مختلفين من مصدرين مختلفين.​
    المطلب03:تقييم نظرية الإدارة العلمية
    لقد نجحت الإدارة العلمية في تحقيق زيادة في الإنتاج و هذا ما كانت تسعى إليه إلا أنها قد تعرضت لعدة اِنتقادات تمثلت فيما يلي:
    ـ مساواة تايلور بين البشر و الآلات و هذا ما أدى إلى ظهور معارضة شديدة من نقابات العمال خاصة في بريطانيا و الو.م.أ لأنهم رأوا أن أسلوبه و منهج الإدارة العلمية جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط الإنتاج عاما كالآلة تحسب عليه حركاته و يعمل وفق لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم وقتل روح الإبداع .​
    ـ افتراض تايلور أن الموظفين لا يمكن تحفيزهم إلا بالمال وهذا غير دقيق وغير صحيح لأنه يمكن تحفيز العمال بتوفير جو عمل ملائم و مريح .​
    ـ افتراض وجود أفضل طريقة لأداء العمل ليس منطقيا لان هذا مرتبط بنوع العمل و الظروف المحيطة بالعامل.​
    ـ ركزت النظرية على التقليل من الإجهاد البدني للعامل الذي يأتي من حركات يقوم بها العامل وهو الإجهاد الغير ضروري لكنها تجاهلت الإجهاد النفسي .​
    ـ تجاهلت العامل الإنساني فألزمت العامل بالقيام بأعمال قد تكون قاسية و غير مريحة للعامل.​
    ـ تحدثت الإدارة العلمية عن عملية الاختيار العلمي للعاملين و وضعت مبادئ لها لكنها تجاهلت هل سيقوم متبعيها بتطبيق تلك المبادئ في الواقع العلمي و عدم تحمل الإدارة مسؤولية تأهيل و تدريب العامل على المنهج العلمي التي أمرت بتطبيقه.​
    ورغم هذه الانتقادات إلا انه يوجد لهذه النظرية ايجابيات و محاسن تمثلت فيما يلي :
    ـ تصدي هذه النظرية للمشاكل بسلاح العلم و ذلك باتخاذها من العلم منهجا و بذلك بالقيام بالبحوث و الدراسات وهي أدوات التحليل الحديث وأساس التنظيم.​
    ـ لم تكتف هذه النظرية بما توصل إليه من النظريات السابقة وإنما أجرت عليها دراسات و تجارب و وضعت بناء على ذلك نظريات و مبادئ تحكم العمل.​
    ـ لقد ثبت فيما بعد أن المؤسسات و الإدارات التي تعمل بمنهج الإدارة العلمية تحقق نتائج جديدة و أفضل من المؤسسات و الإدارات التي تعمل على أسلوب التجربة و الخطأ.​
    الخاتمة:
    لقد أتت النظرية العلمية خاصة و الكلاسيك عامة مفاهيم جديدة والعلاقة بين العامل والإدارة ولقد وضعت مناهج جديدة متمثلة خاصة في التصدي لمختلف المشاكل بسلاح العلم وقد فتحت الأبواب لعدة نظريات أخرى للظهور و البروز ، على الرغم من ان هذه النظرية قد تعرضت لعدة انتقادات و كذلك اتساع الهوة بين الإدارة والنقابات العمالية إلا أنها قد نجحت في تحقيق عدة مبتغيات كانت تهدف إلى تحقيقها.

     
  2. لعوبي

    لعوبي عضو منتسب

مشاركة هذه الصفحة